المجازر الإسرائيلية مستمرة والصمت حيالها يدين المجتمع الدولي بأسره
بقلم: مفتاح
2003/2/28

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=159

تصعيد العدوان الإسرائيلي يوماً بعد يوم، أصبح السمة الغالبة، بل النهج الوحيد، التي تتخذه حكومة شارون ضد الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع، ومجزرة الشجاعية وجباليا ليلة أمس، والتي سقط خلالها 11 فلسطينياً كلهم مدنيون، ثلاثة منهم هدمت قوات الإحتلال منزلهم فوق رؤوسهم وهم نيام، تأتي رداً على كل محاولات التهدئة وكل المبادرات الفلسطينية والدولية للعودة إلى المفاوضات، وايقاف دائرة العنف، التي لا تريد حكومة شارون إيقافها، بل على العكس تحاول سحق كل المحاولات التي تمكن من إعادة الأمور إلى المسار السياسي التفاوضي.

فمنذ فترة طويلة، لم تحدث أية عملية تفجيرية، ورغم ذلك سقط 71 شهيداً فلسطينياً معظمهم من المدنيين الأبرياء، والأطفال، والنساء، منذ بداية هذا العام 2003، اي قبل 50 يوماً فقط، على يد قوات الإحتلال الإسرائيلي، ودباباته، وطائراته، وفيما يقوم الجانب الفلسطيني بترتيب بيته، والتوجه بكل قوة إلى المسار الذي يكفل العودة إلى الهدوء، والمفاوضات، منسقاً مع المجموعة العربية والدولية، يقوم جيش الإحتلال ، بكل قوته، بعمليات قصف وتدمير وقتل واغتيال وهدم، تطال كل مناحي الحياة الفلسطينية، مستغلاً الإنشغال الدولي بالموضوع العراقي، وصمت العالم على الجريمة اليومية المنظمة، وارهاب الدولة الذي تمارسه حكومة شارون ضد الشعب الفلسطيني.

ورغم إغلاق المناطق الفلسطينية بالكامل، وبشكل شامل، منذ اكثر من 20 يوماً، وفرض منع التجول على أماكن عديدة، يقوم الجانب الإسرائيلي بتصعيد الحملة الإعلامية ضد الشعب الفلسطيني، وقيادته، بغطاء أمريكي، وصمت أوروبي ودولي، وعجز عربي، رغم كل محاولات السلطة والشارع الفلسطيني بمعظم قواه، وتياراته، العودة إلى المسار السياسي.

المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح"، إذ تدين هذا الصمت المطبق حيال جرائم الإحتلال، ومجازره اليومية، تنظر بعين الخطر الشديد، إلى مستقبل المنطقة برمتها، إذا ما استمرت اسرائيل في تماديها وعنجهيتها، حيث أن حكومة شارون ستستمر في تنفيذ مخططاتها العنصرية في التطهير العرقي والتهجير في ظل عدم وجود رادع يوقفها عن الاستمرار بهذا النهج وخاصة إذا ما بدأت الحرب المتوقعة على العراق وتصريحات الرسميين الاسرائيليين التي تشير إلى عدم التفكير في الانسحاب من أي من المناطق الفلسطينية المحتلة ومواصلة نهج العدوان.

وعليه فإن المجتمع الدولي مطالب بالإضطلاع بمسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني، والوضع الخطير الذي آلت إليه الأمور في المناطق الفلسطينية، واجبار اسرائيل على وقف عدوانها فوراً، والانسحاب من المناطق الفلسطينية، إذا ما أرادت الإدارة الدولية حقاً احترام مصداقيتها، والتزامها بقرارات المجتمع الدولي، وقوانين حقوق الإنسان، وأن على اللجنة الرباعية الاسراع في وضع خارطة الطريق موضع التنفيذ وقطع الطريق على محاولات حكومة شارون الاستحواذ على القرار الدولي، وأن على الأطراف المجتمعة في لندن اتخاذ قرارات واضحة بخصوص الممارسات الإسرائيلية وليس مناقشة الاصلاحات في السلطة فقط في ظل القيود التعجيزية التي تفرضها حكومة شارون على الجانب الفلسطيني والذي يعيق اي عمل أو اجراء يراد عمله.

http://www.miftah.org