أين نحن من تفعيل قانون الشباب؟!!
بقلم: إسلام الحصري
2013/3/25

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=14682

طغت على ساحة النقاش مشادات بين المدافعين عن العمل الحزبي وممن يعتبرون المشاركة السياسية ركيزة البناء الديمقراطي، وبين القائلين إن النفور من العمل أصبح واقعا معيشيا، والشباب بصفة أخص، ينضمون للعمل الحزبي للاهتمام أكثر بالعمل ذا العائد النفعي بوجوه المتعددة ,سواء المالية وغيرها...

وبالنقيض عزوف الشباب بسبب ما يعتبره بعض المهتمين جمود الأحزاب وتراجع دورها في الخدمة المجتمعية بفعل ترهلها، وعدم استيعابها للتحولات التي يعيشها المجتمع .

فيرجع نفور الشباب من العمل الحزبي إلى عوامل مرتبطة بما أصبح شائعا تحت يافطة شيخوخة الزعامات الحزبية وعدم تجديد النخب، وعقم العمل الحزبي، وتهميش الشباب الناتج عن طغيان هاجس الوصاية المفروضة عليهم من طرف القيادات الحزبية، مما جعل مجال استقطاب الشباب عصيا ،سوى أعداد قليلة من المنخرطين الجدد .

فحين أن عددا متزايدا من الشباب أصبحوا غير مبالين بالعمل السياسي عموما، وهذا لا يعني أن الشباب غير مُسيسين ومنصرفين عن الشأن العام بل يتوجهون لجمعيات المجتمع المدني النشيطة والمهتمة بمختلف جوانب الحياة للمواطنين.

ولا ننكر أن المشاركة السياسية في أي مجتمع هي محصلة نهائية لجملة من العوامل التى بها تتضافر بنية المجتمع المعني ونظامه السياسي وسماتهما وآليات اشتغالهما، وتحدد نمط العلاقات الاجتماعية والسياسية ومدى توافقها مع مبدأ المشاركة الذي بات معلماً رئيساً من معالم المجتمعات المدنية الحديثة، التي أعادت العمل الصناعي وتقدم العلوم التطبيقية والمعرفة الموضوعية والثقافة الحديثة بناء حياتها العامة وعلاقاتها الداخلية، على أساس العمل الخلاق، والمبادرة الحرة، والمنفعة والجدوى والإنجاز، وحكم القانون، في إطار دولة وطنية،فى ظل تعامل الأحزاب مع شبابنا بمنطق الوصاية والإرشاد، بنقيض يحرص فيه الشباب على الرغبة في فرض النفس وتفجير طاقاتهم وإبراز مواهبهم وتحقيق الذات، والرغبة في طرح الإشكالات بحرية ودون قيود فالغلق الذي عاناه الشباب فجر ربيع الثورات ناقدين رافضين ساعين للتغير متحمسين للأفضل وللحياة الكريمة ولإيجاد مكانة ودور لهم في المجتمع .

http://www.miftah.org