بيان صادر عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
بقلم: مفتاح
2004/10/18

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=1837


رام الله - وفــا- ترأس السيد الرئيس ياسر عرفات، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، أمس، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، اجتماعا اللجنة التنفيذية وممثلو القوى والفصائل الوطنية.

وأستهل السيد الرئيس الاجتماع بتوجيه التهاني والأماني باسم القيادة الفلسطينية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، لأبناء شعبنا الصامد والمرابط الواثق من حتمية تحقيق أهدافه الوطنية في الحرية والسيادة والاستقلال، وعزمه الثابت على إفشال العدوان الإسرائيلي، من أكثر من نصف قرن، والتي تجسدت قمة شراسته ووحشيته من خلال هذه الحكومة المتطرفة، التي لا تبحث عن السلام ولا الأمن ولا الاستقرار، وإنما ارتكاب المزيد من المجازر والجرائم وآخرها هذا العدوان، الذي ما زال قائماً في قطاع غزة وفي شماله بالأخص، والذي أدى إلى استشهاد أكثر من مئة وخمسين شهيداً وأكثر من خمسمائة جريح، وتدمير العشرات من المنازل وتدمير البنية التحتية كلها وتجريف الأراضي الزراعية، واقتلاع الأشجار واقتراف أبشع صور التنكيل والقهر، وما زالت مستمرة في هذا العدوان في جميع المحافظات.

كما وجه السيد الرئيس باسم شعبنا الفلسطيني التهاني والتبريكات بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، إلى الإخوة الأشقاء العرب والمسلمين والأصدقاء في العالم، وإلى جميع الأحرار ومحبي العدل والسلام، مناشداً إياهم جميعاً رؤساء وشعوباً ومنظمات إنسانية، لتوفير الحماية الدولية لشعبنا والدعم العاجل للتخفيف من المعاناة، التي يعيشها تحت الاحتلال الإسرائيلي العنصري.

وعبر السيد الرئيس والقيادة عن بالغ الاعتزاز بالصمود الأسطوري لشعبنا في شمال قطاع غزة الباسل، كما هو الحال لكل أبناء شعبنا في كافة محافظات أرض الرباط والتضحيات، والتصميم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وتأكيده على استمرار ملحمته البطولية في مواجهة كل الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياًً، التي يستعملها جيش الاحتلال الإسرائيلي براً وبحراً وجواً وفشله في كل المحاولات الرامية، إلى النيل من إرادته وبنيته المعنوية والوطنية وقد أثبت شعبنا قدرته وصلابته وإرادته.

وجددت القيادة دعوتها أمام هذا العدوان الشرس والمجازر والجرائم لجميع الجهات المعنية، وخاصة اللجنة الرباعية والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي وكافة المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية، للوقوف عند مسؤولياتها في وضع حد لهذا العدوان ولهذا الإرهاب ومجازره والاغتيالات ومختلف الممارسات التعسفية، التي تطبقها حكومة إسرائيل المتطرفة وضرورة إلزامها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، والالتزامات والاتفاقيات والعودة إلى عملية السلام، وتنفيذ خارطة الطريق وتوفير الحماية الدولية لشعبنا، من أجل التوصل إلى السلام العادل والشامل والدائم، وفي جوهره إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وسحب قواته إلى حدود الرابع من حزيران عام 1967، حدود الدولة الفلسطينية المستقلة بما فيها القدس الشريف عاصمة لها.

وأكدت القيادة في هذا الصدد ترحيبها بالموقف الشجاع الصادر عن الإتحاد الأوروبي في بيان وزراء الخارجية، والذي طالب حكومة إسرائيل بوضع نهاية فورية لأعمالها العسكرية في شمال قطاع غزة، وفي بقية المناطق الفلسطينية، كما رحبت بالخطة الهادفة التي أعلن عنها السيد سولانا المنسق الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية، بإعادة إحياء عملية السلام وتطبيق خارطة ووقف إطلاق النار بشكل متبادل وتنفيذ كافة الإتفاقات المبرمة والإعلان عن الاستعداد التام للإتحاد الأوروبي، بتقديم الدعم الإقتصادي للشعب الفلسطيني، كما عبر الإتحاد الأوروبي بلهجة قاسية ضد سياسة إسرائيل، التي تعمل على تدمير السلطة ومرافقها ومحاولة المساس بالقوة بالرئيس المنتخب ديمقراطياً ياسر عرفات.

وأشاد السيد الرئيس ياسر عرفات والقيادة، بالمواقف الشجاعة المؤيدة لشعبنا من الأشقاء والأصدقاء، وخاصة التصريحات الهامة، التي أدلى بها الرئيس المصري محمد حسني مبارك في كل من إيطاليا وفرنسا، كما ثمن الرئيس جهود الرئيس التونسي زين العابدين، رئيس القمة العربية، كما أكد سيادته على أهمية الموقف السعودي الداعم سياسياً ومالياً، ومواقف خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو الأمير عبد الله ولي العهد.

وأشادت القيادة بموقف السيد كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة، الذي قرر إرسال لجنة حقوقية للإطلاع على حقيقة الأوضاع الفلسطينية، نتيجة العدوان الإسرائيلي واستمرار حكومة إسرائيل ببناء الجدار التوسعي العنصري والاستعمار.

وناقشت القيادة موضوع الانتخابات وأشادت بالجهود الممتازة، التي بذلتها لجنة الانتخابات المركزية ورئيسها الدكتور حنا ناصر، وما حققته من نتائج تجسد إرادة شعبنا في ممارسته لحقوقه الوطنية، في الانتخاب والتسجيل وتمسكه بالديمقراطية رغم كافة المحاولات الإسرائيلية، التي مارستها قوات الاحتلال لإحباط هذا النهج.

ودعت القيادة جماهير شعبنا إلى المزيد من التوحد والتلاحم الوطني، لمواجهة مخططات حكومة شارون، الهادفة لتفكيك المجتمع الفلسطيني، مؤكدةً على أهمية تعزيز الحوار الوطني الشامل، لتعزيز الجبهة الداخلية الوطنية، مشددةً على أهمية استمرار بذل كل الجهود من جميع الأجهزة والمؤسسات المختصة للمزيد من ضبط الأوضاع الداخلية.

وحذرت القيادة الحكومة الإسرائيلية من مغبة استمرار سياساتها في الحصار والإغلاق، وما يخلفه ذلك من وضع كارثي، في كل المجالات وبالأخص من الناحية الصحية، مناشدةً منظمة الصحة العالمية، لوقف هذه المأساة وعدم استهداف الطواقم العاملة لنقل الجرحى، ومنع وصولهم إلى المستشفيات.

ودانت القيادة الإجراءات الإسرائيلية ضد مقدساتنا المسيحية والإسلامية، حيث منعت عشرات الآلاف من المصلين، من أداء الصلاة في المسجد الأقصى يوم الجمعة المصادف اليوم الأول من شهر رمضان المبارك.

كما أشادت القيادة بالكنيسة البروتستينية المشيخانية، التي قررت سحب استثمار أموالها البالغة ثمانية مليارات دولار من إسرائيل. كما أشادت بموقف المفوض العام للأونروا بيتر هانس وجهوده والخدمات التي تقوم بها الوكالة، في هذه الظروف الصعبة رغم المعوقات والتهديدات الإسرائيلية.

http://www.miftah.org