خبراء إعلام: يجب الاستناد إلى القانون الدولي في التغطية الإعلامية
بقلم: مفتاح
2004/10/18

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=1839


رام الله - وفـا – أوصى خبراء وإعلاميون غربيون، بضرورة الاستناد إلى القانون الدولي في التغطية الإعلامية في الأراضي الفلسطينية، لإبراز العدوان الإسرائيلي للرأي العام الغربي، لتغيير الصورة النمطية السائدة لديهم عن عدوانية الشعب الفلسطيني.

وشدد الخبراء في توصياتهم في ختام ورشة عمل عقدت، اليوم، في أحد فنادق مدينة رام الله في الضفة الغربية، بعنوان "صورة الفلسطينيين في عيون الجمهور الدولي، والتأثير النافذ للإعلام"، أن على الفلسطينيين أن يقوموا بتوظيف خبراء في مجال الإعلام والعلاقات العامة في الدول الأوروبية وأمريكا، لشرح موقفهم العادل، أسوة بما يقوم به الإسرائيليون لكسب الرأي العام الدولي.

وأشار الخبراء: مايك بيري، وجراهم آشر، وآلسون ويير، في الورشة التي نظمها مركز القدس للإعلام والاتصال، إلى ضرورة أن يكون الفلسطينيون دقيقين في عرضهم للوقائع، وعدم المبالغة في عرض مايحدث، إذ أن المبالغة قد تؤدي إلى الإضرار بقضيتهم بدل فائدتها، وتمكن الإسرائيليين من استغلال الرواية الفلسطينية لنشر وجهة نظرهم.

وأكدت التوصيات، على أهمية أن يفترض الفلسطينيون أن الجمهور الذي يستهدفونه في رسالتهم الإعلامية لا يعرف شيئاً، وأن يقوموا بتوضيح كافة المصطلحات التي يستخدمونها حتى لو كانت بديهية من وجه نظرهم، لأن كثيراً من المواطنين الغربيين لا يعرفون شيئا عن القضية الفلسطينية.

ودعا المتحدثون، السلطة الوطنية إلى محاولة استقطاب الصحفيين الأجانب، وتنظيم رحلات لهم إلى الأراضي الفلسطينية، بهدف إطلاعهم على وجهة النظر الفلسطينية، وتمكينهم من معرفة الوجه الحقيقي للمجتمع الفلسطيني، الذي ينشد السلام والاستقلال، وضرورة العمل على الوصول إلى وسائل الإعلام الشهيرة ومحاولة الضغط عليها لكي تقوم بتغطية الأخبار في الأراضي الفلسطينية بنزاهة وموضوعية، وأن تسمح لوجهة نظرهم بالوصول إلى العالم عبرها.

وحث الخبراء على استخدام اللغة الإنجليزية، التي يتابعها الجمهور المستهدف قدر الإمكان، وأن يتم اختيار المتحدثين الفاعلين والقادرين على إيصال الرسالة الإعلامية إلى المواطن الغربي.

وأكد مايك بيري، في مداخلته، حول حول التغطية الإخبارية البريطانية لانتفاضة الأقصى، والذي قام بإعداد دراسة حول الموضوع، أن الصورة السائدة في بريطانيا عن الصراع في الأراضي الفلسطينية، هي أن هناك صراع عسكري بين دولتين، وليس بين شعب محتل وآخر يقبع تحت أقسى وأطول احتلال عسكري شهده التاريخ الحديث.

وأضاف، أن القليل من الشعب البريطاني، تتوفر لديه معلومات حول الصراع العربي الإسرائيلي، كما أن المعلومات التي تصله هي قليلة وتعرض بشكل متعاطف مع إسرائيل، وتبرز وجهة النظر الإسرائيلية، وتخفي نظيرتها الفلسطينية، كما أن كثيراً من المعلومات المغلوطة والناقصة، منتشرة في الأراضي البريطانية، مشيراً إلى أن الإعلام البريطاني بشكل خاص والغربي بشكل عام، لا يوضح لماذا ينتفض الفلسطينيون؟ أو ما هو هدف إسرائيل من عملياتها العسكرية في الأراضي الفلسطينية، أو وجود مغالطات مثل :"تخيل المستعمرين أنهم من الفلسطينيين ويسعون للسيطرة على الأراضي الإسرائيلية.

وأوضح، أن الطبيعة العسكرية الدموية للاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية لا تبرز في الصحافة الغربية، وأن الأروبيين لا يعلمون الكثير عن الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لحقوق الإنسان وللقانون الدولية الإنساني، منوهاً إلى أن كثيرا صدموا بالمعلومات، التي عرضت عليهم أثناء إعداد دراسته.

وعزا بيري في ختام دراسته، أسباب التغطية الإعلامية الغربية غير المتوازنة تجاه الصراع العربي- الإسرائيلي، إلى غياب الخلفية التاريخية، التي يحتاجها المواطن الغربي خلال عرض الأخبار، إضافة إلى الأولويات الخاصة للإعلام العربي وسعي جزء منه للربح المادي، ووجود متحدثين إسرائيليين أكثر كفاءة من نظرائهم الفلسطينيين، قادرون على إيصال وجهة نطرهم إلى العالم ، إضافة إلى سيطرة الجماعات الداعمة لإسرائيل على عدد من وسائل الإعلام العالمية الرئيسية.

وبدوره أوضح الصحفي غراهام آشر، والذي يقيم في الأراضي الفلسطينية منذ ثلاث سنوات، في مداخلته بعنوان "التغطية الإعلامية لفلسطين"، أن الصحفي الذي يعمل في فلسطين سرعان ما يكتشف زيف الرواية الإسرائيلية، ولكنه يواجه بمعارضة من الجهة التي يعمل بها خلال كتابته للأخبار، نظرا للسياسات العامة لها. وأشار إلى أنه كي نفهم سبب الانحياز الغربي لإسرائيل، يجب أن نفهم الأجندة الإعلامية لكل مؤسسة على حدة، منوهاً إلى تنفذ شخصيات يهودية وسيطرتها المباشرة على أهم وسائل الإعلام العالمية.

وأكد آشر، أنه لا يستخدم مصطلح "الإرهاب" خلال تغطيته الإعلامية، لأنه لا يمكن أن نقارن بين الإرهاب والحرب الثورية والنضال الشعبي، الذي يهدف إلى الاستقلال عن المحتل، موضحاً أن وعي الإعلام الغربي السائد يؤثر كثيرا على عمل الصحفيين الغربيين في الأراضي الفلسطينية.

وشدد على أهمية تغيير وجهة نظر المحرر، الذي يتلقى الأخبار، ووجهة نظر المتنفذين في الصحيفة، حتى يتسنى نشر الأخبار كما تتم تغطيتها في فلسطين، مشيراً إلى أن الصحفيين يتعرضون لضغوط وتهديدات قد تصل حد التهديد بالمساس بحياتهم.

ومن جهتها، أوضحت الصحفية أليسون ويير، أن التغطية الإعلامية الأمريكية للصراع الفلسطيني -الإسرائيلي، تتسم بالتحريف وسوء العرض، مشيرة إلى تجربتها في هذا السياق، حيث قررت الحضور إلى الأراضي الفلسطينية بنفسها لمعرفة ما يدور هناك، لتجد إغفال وسوء في العرض لما يحدث.

وأعلنت ويير، أنه بعد زيارتها قررت تأسيس مؤسسة لمراقبة الإعلام الأمريكي المنحاز لإسرائيل، بهدف السعي من أجل إعلام متوازن يعرض الأمور على حقيقتها، ويعطي الصورة الفلسطينية الاهتمام الذي ينبغي أن تكون عليه في وسائل الإعلام الأجنبية.

وأشارت إلى أنه يجب على الفلسطينيين، أن يقدموا شرحاً أكبر من الجاري حاليا، لما يقوم به الإسرائيليون في الأراضي الفلسطينية، والعمل على تشكيل مجموعات ضغط قادرة على التأثير في المؤسسات الإعلامية الأمريكية، التي يتعامل معها الشعب الأمريكي، من أجل تغير صورة الفلسطيني في عقلية المواطن الأمريكي.

http://www.miftah.org