من الشمس إلى الكرامة...ومعركة الأبواب الفلسطينية
بقلم: آلآء كراجة لمفتاح
2013/1/21

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=14507

تتلاحق الأحداث وبالتوازي في الساحتين العربية والفلسطينية، ففي الوقت الذي تنعقد فيه القمة العربية الاقتصادية في الرياض اليوم لبحث واقع التنمية والأوضاع الاقتصادية في الوطن العربي وبحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي هجماتها اليومية على الفلسطينيين، فاليوم هاجمت أكثر من 30 سيارة إسرائيلية عسكرية فجراً المعتصمين في قرية باب الكرامة وبيت إكسا، المهددة بالمصادرة، شمال غرب القدس، وعاثت فيهما دماراً.

مصطحبه جرافات وأدوات التدمير و"الاقتلاع" من الأرض، حيث قاموا بطرد سكان القرية ممن قدموا للاعتصام على أراضيا المهددة بالمصادرة وإجلائهم بالقوة، حيث اقتحم أكثر من 300 جندي إسرائيلي القرية، المقامة على أراضي بلدة بيت إكسا. حسبما أفادت المصادر.

وبعد ما كان من صمود الفلسطينيين في قرية باب الشمس، قد بات واضحا ًأن ثقافة المقاومة السلمية آخذه في التوسع والانتشار، بطريقة تشير إلى فشل العقلية الإسرائيلية التي سعت لتفريغ الأرض من أهلها ومن ثم مصادرتها لصالح الاستيطان، وبنماذج تؤكد على النفس الطويل للمقاومين الفلسطينيين الذين اختاروا الصمود بدلاً من الرحيل والاستكانة، واختاروا الخيمة بدلاً من بيوتهم المسقوفة، وفضلوا دفء النيران التي تُغذى بالحطب على وسائل التدفئة النظيفة في منازلهم.

فهذه القوة الفلسطينية التي تبتدع السبل السلمية لإيصال رسالة واضحة وصريحة، ألا وهي "لا للاستيطان"، تبرهن الآن وأكثر من أي وقت مضى على عجز آلة الحرب الإسرائيلية أمام أرادتهم الطاغية وعزيمتهم الحديدية، وتصميمهم الذي لا ينضوي، في محاولة للتأكيد على أن حالة التهجير ألقسري التي مارسها الاحتلال على الشعب الفلسطيني في العام 1948، لا يمكن لها أن تتكرر لأن الفلسطينيين صامدين في أراضيهم، ويفضلون أن يُحملوا بالجرافات العسكرية ويقتلعوا اقتلاعاً من أرضهم على أن يتركوها ويرحلوا ولو لحين.

إن من الضروري مواصلة هذا النضال السلمي وتعزيز كل الجهود الوطنية الرسمية والشعبية للدفاع عنه ودعمه من أجل دق ناقوس الخطر الذي يشكله الاستيطان الذي يتفشى في الأراضي الفلسطينية، وحتى يتحقق ذلك لابد من تحقيق المصالحة الوطنية، والتي تحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية من قبل الطرفين الذين ينسقون اجتماعاتهم في الفترة الأخيرة، وعربياً وبالحديث عن القمة الاقتصادية المنعقدة اليوم بالعاصمة السعودية الرياض، لابد من الوقوف إلى جانب الفلسطينيين في قضيتهم العادلة وهذا لا يتحقق بالدعم المالي فحسب، بل أيضاً بالإرادة السياسية وبالمواقف الداعمة للقرارات والخيارات الفلسطينية في مقاومتها السلمية ضد الاحتلال، وحمل المجتمع الدولي على النظر إلى الفلسطينيين ونصرهم.

وأمام ما سبق من مشاهد، لا يمكننا أن لا نعرج على موضوع الانتخابات التاسعة عشرة للكنيست الإسرائيلية، التي ستجري غداً، والتي يتسابق المرشحون إليها بإعلان ما تتضمنه برامجهم من عنف وعنصرية تجاه الفلسطينيين داخل أراضي ال 48 أو في الضفة الغربية وقطاع غزة، في الوقت الذي دعت فيه جامعة الدول العربية، فلسطيني 48 إلى المشاركة الايجابية والمكثفة في الانتخابات الإسرائيلية البرلمانية المزمع إجراؤها غداً الثلاثاء، وذلك للرد على ما سيجري في الكنيسيت من محاولات لتمرير القوانين المتعلقة بعمليات التطهير العرقي ضد العرب.

http://www.miftah.org