زيارة اوباما.. لماذا كل هذا الضجيج ؟
بقلم: رائد النمس
2013/3/23

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=14679

تابعنا جميعا الحملات اليومية المتواصلة للمعارضة على زيارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما إلى الأراضي الفلسطينية , وطالعنا كذلك تمزيق وحرق صوره , وكتابة الشعارات المنددة بالولايات المتحدة وسياستها الخارجية , وإنزال الأعلام الأمريكية التي علقت في شوارع الضفة الغربية .

وحقيقة لا ادري لمتى سنبقى نوصل صوتنا بهذا الشكل المتطرف , وهل عجزنا عن إيصاله لرئيس أقوى دولة في العالم , إلا عبر تمزيق الصور , وإنزال الأعلام , وغيرها من البوسترات الإعلامية التي استهدفت شخص الرئيس الأمريكي نفسه في غالب الأحيان .

كان الأحرى بنا أن نستغل هذه الزيارة بشكل حضاري في توصيل صوتنا , ومعاناتنا , وهمومنا , إلى الضيف الذي يحل علينا , وان كنا نعلم جميعا الانحياز الأمريكي و الغربي العالمي لإسرائيل , فهذا ليس بجديد , ولا نستطيع إنكاره , ولكن ليس معناه أن نصد الأبواب على أنفسنا ونقاطع العالم الذي نتعطش يوميا لان يلتفت لأوجاعنا المستمرة .

فرسالة ربيع عيد التي خرقت أذن اوباما , لاشك بأنها أقوى من كل العبارات المسيئة التي كتبت على جدران رام الله وبيت لحم , ورسالة وزير الأسرى الفلسطيني التي تسلمها اوباما , التي تضمنت معاناة الأسرى الفلسطينيين , هي قطعا أفضل من شعارات التنديد والسخط .

وحديث السيد الرئيس أبو مازن حول الثوابت الفلسطينية التي لا تنازل عنها , وهي الدولة , و القدس , وعودة اللاجئين , والمطالبة بوقف الاستيطان , وتهويد القدس , هي أيضا رسائل قوية تصل إلى صناع القرار الأمريكي , وان كنا ندرك أن اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة رسائله تلقى القبول الأعظم , ولكن الصمت والمقاطعة أبدا لن تكون هي الحل .

غضبت القيادة الإسرائيلية من فكرة زيارة اوباما إلى الأراضي الفلسطينية , وحاولت جاهدة منع حدوث اللقاء الأمريكي الفلسطيني بشتى الوسائل , فهي لا تحب أن ترى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يتحدث في مؤتمر صحفي إلى جانب الرئيس الفلسطيني , وخلفهما العلمين الأمريكي و الفلسطيني .

الغضب الإسرائيلي سببه ادارك الصهيونية العالمية بان الصوت الفلسطيني وان كان خافتا الآن فلابد أن يعلو رويدا رويدا , وبكل تأكيد هي تخشى من صورة اوباما مبتسما , وهو يحتضن طفلة فلسطينية تلبس الثوب الفلسطيني , بينما يرقص قلبها فرحا لمشاهدة صور اوباما وقد مزقها الفلسطينيون وكتبوا عليها شعارات منددة وساخطة .

ختاما رغم الواقع المرير للقضية الفلسطينية , وما نشهده من انحياز , لابد أن نشحن الهمم وفق برامج مدروسة ومنظمة , لإيصال الرسائل الفلسطينية بشكل حضاري , بغية تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني , ونحو زيادة العزلة السياسية لإسرائيل , واستغلال كافة المواقف والزيارة والمحافل الدولية , لإبراز الظلم الذي نتعرض إليه , وليس ان نطالب بطرد من يحضر للاستماع إلينا , بينما الإسرائيليون لا زالوا يتباكون حتى اليوم على المحرقة , وسيواصلون البكاء والنحيب , لأنهم يدركون آلية اللعب بمشاعر العالم وكسب تعاطفهم , لا توريث كرههم ونفورهم .

http://www.miftah.org