سيدي الرئيس هل أصبحنا شعبا منتهي الصلاحية..؟؟
بقلم: محمد حنيحن
2013/3/13

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=14650

سيدي الرئيس رئيس دولة فلسطين حفظه الله

كم من المشاعر الجميلة تعتريك وأنت تقبل طفلك أو طفل ابنك في الصباح ..تنتابك نشوة عز ونشوة افتخار ...مشاعر صدق أبوية إذا ما ناداك حفيدك ..سيدو....او طفلك بابا...

كم هائل من مشاعر الألم ..جبال تعب تحط على كاهليك إذا ما اشتكى ابنك أو حفيدك من وخزة شوك أو من مغصة برد.. كم كبير من التمنيات تدعي بها رب العزة ..( أنا ولا أنت يا بني أنا ولا أنت...)

فكيف يا سيدي إذا علمت إن أطفالنا يأكلون من ما لا تأكل البهائم والكلاب ...

سيدي رئيس دولة فلسطين ...

...هل أصبحنا شعبا منتهي الصلاحية لتلك الثلة من التجار فاقدي الضمير والدين ؟

سيدي إن كان شعاركم " الإنسان اعز ما نملك" لـِمَ لَمْ تَكف أيدي هؤلاء العابثين بغذائنا وبتفاريح أطفالنا ؟ وهل وصل الحقد إلى سكاكر الأطفال وشيبسهم .... ؟"هل وصل الحقد إلى الأرحام"؟

سيدي الرئيس أنا وكل الشعب من ورائي نؤكد لسيادتكم انه ليس لدينا فائض من الأطفال لنقدمهم على مذبح جشع بعض التجار ممن باعوا ضمائرهم وارتضوا أن تكون مصانعنا ومطاعمنا والكثير من مصادر قوتنا مكبات لسموم الاحتلال ؟

سيدي الرئيس..

الفاسد ليس من يختلس المال العام رغم كل ما يتعرض له شعبنا من حصار و قتل واعتقال وتدمير واستيطان... وخناق اقتصادي ..

بل الفاسد يا سيدي ..هو من يسمم قوت الشعب العام وقوت العيال.

سيدي الرئيس... نتوجه إليك أنا وأطفال أبنائك، وأطفال أبنائي، وأطفال كل الشعب الفلسطيني ، كلنا أمل أن تعمل على كف أيدي هؤلاء المفسدون

والمتماهون في غيهم وفسادهم لأنهم يعلمون أن هناك فراغات نظامية يسلكونها بأمان فالتين من العقوبة.

إن شعبنا العظيم اكبر من أن يجازى بدس هذه السموم له ولأطفاله ..

الطفولة يا سيدي أنجبتها نساء فلسطين لا لتموت بسم المستوطنان، بل لتكون مشاريع شهادة من اجل التحرير وإقامة الدولة وعاصمتها القدس الشريف .

الطفولة الفلسطينية اعز ما نملك وهي التي وعدها القائد الخالد أبو عمار برفع العلم على أسوار القدس ومآذنها وكنائسها ..؟

اعلم ويعلم معي الجميع يا سيدي أنكم لا تلؤن جهدا لإغلاق كافة منافذ الفساد ووقف هؤلاء المؤذيين للناس عند حدهم.

بل نطالب يا سيدي إنزال أقصى العقوبات بمن يتاجر بقوت الشعب وطعام الأطفال وبكل من يتاجر بأرواح ودماء شعبنا التي نذرناها لتحرير الأرض والمقدسات..

سيدي نستحلفك بالله وبكل طفل شهيد أن (لا يظل نظام العقوبات بهذا الاختصاص مقتصرا على الإنذار والإغلاق والغرامات المالية.. فقد مكن العارف بهذه الجزاءات الهينة أن يقترف مخالفاته كما يشاء حتى إذا وقع تحت العقوبة فهو يعلم أنها لن تضره كثيرا وقد قال العامة في أمثالهم (من تعرف ديته اذبحه) وهي وصية دموية إلا أن لها معنى الاختراق والتجاوز بقلب مطمئن.)

سيدي الرئيس حجم المضبوطات من المواد الفاسدة فاق كل التصورات..كان آخرها ضبط مصنعا ضخما لتصنيع سكاكر الأطفال ،يستخدم مواد خام منتهية الصلاحية منذ خمس سنوات.

مع الاعتذار الشديد للغائب الحاضر فينا محمود درويش

للتاجر نقول أنا وأطفال فلسطين:

فكر بغيرك...

فكر بغيرك وأنت تبيع لنا الغذاء

فكر بفتات لقوت الحمام

وأنت تعد النقود والناس نيام

فكر بغيرك ..

فكر بطفل أطعمته السم الزؤام

وأنت تعطي طفلك مصروف الصباح

فكر للحظة..ما مصير المال الحرام..

وأنت تنزه أطفالك

فكر ..

كم طفل من بضاعتك في المشافى ينام

فكر بغيرك..

لم تنتهي مدة صلاحيتنا

الأمهات لازلن ينجبن قناديلا للظلام..

وأنت تنير مصباحك

فكر...بغيرك

بشموع تحرق ذاتها في ملاجئ الأيتام

وانت تروج تجارتك

فكر ....

ان للرئيس عين لا تنام.

http://www.miftah.org