الجيش الاسرائيلي يقف في مواجهة الحاخامات الذين يدعون العسكريين الى العصيان
بقلم: مفتاح
2004/10/22

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=1870


القدس (اف ب) تقف السلطات العسكرية بصلابة في مواجهة الحاخامات الذين يشجعون العسكريين في صفوف الجيش الاسرائيلي على عصيان الاوامر فيما لو طلب منهم ان يشاركوا في اخلاء المستوطنات بالقوة.

وقد عمدت وزارة الدفاع الاسرائيلية ورئاسة الاركان في مواجهة دعوات العصيان هذه الى التشديد على عدم اقحام الجيش في الجدل السياسي بشان خطة الانسحاب من غزة.

وسرعان ما انعكست هذه الدعوات وما ووجهت به من مواقف عسكرية على مجمل الحياة السياسية في البلاد وراحت محطات الاذاعة والتلفزيون تنظم طالاوت مستديرة وحوارات عبر الهاتف غالبا ما كانت تشبه حوار الصم بين الحاخامات والسياسيين.

وقبل اسبوع من التصويت في الكنيست الذي ينتظر ان يقرر مصير رئيس الوزراء ارييل شارون قررت السلطات العسكرية ان تمسك الثور من قرنيه لوضع حد لظاهرة تدخل الحاخامات.

والاربعاء تم ايفاد الجنرال اليعاز شتيرن المكلف ادارة الافراد في الجيش الاسرائيلي للاجتماع بمسؤولي المدارس التلمودية التي تستقبل العديد من المجندين من اجل ان يبقى هؤلاء في مواقعهم.

وقبل ذلك بيوم واحد حذر وزير الدفاع شاوول موفاز من "دعوات العصيان هذه التي تفضي الى الكراهية والى ضرب التماسك الوطني وهو تماما ما يريده الاعداء". وقال موفاز في كلمة القاها في احتفال عام في اشدود "ان الدعوات الى العصيان التي اطلقها بعض الحاخامات غير مقبولة ويجب ان تكون موضع ادانة"

واستعاد الكلمات نفسها رئيس الاركان الجنرال موشي يعالون الذي اعتبر ان دعوات الحاخامات "تعرض الصهيونية للخطر".

وقال يعالون محتدا "ان مثل هذه الدعوات يمكن ان تضع القادة العسكريين في مازق صعب" واضاف مخاطبا الحاخامات "لا تحشرونا في مواقف مستحيلة لان رفض الطاعة يشكل خطرا كبيرا على الجيش وهي ظاهرة غير شرعية تعرض للخطر الصهيونية برمتها".

وكان كبير حاخامات اسرائيل السابق ابراهام شابيرا الذي يعتبر بين اكبر الزعماء الدينيين في البلاد هو الذي اشعل الفتيل عندما دعا قبل فترة عناصر الجيش الاسرائيلي الى رفض "ارتكاب الخطيئة" وهي اجلاء المستوطنين.

وكانت تلك الدعوة وراء تحرك مماثل مساند لشابيرا قام به حوالي ستين حاخاما بينهم العديد من مسؤولي المدارس التلمودية.

وراى الحاخام ياكوف شابيرا ردا على اسئلة وكالة فرانس برس ان ان نداء والده "سينعكس ضغوطا على الطبقة السياسية وعلى رئيس الوزراء" وبذلك يحول كما يامل دون اجلاء ثمانية الاف مستوطن يعيشون في 21 مستوطنة في قطاع غزة.

واتخذ مجلس حاخامات ييشع الذي يمثل المستوطنين المتدينين موقفا داعما لما دعا اليه شابيرا وطالب الجنود بعصيان اوامر الاخلاء بالقوة للمستوطنات.

لكن هذه المواقف من قبل بعض الحاخامات لا تحظى بالاجماع داخل السلطات الدينية في عموم المستوطنات حيث يعيش قرابة ربع مليون نسمة.

وفي هذا الاطار يرى الحاخام يوئيل بن نون المسؤول الديني لكيبوتز هاداتي وهو المركز الديني لسائر الكيبوتزات في عين تسوريم "ان دعوة الحاخام شابيرا تعرض للخطر مستقبل دولة اسرائيل".

وقد اصدرت ادارة كيبوتز هاداتي الثلاثاء بيانا دعت فيه الحاخامات الى "عدم اقحام الجيش في الجدل الدائر حول خطة الانسحاب" مع التذكير بان الادارة نفسها تعارض الخطة وتطالب باستفتاء عام بشانها.

واتخذ الحاخام شلومو افينر من مستوطنة بيت ايل في الضفة الغربية موقفا اكثر تحفظا فاعتبر ان "بامكان الجنود ان يتهربوا من تنفيذ الاوامر من دون ان يكونوا عصاة" فيما اخذ عليه حاخام اخر من المستوطنة نفسها الحاخام زالمان ميلاميد انه يعمل على تضليل الجنود المتدينين.

http://www.miftah.org