بن لادن يتوعد مجددا بالضرب ويدخل على خط الانتخابات الاميركية
بقلم: مفتاح
2004/10/30

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=1924


الدوحة (اف ب) توعد زعيم تنظيم القاعدة في رسالة جديدة متلفزة بثتها قناة الجزيرة مساء الجمعة بضرب الولايات المتحدة مجددا ودخل على خط الانتخابات الرئاسية الاميركية عندما سخر من الرئيس الاميركي جورج بوش لتلكؤه في التحرك بعد ضرب البرج الاول في نيويورك في الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001.

واعتبر بن لادن في هذا الشريط الذي بثت قناة الجزيرة مقاطع منه ان الاسباب لتكرار ما حصل في 11 ايلول/سبتمبر 2001 لا تزال قائمة.

وتوجه الى الشعب الاميركي قبل اربعة ايام من موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية بالقول "انني اعجب منكم فبالرغم من دخولنا السنة الرابعة بعد احداث الحادي عشر (من ايلول/سبتمبر 2001) ما زال (الرئيس الاميركي جورج) بوش يمارس عليكم التشكيك والتضليل وتغييب السبب الحقيقي عنكم" مشيرا الى ان "الدواعي قائمة لتكرار ما حدث".

واضاف نحن "احرار لا ننام على الضيم ونريد ارجاع الحرية لامتنا. فكما تهدرون امننا نهدر امنكم".

وتابع زعيم تنظيم القاعدة "اننا بخلاف ادعاء بوش ندعو للحرية فليعلمنا لما لم نضرب السويد مثلا. فمعلوم ان الذين يكرهون الحرية لا يملكون نفوسا ابية كنفوس ال19 رحمهم الله" في اشارة الى منفذي الاعتداءات.

واضاف "ان امنكم ليس بيد (المرشح الديموقراطي جون) كيري او بوش او القاعدة ان امنكم هو في ايديكم انتم وان كل ولاية لا تعبث بامننا فانها تلقائيا قد امنت امنها".

ودخل بن لادن على خط الانتخابات الاميركية عندما سخر من بوش لتلكؤه في التحرك بعد اصابة البرج الاول في نيويورك وهو الموضوع الذي استغله الديموقراطيون في حملتهم الانتخابية لانتقاد الرئيس الجمهوري.

وقال بن لادن مشيرا الى احد منفذي الاعتداءات "كنا اتفقنا مع (...) محمد عطا ان ينجز جميع العمليات خلال 20 دقيقة قبل ان ينتبه بوش وادارته".

وتابع "لم يخطر ببالنا قط ان القائد الاعلى للقوات المسلحة الاميركية سيترك خمسين الفا من مواطنيه في البرجين ليواجهوا تلك الاهوال العظام وحدهم وقت اشد حاجتهم اليه لانه قد بدا له ان الانشغال بحديث الطفلة عن عنزتها اهم من انشغاله بالطائرات ونطحها لناطحات السحاب مما وفر لنا ثلاثة اضعاف المدة المطلوبة لتنفيذ العمليات فلله الحمد".

وكان بوش يوم الاعتداءات على نيويورك وواشنطن في زيارة لاحدى المدارس عندما قام احد مرافقيه بابلاغه بضرب البرج الاول في نيويورك الا انه بقي في مكانه بين الاطفال ولم يتحرك الا بعد دقائق طويلة.

واستفاض بن لادن في شرح الاسباب التي دفعت الى القيام بالاعتداءات. فقال "ما خطر في بالنا ضرب الابراج ولكن بعدما طفح الكيل وشاهدنا ظلم وتعسف التحالف الاميركي الاسرائيلي على اهلنا في فلسطين ولبنان تبادر الى ذهني ذلك".

وتابع ان "الاحداث التي اثرت في نفسي في شكل مباشر ترجع الى عام 1982 وما تلاها من احداث عندما اذنت اميركا للاسرائيليين باجتياح لبنان وساعد في ذلك الاسطول السادس الاميركي".

واضاف "في تلك اللحظات العصيبة جاشت في نفسي معاني كثيرة يصعب وصفها ولكنها انتجت شعورا عارما برفض الظلم وولدت تصميما قويا على معاقبة الظالمين".

وتابع "وبينما انا انظر في تلك الابراج المدمرة في لبنان انقدح في ذهني ان اعاقب الظالم بالمثل وان ادمر ابراجا في اميركا لتذوق بعض ما ذقناه ولتمتنع عن قتل اطفالنا ونسائنا".

كما شن زعيم تنظيم القاعدة هجوما عنيفا على الانظمة العربية وقارنها بالادارة الاميركية الجمهورية الحالية. وقال "اننا لم نجد صعوبة في التعامل مع (الرئيس الاميركي جورج) بوش وادارته نظرا للتشابه بينهما وبين الانظمة في بلادنا والتي نصفها يحكمها العسكر والنصف الاخر يحكمه ابناء الملوك والرؤساء وخبراتنا معهم طويلة".

وراى انه لدى الطرفين "يكثر الذين يتصفون بالكبر والغطرسة والطمع واخذ المال بغير حق" مضيفا "وقد بدأ هذا التشابه منذ زيارات بوش الاب الى المنطقة" في اشارة الى الرئيس الاميركي الاسبق الذي اقام علاقات وطيدة مع الدول العربية في المنطقة خصوصا الخليجية منها حتى مطلع التسعينات.

واتهم بن لادن بوش الاب بالتأثر بالانظمة العربية.

وقال "في الوقت الذي كان بعض بني جلدتنا منبهرا باميركا ويأمل ان تؤثر هذه الزيارات في بلادنا اذا به يتأثر هو بتلك الانظمة الملكية والعسكرية ويحسدهم على بقائهم عشرات السنين في مناصبهم يختلسون مال الامة العام دون حسيب ولا رقيب فنقل الاستبداد وقمع الحريات لابنه وسموه قانونا وطنيا تحت ذريعة محاربة الارهاب" في اشارة الى القوانين الجديدة التي اقرت في الولايات المتحدة لمحاربة الارهاب بعد اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001.

وتابع بن لادن "وقد استحسن بوش الاب تولية الابناء على الولايات كما لم ينس ان ينقل خبرات التزوير من رؤساء المنطقة الى فلوريدا للاستفادة منها في اللحظات الحرجة" في اشارة الى التاخير الذي حصل في اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية عام 2000 بسبب تقارب الاصوات في ولاية فلوريدا بين المرشحين آنذاك الجمهوري الرئيس الحالي جورج بوش والمرشح الديموقراطي آل غور.

كما نقلت مذيعة قناة الجزيرة عن بن لادن انه اشار في رسالته الى "التناقض في المواقف الاميركية التي تعتبر الظلم وقتل الابرياء عملا مشروعا سنت له قانونا وطنيا وذلك كما فعل بوش الاب مع اطفال العراق".

ونقلت عنه وصفه الرئيس العراقي المعزول صدام حسين والقيادة العراقية الحالية بالعمالة عندما اشار الى "القاء ملايين الارطال من المتفجرات على اطفال العراق كما فعل بوش الابن وذلك من اجل عزل عميل قديم وتنصيب عميل جديد".

وتابع بن لادن انه وجه "رسائل عديدة الى الاميركيين عبر وسائل اعلام مختلفة مثل مجلة "تايم" و شبكة "سي ان ان" وعبر مراسلين عرب واجانب منذ 1996 وحذرهم فيها من مغبة سياسية بلادهم". كما اعتبر ان "الاضرار التي الحقتها الهجمات بالاقتصاد الاميركي كلفت قرابة تريليون دولار".

واعلن مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية الجمعة ان الاميركيين حاولوا دون جدوى منع بث شريط الفيديو الجديد. وقال هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس "تلقينا نسخة من الشريط قبل ساعات من بثه وطلبنا (من قناة الجزيرة) عدم بثه لاننا نعتقد" ان هذه القناة "يجب الا تقدم وسيلة تعبير الى ارهابيين مثل الذين يحثون على قتل الابرياء".

واضاف هذا المسؤول الاميركي ان طلبا بهذا الصدد ارسل الى امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني. وقال ان القناة لم تبث الشريط بكامله والذي تضمن تهديدا جديدا للولايات المتحدة.

وفي لندن أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان الحكومة البريطانية ستتحقق من شريط الفيديو الجديد. وقال متحدث باسم رئاسة الحكومة لوكالة فرانس برس "لا تعليق لدي حول الشريط غير القول باننا سنتحقق منه".

واكد البيت الابيض صحة الشريط الذي اتهم فيه بن لادن الرئيس الاميركي جورج بوش "بالتشكيك والتضليل" قبل اربعة ايام على الانتخابات الرئاسية الاميركية.

ويعود اخر شريط فيديو يظهر فيه بن لادن الى العاشر من ايلول/سبتمبر 2003 عشية الذكرى الثانية لاعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر.

http://www.miftah.org