رام الله – اختتمت المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية – مفتاح، وهيئة مكافحة الفساد مؤخرا المرحلة الأولى من مشروع تفعيل دور الشباب في مكافحة الفساد، وذلك في إطار اهتمام "مفتاح"، بتمكين ودعم القيادات الفلسطينية الشابة، في التغلب على مجمل التحديات والاشكاليات التي تواجه الشباب بشكل خاص والمجتمع بشكل عام.

وقالت د. ليلي فيضي، المدير التنفيذي للمبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية – مفتاح، ان الهدف العام لهذا المشروع الذي تنفذه مفتاح بالشراكة مع الهيئة هو زيادة اهتمام ووعي واستعداد الفئة المستهدفة للعمل على محاربة الفساد من خلال امتلاكهم للوعي والادوات اللازمة لذلك، وتمكين الشباب وسائر الفئات المجتمعية بالمعرفة والأدوات اللازمة للتصدي للفساد على المستويين الفردي والجماعي.

في حين، قال شادي زيدات منسق المشروع، ان الفساد يصبح اكبر خطورة حينما يتمأسس، ويصبح في ثقافة المجتمع امرا اعتياديا، وبالتالي فان نجاح برامج محاربة الفساد يعتمد بشكل رئيسي على قدرة هذه البرامج على بناء منظومة متكاملة لمناهضته على صعيد الفرد والمجتمع. وأضاف:" إن استهداف شبكة الشباب الفلسطيني الفاعل سياسيا ومجتمعيا في هذا المشروع يعتبر خطوة الى الامام كونها فئة ممكنة مدربة واعية وتجمع في داخلها مزيجا من الانتماءات الحزبية والثقافات والتوجهات الفكرية والمجتمعية المتنوعة، ولكنها مجتمعة على رؤية وأهداف موحدة، متمثلة بفلسطين خالية من الفساد وبمجتمع مناهض للفساد ويرفض التعايش معه، والميزة الاخرى هي فئتهم العمرية التي تساعدهم بالتواصل والتعاطي مع الشرائح المجتمعية المختلفة بالاضافة الى طاقاتهم وقدرتهم الحزبية الرافضة للوضع الراهن والتي تتيح لهم امكانية نشر هذه الثقافة داخل مجتمعاتهم السكنية والجامعية والحزبية.

ويشير زيدات إلى أن المشروع يتضمن أيضا اخراج فلم وثائقي يتبلور حول ضرورة مشاركة وتفعيل دور الشباب في مكافحة الفساد، وتضافر الجهود الوطنية ودعمها لهذه المبادرات الشبابية لكي تتكلل بالنجاح. ايمانا بعدالة هذه القضية وضرورة استمراريتها وعدم الخضوع لليأس والاستسلام للواقع المرير.

كما يشتمل على تصميم مجموعة من البوسترات سيتم تعميمها وتوزيعها في نهاية المشروع مع الفلم الوثائقي، تتضمن رسائل شبابية مجتمعية مناهضة للفساد ومعززة للثقافات والقيم المجتمعية الايجابية.

وأوضح زيدات أن المشروع هذا، ينفذ في سياق من الشراكة بين "مفتاح" والهيئة، وهدفه تركيز الجهود على شبكة الشباب الفلسطيني الفاعل سياسيا ومجتمعيا في اطار مشروع "تفعيل دور الشباب في مكافحة الفساد"، من خلال سلسلة من ورش العمل التدريبية والتوعوية نظمتها الشبكة في شهر تشرين الثاني المنصرم، والأسبوع الأول من كانون أول الجاري، والتي استهلت بورشة عمل ركزت على تطوير معرفة الشبكة المستهدفة بالفساد واشكاله وانواعه واثاره وطرق التصدي له، بالاضافة الى مجموعة من المفاهيم والادوات التي تمكنهم من محاربة الفساد باشكاله، بالاضافة الى استهداف الشبكة في يوم كامل للتوعية بالجوانب القانونية من خلال القوانين والتشريعات الوطنية والدولية المناهضة للفساد، لتتشكل لديهم رؤية متكاملة لطبيعة الجهود المنوي استثمارها من قبلهم في المستقبل القريب.

وفي الجزئية الثانية من المرحلة الاولى تم عقد ورشة تخطيط استراتيجي للشبكة بهدف الخروج باستراتيجية شبابية متكامل لمكافحة الفساد، بهدف تضمينها في الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، من باب التاكيد على دور واهمية المشاركة الشبابية في الجهود الوطنية والمجتمعية لمناهضة الفساد، حيث تم في نهاية هذه المرحلة تطوير استراتيجية شبابية متكاملة يجري العمل حاليا على تدقيقها وبلورتها بصورتها النهائية بين الشركاء ليتم عرضها في احتفال ختامي للمشروع.

يذكر ان المشروع سيختتم نهاية الشهر الحالي باحتفال مركزي يضم الشركاء ومؤسسات وطنية ومجموعات شبابية مختلفة للاعلان عن الاستراتيجية الشبابية وتسليمها رسميا للهيئة لتضمينها في استراتيجيتها الوطنية لمكافحة الفساد وتكريم الشبكة المشاركة في هذا المشروع.