زيارة أوباما.. حتى لا تكون سياحة رخيصة..!!
بقلم: حمدي فراج
2013/3/16

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=14658

حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة اقرب الى "صلب اليمين" منها الى "يمين الوسط" كما تحب اوساط سياسية عالمية وعربية وفلسطينية تسميتها، بل تذهب أبعد من ذلك حين تبني مراهناتها عليها بأن تستأنف المفاوضات معها، وخاصة ان هذا الملف قد وضع بين يدي تسيفي ليفني التي تقف اليوم على رأس حركة جديدة اسمها "الحركة" وتحظى بحقيبتين وزاريتين في الحكومة الجديدة.

الحكومة الجديدة تتشكل عند اقدام الرئيس الامريكي باراك اوباما، الذي يدخل تاريخ الرؤساء الامريكان الكبار دون ان يحقق شيئا من انجازاتهم العظيمة، كتحرير العبيد على سبيل المثال، فيحصل على جائزة نوبل للسلام بمجرد انه تحدث عن افكار سلامية، في حين تغوص قدماه في الوحل الافغاني، وعلى أهبة الاستعداد لنقلها الى وحول أخرى ككوريا وايران وسوريا. وبالمناسبة، فإن الرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس الذي سيقوم باستقباله، حاصل ايضا على تلك الجائزة ولّما تزل قدماه تغوص في وحلنا الفلسطيني.

البعض يرى ان العزم الاوبامي على زيارة اسرائيل وهي على ابواب تشكيل حكومتها قد أثمر توليد حكومة وسط بدلا من حكومة يمين ديني متطرف، ولكن هذا يحتاج الى تدقيق ودحض، فيائير لبيد الذي سيتسلم خمس حقائب، ليس بعيدا عن الليكود الذي سبتسلم سبعة، وصاحب "البيت اليهودي" المتطرف حصل على ثلاثة، ناهيك ان ليبرمان سيحتفظ بالخارجية، وعلى رأس الرأس في هذه الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يشكل ثالث حكومة في تاريخ اسرائيل القصير في تسع عشرة كنيست.

كثيرون لا يعولون على الزيارة ولا على الحكومة الجديدة، للدرجة التي وصفها البعض الامريكي انها زيارة سياحة، لكن حتى في الزيارات السياحية ممكن الخروج ببعض النتائج الاخرى، حيث ينتظر الفلسطينيون اطلاق سراح اسرى، وتسلم رواتبهم عن شهر شباط، وهي مطالب ليست ذات صبغة سياسية على الاطلاق، فمن حق الموظفين، الحصول على مرتابتهم نهاية كل شهر، ومن حق جميع الاسرى الذين سبقوا توقيع اتفاقية اوسلو ان يعودوا الى بيوتهم غداة التوقيع، وها هم يطبقون اليوم عشرين سنة كحد ادنى، بمعنى ان الاسير الذي اعتقل يوم توقيع اوسلو يكون الآن قد امضى عشرين سنة، ناهيك ان بعضهم تجاوز الثلاثين عاما في هذه الاكياس الحجرية، فماذا لو نجح اوباما في اطلاقهم واطلاق المرضى والمضربين والنساء والاطفال والرموز كسعادات والبرغوثي والسيد، دون ذلك فإن الزيارة السياحية ستكون من الدرجة الثالثة في فندق bed and breakfast وربما يقتصر الافطار على فلافل يقدمه له شمعون بيرس على انه اسرائيلي من عجن الحكومة الجديدة..!!

* كاتب صحفي فلسطيني يقيم في مخيم الدهيشة- بيت لحم. - hamdifarraj@yahoo.com

http://www.miftah.org