الوقاية من أنفلونزا H1N1 بين الإفراط والتفريط
بقلم: د.طريف عاشور
2013/1/3

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=14463

أحسن رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض صنعا، عندما زار مكاتب وزارة الصحة في رام الله واجتمع مع الوزير وكوادر من الوزارة، حيث اطلع بنفسه على استعدادات الوزارة من الطواقم والتجهيزات وشدد على أهمية عدم التهويل أو الذعر من قبل المواطنين بخصوص فيروس H1N1 ، وكذلك عدم الاسترخاء أو التهوين من مخاطر اتساع انتشاره، الأمر الذي يتطلب اليقظة والحذر، والمزيد من الجهود والتنسيق والتعاون بين الوزارة مع كافة المؤسسات الصحية المحلية والإقليمية، بالإضافة إلى منظمة الصحة العالمية، وذلك لضمان توفير كل سبل الوقاية والفحص والعلاج، مشدداً على أهمية الإبقاء على حالة الطوارئ والجاهزية لكل الاحتمالات.

كلام الدكتور فياض جاء في محله حيث انه وفور الإعلان عن أولى الوفيات، جاءتني اتصالات هاتفية عديدة ، كان جزء منها يتحدث عن " جريمة " تقوم بها الوزارة لأنها تخفي الحقائق عن الناس وبالتالي تتحمل مسؤولية الوفيات والإصابات لأنها لم تعلن عن ذلك ، اتصالات أخرى تحدث أصحابها بكلام في الشارع عن" مؤامرة " مفادها أن رئيس الوزراء يحاول بالاتفاق مع وزير الصحة تضخيم الأمور بخصوص الأنفلونزا من اجل التخفيف من آثار الأزمة الاقتصادية العاصفة و" الهاء " الناس عن الأوضاع الخطيرة وخاصة تصاعد موجه الإضرابات النقابية وتذمر الموظفين.

من هنا كان كلام الدكتور فياض أمام وزير الصحة ووسائل الإعلام ، رسالة واضحة مفادها يجب عدم التهويل أو الذعر ، وبنفس الوقت عدم الاسترخاء ولا التهوين ، بل وترك الأمور إلى أصحاب الاختصاص وهم وزارة الصحة ، تلك التي ترصد الحالة الوبائية بالتعاون مع كافة الإطراف الداخلية والخارجية وتحت تعليمات وتنسيق واضح من منظمة الصحة العالمية.

الملاحظ انه وفور إعلاننا هنا في فلسطين عن أولى الوفيات والإصابات جراء الفيروس ، بدأت دول الجوار هي الأخرى الإعلان عن حالات لديها ، فأعلنت الأردن وكذلك السعودية وحتى تركيا عن وجود إصابات وأنها بصدد اتخاذ إجراءات وقائية للحد من انتشار الفيروس.

مطلوب هنا في فلسطين عدم الفزع، فلم يعد الفيروس كما جاء من المكسيك عام 2009 مجهول النشأة والتأثير، بل ما هو موجود الآن فيروس يتمكن من الأجساد ضعيفة المناعة بشكل عام، وهي الفئة التي نجهد بتوصيل الملاحظات الطبية لها كتوخي الحذر وعدم التعرض لأناس مشتبه إصابتهم ، كذلك فئة الأطفال والحوامل وكبار السن ما فوق 65 عاما ، حيث تكون المناعة كذلك في مستويات اقل من الطبيعي .

أما عموم الناس فالنصائح ذاتها لم تتغير، فكل ما هو مطلوب إجراءات وقائية عادية تتمثل استخدام المناديل الورقية عند العطس أو السعال ووضع تلك المناديل في القمامة المغلقة فورا ، مع الدوام على غسيل اليدين بالماء والصابون ، وسرعة زيارة الطبيب لو ظهرت إحدى إعراض الأنفلونزا ، مع أهمية المحافظة على مسافة لا تقل عن متر عند التعامل مع المشتبه بهم ، وعدم مغادرة المنزل إلى العمل أو المدرسة في حال الاشتباه بالإصابة وتجنب الزحام ، مع أهمية رفض بعض العادات الاجتماعية خاصة هذه الأيام كالعناق والتقبيل وعدم لمس الأنف أو الفم دون غسل اليدين ، كذلك الإكثار من شرب السوائل وتناول التغذية الجيدة كالحمضيات والفواكه ، تلك التي ترفع من نسبة المناعة لدى الإنسان .

بهذه التعليمات البسيطة يمكننا تجنب أي انتشار واسع لفيروس الأنفلونزا سواء العادية أو حتى H1N1 ، مع التنويه على أهمية تفعيل اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس الأنفلونزا والتي تضم كافة جهات الاختصاص من وزارات كالتربية والتعليم والإعلام والمؤسسات الصحية الأخرى ، كذلك التنويه على أن الطعومات المتوفرة في الصيدليات الخاصة وكذلك الطعومات التي تم إعطاءها للحجاج والمعتمرين وكذلك أصحاب المناعات المنخفضة تحوي معالجات لهذا النوع من الفيروس .

حمى الله تعالى فلسطين وحمى شعبها ، وبتعليمات وزارة الصحة جهة الاختصاص ووعي الجمهور سوف نتجاوز هذه المرحلة بأقل خسائر بأذن الله تعالى.

http://www.miftah.org