مقابلة مع د. نعيم أبو الحمص وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني
بقلم: مفتاح
2002/9/9

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=15

رغم المعوقات الإسرائيلية الكبيرة، ورغم الدمار الذي لحق بالمدارس والمؤسسات التعليمية الفلسطينية نتيجة العدوان الإسرائيلي الشامل على مناحي الحياة الفلسطينية والذي نتج عنه في قطاع التعليم فقط استشهاد "232" طالباً وإصابة "2567" طالباً بجروح نتيجة القصف واستهداف الأطفال، فيما تعرضت "197" مدرسة للقصف والاقتحام من قبل جنود الإحتلال الإسرائيلي الذين أغلقوا بأوامر عسكرية "7" مدارس واستخدمت عشرات المدارس كثكنات عسكرية خلال إعادة احتلال المناطق الفلسطينية وحولتها إلى معتقلات لتحقيق، ورغم كل ذلك قامت وزارة التربية والتعليم بدور مميز اثبتت خلاله مقدرتها على تسيير العملية التعليمية بكل مثابرة وإصرار على الاستمرار والمضي قدماً وإلى الأمام.

حول المعوقات وكيفية التعامل معها وخطة الطوارئ والإنجازات والخطة للعام الدراسي القادم قابلنا الدكتور نعيم أبو الحمص وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني في لقاء خاص ل زاوية "مفتاح لقراءة الحدث".

سؤال: د. نعيم، دعنا نبدأ من امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة (التوجيهي) هذا العام، كيف تمت عملية الامتحانات؟ وكيف تغلبتم على المعوقات الإسرائيلية، منع التجول، والحواجز العسكرية في ظل احتلال العديد من مناطق السيادة الفلسطينية وكيف أثرت هذه المعوقات على المستوى التعليمي للطلبة؟

د. نعيم: بداية كان همّنا الذي عملنا على تنفيذه هو الحفاظ على النظام التعليمي الفلسطيني تحت كل الظروف ولذلك عملنا منذ بداية الإنتفاضة ضمن خطة طوارئ، وقد خططنا لامتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة (التوجيهي) منذ مدة طويلة، الأمر الذي مكننا من تقديم هذا الامتحان لجميع طلاب الثانوية العامة بما فيهم المعتقلين داخل السجون الإسرائيلية دون أن يفقد أي طالب جقه في تقديم الإمتحامات.

وتم ذلك منذ البداية بدراسة توسيع قاعات الامتحانات في المحافظات وزيادتها وتوزيعها حسب المناطق الجغرافية لتمكين كل الطلاب من الوصول إلى قاعاتهم حسب المناطق التي يستطيع المعلمون التحرك فيها بشكل يكفل سير عملية الامتحانات، وعينّا مديراً ونائب مدير للقاعات التي تم تزويدها جميعاً بجهاز فاكس وماكينة تصوير لاستخدامهما في حالات تعثر وصول الأسئلة في موعدها المحدد.

وقد تم توزيع القاعات جغرافياً بشكل مكّن الطالب من التوجه إلى أقرب قاعة في حالة عدم تمكنه من الوصول إلى قاعته الأصلية.

وقد تم إعادة الإمتحان ثلاث مرات في بعض المناطق مثل نابلس وبيت لحم والتي منع الطلبة فيها بسبب منع التجول من الخروج من منازلهم حيث أعدت جداول امتحانات جديدة مكنتهم جميعاً في النهاية من تقديم الامتحانات بشكل كامل.

وكان من المفروض أن تبدأ الامتحانات يوم 17/6 وتنتهي في 4/7 إلاّ أنها استمرت 42 يوماً بسبب منع التجول والحصار والذي لم يحصل في تاريخ امتحانات الثانوية العامة.

وكما قلت فقد منحت الفرصة لكل الطلاب لتقديم هذه الامتحانات حتى الطلبة في السجون الإسرائيلية والموزعة على 13 سجناً إضافة إلى معتقل عوفر في بيتونيا.

سؤال: كيف تمكنتم من ذلك رغم الاغلاقات والحصار الشديد؟

د. نعيم: هنا يجب الإشارة إلى الدور المميز الذي قام به الصليب الأحمر الدولي حيث كان له الدور الأكبر في تذليل عقبات الإغلاق والحصار بل تولى بشكل كامل عملية نقل أوراق الامتحانات إلى كافة القاعات وكذلك مستلزمات الامتحانات وبعد الانتهاء من الامتحانات قام بنقل الأوراق على مراكز التصحيح وعملت سيارات الصليب الأحمر على نقل بعض مراكز التصحيح بالسرعة الممكنة من جنين إلى قباطية ومن طولكرم إلى عنبتا بسبب منع التجول وفي مجال التصحيح، عمل المصححون على مدى 20 يوماً متواصلة داخل مراكز التصحيح حيث وفرنا أماكن للنوم ليتسنى الانتهاء من العملية دون تأخير، لقد كانت صورة صعبة للغاية لكنها تنم عن انتماء وتصميم على تذليل الصعاب ومواجهة الحدث والتغلب عليه لمصلحة الوطن وأبناء الوطن وقد تمكنا من إيصال النتائج بعد فرزها وإخراج العلامات إلى كافة المحافظات عن طريق الصليب الاحمر بما فيها محافظات قطاع غزة كلها في وقت واحد وأعلنت النتائج في كل المحافظات في نفس اليوم.

سؤال: تسبب الحصار والإغلاق على كل المناطق الفلسطينية في عدم تمكين ألآف الطلبة والمعلمين من الوصول إلى مدارسهم لفترات ليست بسيطة، ما مدى تأثير ما فقده الطالب من أيام دراسية على العملية التعليمية؟،

د. نعيم: هنا يجب الإشارة إلى ان تأثير الحصار والإغلاق اختلف من منطقة إلى أخرى ومن محافظة إلى أخرى وحتى من مدرسة إلى أخرى، فبعض المدارس في القرى كان كل الطلبة الذين يتعلمون فيها من أبناء القرية فقط الأمر الذي مكنهم من الوصول إلى مدارسهم بعد حل مشكلة وصول المدرسيين.

ولكن بشكل عام عملنا في كل محافظات الوطن بخطة طوارئ لديها صلاحيات كبيرة سيرت أمور التعليم وكان لديها صلاحيات نقل مدرسة بكاملها على مكان آخر وتوزيع المعلمين حسب مقدرتهم من الوصول إلى المناطق القريبة من أماكن سكناهم وقاد لجان الطوارئ في كل محافظة مدير التربية والتعليم في كل محافظة.

سؤال: ما مدى تأثير الدمار والقصف والاعتقال والقتل على نفسية الطلبة والمعلمين؟

د. نعيم: لا شك بأن لأشكال العدوان الإسرائيلي إنعكاسات كبيرة على نفسية الطلبة والمعلمين وخاصة المدارس التي فقدت طلاباً ومعلمين باستشهادهم أو إصابتهم وقد عملنا من خلال المرشدين التربويين والنفسيين في كل المدارس على التخفيف من آثار الصدمة والتأثيرات السلبية على النفسية والسلوك لدى الطلبة تحديداً من خلال برامج أعدت لهذا الغرض وقد عملنا ضمن قناعاتنا وأهدافنا الوطنية لخدمة مليون طالب بجهود جباره تحت شعار "أن تعمل خيراً من أن تقف مكتوف اليدين" وقد سيّرنا العملية التعليمية لمدة عامين في ظروف صعبة للغاية أظن أنها لم تحصل في التاريخ الحديث.

جدير بالذكر أن أكثر أشكال التعليم التي تأثرت بسبب الحصار والإغلاق هو التعليم الخاص بالنشاطات اللامنهجية التي أستطيع أن أقول أنها دمرت بشكل شبه كامل لما تعرضت له البنية التحتية للمدارس من ملاعب وغيرها من دمار وتخريب، وتركيزنا على تعويض الخسارة في التعليم المنهجي والمتعلق بالمواد الدراسية.

سؤال: هل هناك لدى الوزارة برامج على مستوى الوطن لتقديم الدعم النفسي للطلبة الذين يعانون من انعكاسات سلبية نتيجة فقدان أقارب أو زملاء أو تعرضهم للضرب أو للتخويف؟ وما هي طبيعة هذه البرامج إن وجدت؟

د. نعيم: حول هذا الموضوع أرى أن ذلك يحتاج على دور مشترك من مؤسسات ووزارات عديدة إلى جانب الدور الرئيسي للإعلام الذي هو من أهم الأدوات التي تساهم في توضيح كيفية التعامل مع الأطفال خصوصاً في حالات الخوف الشديد الناتجة عن العدوان والقصف، إضافة إلى دور المنزل والأهل ومراكز الدعم النفسي والمتخصصين والمرشدين النفسيين في عمل برامج للدعم النفسي تساعد على التغلب على هذه الانعكاسات السلبية.

نحن في وزارة التربية والتعليم قمنا بتوظيف 450 مرشداً نفسياً منذ العام 1994 وعملوا خلال العامين الماضيين من الإنتفاضة من خلال برنامج الطوارئ قاموا خلالها بمتابعة الطلبة الذين واجهوا صعوبات خاصة سواء باستشهاد زملائهم او بتعرضهم للضرب والترهيب.

كما عمل المرشدون النفسيون والمعلمون في برامج خاصة تتعلق بالجرحى من خلال الزيارات المنزلية إضافة إلى برنامج تعليمي خاص للجرحى داخل منازلهم لكي ينالوا حقهم في التعليم أسوة بزملائهم الموجودين على مقاعد الدراسة وقد تمت هذه البرامج داخل المنازل والمستشفيات وقدموا امتحاناتهم -بما فيهم طلبة الثانوية العامة- وهم على أسرة الشفاء في المستشفيات والمنازل على حد سواء.

وقمنا هذا العام تحديداً بزيادة عدد المخيمات الصيفية في كافة المحافظات ووصل عدد المراكز الصيفية هذا العام على 200 مركزاً ومخيماً صيفياً للتخفيف عن الطلبة من أجواء الحزن والمعاناة وخاصة في غياب النشاطات اللامنهجية خلال العامين الدراسيين الماضيين.

سؤال: د. نعيم، ماذا كان نصيب المعلمين من هذه البرامج؟

د. نعيم: المعلم هو الذي ألقي على عاتقه مسؤوليات إضافية في هذه الظروف حيث أن المدرسة هي جزء لا يتجزأ من المجتمع الفلسطيني والمعلم هو الأب والأخ والمعلم والمرشد في نفس الوقت.

وقد عملنا برامج تأهيل للمعلمين تدربوا خلالها على كيفية القيام بالإسعافات الأولية والإخلاء في حالات الخطر. وقد انتجنا أفلاماً خاصة في هذه المجالات وزعت على المدارس، وقد أدخلت على المعلم مفاهيم جديدة حول الإسعاف والإخلاء وتقديم الدعم النفسي للطلبة في حالة الحاجة.

وهنا أود أن أثمن عالياً دور المعلمين وأسرة التربية والتعليم والتي بلغت 45 ألف معلم ومعلمة هم الذين تحملوا مشاق إضافية وعانوا الكثير من الصعوبات والتعرض للخطر وتسلق الجبال أحياناً للوصول إلى المدارس والقيام بواجبات مضاعفة في ظروف دقيقة وحساسة وصعبة للغاية.

سؤال: بالاستفادة من تجربة العامين الماضيين والصعوبات التي واجهتموها في مختلف قطاعات التربية والتعليم ما هي الخطط التي أعدت للعام الدراسي القادم والذي يبدأ هذه الايام خاصة وانكم مسؤولون إضافة إلى مهمة التعليم عن مهمة حركة نصف المجتمع الفلسطيني تقريباً وهم الطلبة والمعلمون الذين يذهبون كل صباح إلى مدارسهم؟

د. نعيم: حقيقة أن المرحلة التي نعيشها الآن مع بداية العام الدراسي الجديد 2002/2003 هي أكثر المراحل صعوبة حتى في العامين الماضيين حيث نتوقع أن نواجه صعوبات جديدة بسبب تقطيع أوصال المدن والقرى والبلدات على امتداد رقعة الوطن الفلسطيني، ونحن في جهاز التربية والتعليم لسنا فرداً وانما مجتمعاً كاملاً متكاملاً لذلك يجب ضمان:

  • حركة 45 الف معلم خلال طرق مقطعة ومغلقة والسير فيها بحد ذاته مجازفة خطرة.
  • حركة أخرى لـِ مليون تلميذ على هذه الطرق يجب أن يصلوا إلى مدارسهم في ساعة محددة بين السابعة والثامنة صباحاً.
  • حركة مئات الشاحنات التي تنقل الكتب والمدرسية من غزة إلى الضفة وبالعكس وداخل الضفة وغزة من المطابع إلى مراكز المحافظات ثم إلى المدارس إضافة إلى الاثاث المدرسي والأجهزة التعليمية وكلها مواد ثقيلة في ظروف لا يستطيع فيها الإنسان المشي على قدمية.
  • ما يحتاجه هؤلاء الطلبة في المجال الصحي والتعليمي وغيره حيث يحتاج إلى آلاف الاطباء والممرضين للتوجه إلى المدارس أيضاً للحفاظ على مجتمع خالٍ من الأمراض وخاصة فيما يخص الأطفال.

لذلك كله نعمل من خلال خطة الطوارئ التي عملنا بها خلال العامين الماضيين مع الجاهزية الكاملة لتطويرها حسب الحاجة وفوراً ووفرنا بدائل لكل المستلزمات الضرورية من أجل سير العملية التعليمية على ما يرام وقدر الامكان إضافة إلى أننا نعمل بجهد متواصل على إطلاع حكومات الدول الأوروبية وأمريكا والمجتمع الدولي والأمم المتحدة والمؤسسات الدولية على الأوضاع أولاً بأول، نطالبهم فيها بالتدخل لحماية حق الطفل الفلسطيني في التعليم والحياة ونعمل بكل جهد ممكن في سبيل تأمين التعليم لكل طالب فلسطيني.

سؤال: ما هي المؤسسات والمنظمات الدولية التي تقوم بمساعدتكم في هذا المجال؟ وما هي طبيعة هذه المساعدات؟

د. نعيم: المساعدات الدولية في مجال التعليم تأخذ أشكالاً مختلفة وقد نحتاج إلى شكل معين مثل الضغط على إسرائيل مثلاً فهو الآن أهم من أي شكل آخر وقد استطعت الحصول على قرارات بحق الفلسطينيين في التعليم وحق أطفال فلسطين في الحصول عليه في اليونسكو وأيضا في اليونسف هناك تقارير عن أوضاع الطفولة الفلسطينية وهي مساندة للشعب الفلسطيني وهناك برامج داعمة له.

أوروبا مثلاً تركز معظم الأحيان على الدعم المادي للتعليم خاصة النرويج وفرنسا اللتان تساعدان في العملية التعليمية ذاتها في مجالات إنشاء مدارس والتزويد بأجهزة وأدوات وبرامج تعليمية. أيضاً هناك بعض الساحات العربية على الصعيد الشعبي بدأت في دعم التعليم إدراكاً منها لأهمية ذلك. اللجنة السعودية مثلاً تعمل على دعم الطلبة المحتاجين في الجامعات الفلسطينية ونحن بدورنا قمنا بتجهيز كافة الطلبات وإرسالها لهم من كل الجامعات الفلسطينية، وانشئنا أيضا صندوق إقراض الطالب الجامعي لمساعدة طلبة الجامعات الذين يعانون من عدم قدرتهم على دفع الأقساط ونقوم بمباحثات مع 5 صناديق عربية لدعم الطالب المحتاج للعام القادم إضافة إلى مباحثات مشابهة مع البنك الإسلامي وهي مشاريع شبه جاهزة للحصول على مساعدات في هذه المجالات وأنا شخصياً أعمل جاهداً من أجل إيجاد كل دعم ممكن للجامعات الفلسطينية.

سؤال: الإسرائيليون يتهمون الفلسطينيين بأن المنهاج المدرسي يعمل على تربية الكره للآخر الإسرائيلي ويحتوي مفاهيم تربي على كره الإسرائيلي وأيضا يحتوي على مغالطات سياسية حسب وجهة نظر الإسرائيليين، ما هو ردكم على ذلك؟

د. نعيم: هناك جانبين في هذا السؤال الجانب الأول يتحدث عن خطة المناهج الفلسطينية وهي خطة نفخر فيها، بدأنا بالإعداد لها منذ أوائل عام 1992 في مجلس التعليم العالي وشارك أكثر من 80 أكاديمياً وأستاذاً جامعياً في طرح أفكار وقمنا بتكليف فريق عمل عام 1995م برئاسة د. أبراهيم أبو لغد لوضع أفكار عملية لهذه الخطة ثم انتقلت هذه الأفكار العملية إلى أروقة الوزارة التي بلورتها ضمن خطة شاملة، ولذلك استغرق تكوين خطة للمناهج 4 سنوات انتقلنا بعدها إلى مرحلة التنفيذ وأشير هنا إلى مجالات الخطة، ما هو الجديد في الخطة؟

الخطة ليست فقط توحيداً للمناهج بين الضفة وغزة وإنما فرصة تاريخية لنا لكي نعمل قفزة تطويرية في التعليم، وتبدأ من عام 2001 وتنتهي عام 2005 بطريقة تغير المنهاج ،الصف الأول والسادس، الصف الثاني والسابع، وهذا العام انهينا الصف الثالث والثامن رغم الظروف المستحيلة. وأعقب هذه الخطة تشكيل مركز المناهج الفلسطينية الذي يعمل به عدداً من الخبراء بالإضافة إلى الاستعانة بكل الأكاديميين الفلسطينيين وفتحنا الباب للمجتمع الفلسطيني للمشاركة في المنهاج بعد وضع الخطوط العريضة (هندسة الموضوع) والتي تضمنت ماذا نريد أن تنلم الطالب في الرياضيات من صف أول إلى صف 12؟ وماذا نريد أن نعلمه في مجال التكنولوجيا؟

بعد ذلك انتقلنا إلى عملية البناء (عملية التأليف).

ما الجديد في المنهاج الفلسطيني:

  1. اللغات، تم التركيز على اللغات حيث تدرس اللغة الإنجليزية من الصف الأول بدلا من الخامس، واللغة الفرنسية من الصف 7 كلغة ثالثة، واللغة العربية بمفاهيم جديدة وطابع جديد (ثقافي) حيث نعلم الطالب في منهاج اللغة العربية عن التكنولوجيا وعن الهاتف وعن الصحة والقيم واحترام حقوق الإنسان والديمقراطية ومنهاج اللغة حديث خلاق وليس للحفظ.
  2. إدخال مادة التكنولوجيا إلى جانب الرياضيات من الأول حتى 12.
  3. إدخال مواد في الصحة والبيئة.

هكذا أجرينا تغييراً كبيراً في المنهاج ، ففي المرحلة الثانوية سيكون هناك تفريع مختلف، أكاديمي أو مهني وتقني وتم الحديث مع الوزارات المختلفة مثل العمل إضافة إلى التربية والتعليم والتعليم العالي –حينها- لوضع خطة شاملة تشمل الوزارات الثلاث لكيفية التعامل في طلاب التعليم المهني حيث باستطاعة الطالب تكملة دراسته في الجامعات وهذا لم يكن ممكناً في السابق وقد أطّلعنا على المناهج في العديد من دول العالم واستفدنا من خبراتها في هذا المجال.

فوجئنا بأن هناك مركزاً إسرائيلياً يمينياً متطرفاً قام بمهاجمة المناهج الفلسطينية وأرسل لكل دول العالم وبرلماناتها وللبيت الأبيض اتهامات عنصرية ضد المنهاج الفلسطيني تضمن تزويراً و خلطاً بين المفاهيم الفلسطينية الوطنية التي نفخر بها وبين العنصرية فنحن لا نعلم أطفالنا العنصرية لا ضد المرأة ولا ضد اللون أو الجنس أو الدين، ولكن هناك مفاهيم وطنية حاول الإسرائيليون بلورتها في إطار عنصري ويتهمون المناهج بها.

وقد بعثنا توضيحاُ لكل دول العالم حول هذا الأمر وعلى ضوئه بدأت بعض المؤسسات الدولية بدراسة الأمر وعدم أخذ الاتهامات الإسرائيلية كما هي وجاءت لجان من أوروبا واطلعت على المناهج وبعد نضال استمر 3 سنوات لتوضيح هذا الموقف لمؤسسات ودول العالم صدر قبل شهر توضيحاً أوروبياً مفاده أن الإتهامات الإسرائيلية في هذا المجال ذات أبعاد سياسية وليست صحيحة من الناحية الفنية بالنسبة للمناهج.

سؤال: اللغة المنهاج الثقافة في الهوية فهل كان الإسرائيليون يقصدون تفريغ المنهاح من مضمونه وهويتة الفلسطينية؟

د. نعيم: عندما نتحدث في التربية الوطنية عن وطنا وعن الأقصى وعن المهد والقدس، هذه الأمور تثير حفيظتهم ويعتبرونها نوعاً من إبراز الهوية الفلسطينية للتغطية على الهوية الإسرائيلية، وحاولوا في موضوع الجغرافيا مطالبتنا بوضع حدود لفلسطين قائلين: لماذا لا تحددون في مناهجكم حدود دولتكم؟

أنا أوضحت أننا في وزارة التربية لا نحدد حدود الدول، البرلمانات هي التي تحدد حدود دولها، بعد توقيع الاتفاقات السياسية النهائية تصبح واضحة حدود الدول وهنا ضروري السؤال لماذا لا تحدد إسرائيل حدود دولتها؟

http://www.miftah.org