لا تسامح مع جرائم العنف بحق النساء ... 'تضامن عابر للحدود'
بقلم: مفتاح
2022/7/6

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=15618

في ظل تزايد معدلات جرائم العنف ضد النساء في الوطن العربي، والتي راح ضحيتها في الآونة الأخيرة، الطالبة نيرة أشرف والمذيعة شيماء جمال من مصر، وإيمان ارشيد من الأردن، والمهندسة الفلسطينية لبنى منصور المقيمة في الإمارات، وغيرهن كثر. تعلن المبادرة الفلسطينية للحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" دعمها لكل الحراكات والائتلافات والفعاليات النسوية في إعلانها تنظيم إضراب نسوي عام من المحيط للخليج بتاريخ 6/7/2022، وتدعو نساء فلسطين للمشاركة والتعبير عن رأيهن في رفض العنف والجرائم التي ترتكب بحق النساء.

إذ تشارك الفلسطينيات تجربتهن المريرة في مناهضة العنف الذي يمارسه الاحتلال الاسرائيلي على أبناء وبنات الشعب الفلسطيني على حد سواء، وعلى مدى عقود طويلة، تعرضن النساء الفلسطينيات لأبشع أنواع الجرائم والانتهاكات وفقدان شعورهن بالأمن والأمان، وما تزال حياتهن عرضة لكل المخاطر بسبب ممارسات الاحتلال المستمرة من هدم لبيوتهن وتشريد لعائلاتهن واقتحامات تروع الآمنين في بيوتهم، وقتل على الحواجز. إضافة لسعي الاحتلال تكريس سياسات الفصل العنصري والاضطهاد وانتزاع أبسط ما يمكن أن يسهل على الفلسطينيات حياتهن اليومية.

وإلى جانب هذا الحجم من الظلم الذي يمارس بشكل يومي بحق النساء الفلسطينيات لم يعفيهن من أمراض الثقافة الذكورية السائدة لدى مجتمعنا حاله حال المجتمعات العربية الأخرى، فالممارسات الاجتماعية التي تتغذى على الموروث البطريركي تجعل من النساء مواطنات من الدرجة الثانية، وتتذيل احتياجاتهن أولويات مراكز المسؤولية، وتشرعن مختلف أشكال التمييز والانتهاكات والجرائم التي ترتكب بحق النساء.

ومنذ مطلع العام 2022، قتلت 6 سيدات فلسطينيات في البلدات والمدن التي احتلت عام 1948، وتبعها في الأشهر القليلة الماضية مقتل فتاتين في كل من محافظتي نابلس وطوباس، الأمر الذي يتكرر سنوياً، وغالباً ما يفلت الجاني من العقاب تحت مسوغات مضللة تجد لها في الثقافة المحلية حاضنة تشرعنها، كما وتتعالى أصوات النساء الفلسطينيات سنوياً لوقف مسلسل القتل المروع بحقهن دون أن يجد له صدى في أوساط مراكز صنع القرار، بل وما زالت العديد من القوانين حبيسة أدراج الحكومة الفلسطينية بحجة المزاج الشعبي العام الرافض لقوانين تكفل حماية كرامة النساء الفلسطينيات وتحفظ حقوقهن وحقوق عائلاتهن.

وها نحن اليوم، نضم أصواتنا لكل الأصوات النسوية، وإلى جانب كل الفئات المضطهدة في مجتمعاتنا العربية، لنقول كفى لهذا الحجم من الجرائم التي تخفي في طياتها مواطن لظلم عظيم يقع على النساء العربيات، وحان الوقت لنقف جبهة واحدة، تصدياً لكل الممارسات التي من شأنها أن تنتزع حق الحياة للنساء أو تقلل من قيمة المرأة العربية أو تسوغ لاضطهادها، ونرفض كل السمات الثقافية الموروثة التي تكرس السلطة الذكورية للتحكم في مصير النساء وقرارهن واستقلاليتهن، وتبيح أشكال العنف والتمييز في المنطقة العربية.

وإذ نطالب السلطة السياسية على امتداد الوطن العربي بوقف الاستهتار بقضايا النساء، واتخاذ اللازم من إجراءات لحماية النساء من العنف، وسن منظومة من القوانين والتشريعات التي تضمن الأمن والأمان للنساء، وتحافظ على كرامتهن وحقهن في المشاركة العادلة والمتساوية في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية من خلال تكريس القيم الديمقراطية كقيم ناظمة للحالة السياسية والاجتماعية في البلدان العربية وعلى مبدأ المساواة بين الفئات المجتمعية المختلفة ومناهضة التمييز وتجريم ممارساته.

كما وندعو النساء الفلسطينيات للتعبير عن رفضهن لكل أشكال الجرائم والعنف الذي يمارس بحقهن، بالطريقة التي يجدنها مناسبة، سواء بالوقفات الاحتجاجية في الشوارع والميادين العامة أو مشاركة العالم بأصوات النساء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو الاضراب عن المهام الوظيفية أو المنزلية، وذلك لإظهار حجم الرفض المجتمعي لكل الممارسات ضد النساء وتسليط الضوء على دور المرأة في بناء الشعوب والدول.

http://www.miftah.org