اصدر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان تقريره الأسبوعي حول الانتهاكات الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث يغطي التقرير الفترة الواقعة ما بين 02– 08 ديسمبر 2004. وفي يلي التقرير:

جرائم الحرب الإسرائيلية تتواصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة

أبرز جرائم الحرب الإسرائيلية خلال الفترة التي يغطيها التقرير

• استشهاد ثمانية مواطنين فلسطينيين، أحدهم قتل بدم بارد وخارج نطاق القضاء في إحدى قرى جنين

• قوات الاحتلال نفذت أعمال توغل واقتحام جديدة في المدن والبلدات الفلسطينية

- تجريف نحو 60 دونماً زراعياً، و تدمير أربعة مزارع للدواجن في قطاع غزة،

- مداهمة المنازل السكنية واعتقال عشرات المدنيين في الضفة الغربية

- مداهمة العديد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية في الضفة ومصادرة بعض محتوياتها

• استمرار أعمال القصف العشوائي للأحياء السكنية، إصابة24 مدنياً فلسطينياً بجراح، من بينهم سبعة أطفال، وثلاث نساء في قطاع غزة

• قوات الاحتلال تواصل أعمال البناء والتجريف لصالح جدار الضم " الفاصل " في مدينتي القدس والخليل

• قوات الاحتلال تواصل حصارها على الأراضي الفلسطينية المحتلة وتنتهك حق حرية الحركة والتنقل للمدنيين الفلسطينيين

- استمرار اعتقال المدنيين الفلسطينيين الذين يتنقلون عبر الحواجز العسكرية

- استمرار أعمال إطلاق النار على المدنيين الذين يتنقلون عبر الحواجز العسكرية، إصابة ثلاثة مدنيين فلسطينيين بجراح

مقدمـة

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسبوع الحالي اقتراف المزيد من جرائم حربها في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وكانت حصيلة تلك الجرائم استشهاد ثمانية مواطنين فلسطينيين، وإصابة العديد من المدنيين بجراح، وصفت بعضها بالخطرة، فضلاً عن تجريف المزيد من الأراضي الزراعية واعتقال العديد من المدنيين الفلسطينيين. اقترفت هذه الجرائم وغيرها من خلال اقتحام المدن والبلدات الفلسطينية، أعمال القصف العشوائي للأحياء السكنية، أعمال القتل العمد والاستخدام المفرط للقوة المسلحة المميتة. تأتي هذه الجرائم في الوقت الذي تتواصل فيه حالة الحصار المشدد على كافة التجمعات السكنية، فضلاً عن مواصلة أعمال البناء في جدار "الضم "، الفاصل داخل أراضي الضفة الغربية.

ففي قطاع غزة، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي سبعة مواطنين فلسطينيين. اثنان منهم قتلوا بتاريخ 7/12/2004 في مدينة غزة بواسطة صواريخ جوية، أثناء تصديهما لعملية توغل نفذتها قوات الاحتلال في حي الشجاعية في المدينة. أما الخمسة الآخرون فقد قتلوا ا بتاريخ 8/12/2004 في استخدام مفرط للقوة المسلحة المميتة بالقرب من الحدود المصرية، جنوب مدينة رفح، بينما كانوا يحاولون التسلل عبر الشريط الحدودي، على ما يبدو لتهريب أسلحة. قوات الاحتلال الإسرائيلي كان بإمكانها اعتقال الشبان أو استخدام قوة أقل فتكاً ضدهم، وخصوصاً أنهم غير مسلحين، كما أنها اعتقلت اثنين منهم بعد إصابتهما.

إلى ذلك نفذت تلك القوات عمليتي توغل جديدتين، إحداهما كانت بتاريخ 7/12/2004، في حي الشجاعية في غزة. وأسفرت عن مقتل الاثنين المذكورين أعلاه، فضلاً عن إصابة عشرة مدنيين بجراح، من بينهم طفلان، تجريف نحو 30 دونماً من الأراضي المزروعة بأشجار مثمرة وتدمير أربع مزارع للدواجن. وكانت العملية الثانية قد نفذت في بلدة القرارة بتاريخ 5/12/2004، جرفت خلالها قوات الاحتلال نحو 30 دونماً زراعياً.

من جانب آخر، واصلت قوات الاحتلال قصفها العشوائي للأحياء السكنية والمنشآت المدنية وخصوصاً في مدينتي خان يونس ورفح، جنوب القطاع. وأسفرت تلك الأعمال خلال هذا الأسبوع عن إصابة 14 مدنياً فلسطينياً بجراح، من بينهم خمسة أطفال، أحدهم أصيب داخل مدرسته، وثلاث نساء، إحداهن أصيبت وهي برفقة والدتها المريضة داخل مستشفى ناصر في خان يونس.

وفي الضفة الغربية، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ناشطاً فلسطينياً في قرية رابا، شمال شرقي مدينة جنين. جريمة القتل هذه تمت بدم بارد بعدما أصابت تلك القوات الناشط، واعتقلته وصادرت مسدساً كان بحوزته، ثم قام أحد الجنود بإطلاق النار عليه من مسافة قصيرة، وأعدمه بدم بارد رغم توسل الضحية. قوات الاحتلال اعترفت باقتراف هذه الجريمة، وادعت أنها قررت تشكيل طاقم تحقيق خاصاً. المركز يعتقد أن عدم جدية التحقيقات المماثلة، وعلى ندرتها، وعدم فرض عقوبات رادعة على المتورطين فيها، كانت دائماً تشكل عامل تشجيع لجنود الاحتلال بتكرار اقتراف مثل هذه الجرائم. وخلال هذا الأسبوع، استمرت قوات الاحتلال باقتراف أعمال التوغل في محافظات الضفة، باستثناء أريحا. أسفرت عن إصابة العديد من المدنيين الفلسطينيين بجراح، وعن اعتقال العشرات منهم، واقتيادهم إلى جهات غير معلومة. كما واقتحمت تلك القوات العديد من مكاتب ومقرات الجمعيات الخيرية والثقافية والأهلية، وعبثت بمحتوياتها، وصادرت بعض تلك المحتويات، ونقلتها معها. وفي تطور لافت لأشكال اعتداءات المستوطنين، ألقت مجموعة منهم قنبلة يدوية تجاه عدد من المدنيين الفلسطينيين في الخليل، مما أسفر عن إصابة طفل بجراح بالغة.

وعلى صعيد أعمال البناء في جدار الضم (الفاصل) في عمق أراضي الضفة الغربية، استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي باستكمال أعمال بناء المقاطع الإسمنتية في محيط مباني جامعة القدس في بلدة أبو ديس، جنوب شرقي مدينة القدس. كما واستمرت بأعمال التجريف في أراضي بلدة بيت اولا، أقصى شمال غربي محافظة الخليل. وفي إطار استخدام القوة ضد المدنيين الفلسطينيين والمتضامنين معهم من قوى السلام الإسرائيلية والأجانب، استخدمت قوات الاحتلال القوة لتفريق مئات الأشخاص الذين نظموا مسيرة احتجاج سلمية على أراضي بلدة بيت أولا، يوم الأحد الموافق 5/12/2004، واعتدت بالضرب على مصور صحفي فلسطيني بشكل عمد.

كما واصلت قوات الاحتلال حصارها على الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها مدينة القدس. ففي قطاع غزة، استمرت قوات الاحتلال في إعاقة حركة المدنيين الفلسطينيين وتنقلاتهم، ولاسيما على الحواجز الداخلية التي تفصل جنوب القطاع عن شماله، فيما واصلت تلك القوات إغلاقاتها المتكررة سواءً بشكل جزئي أو كلي للمعابر والحدود الخارجية. من جانب آخر تتواصل معاناة سكان المناطق المتاخمة للمستوطنات الإسرائيلية مثل المواصي، جنوب القطاع والسيفا، شماله وحي المعني، وسطه من واقع معيشي متدهور على مختلف الأصعدة الحياتية بسبب حالة الحصار المستمرة عليهم منذ بدء الانتفاضة. حالة الحصار هذه انعكست بشكل سلبي على مجمل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأيضاً الحقوق المدنية والسياسية للمدنيين الفلسطينيين.

وفي الضفة الغربية، ورغم المزاعم التي تطلقها قوات الاحتلال منذ فترة عن نيّتها تخفيف القيود التي تفرضها على حركة المدنيين الفلسطينيين، لتمكينهم من حرية المشاركة في فعاليات انتخابات رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، إلا أنها ما زالت تفرض تلك القيود عليهم. وشهد هذا الأسبوع قيوداً جديدة على حرية الحركة، كان أبرزها وضع بوابة حديدية على عرض الطريق الالتفافية، أمام حاجز الكفريات على المدخل الجنوبي لمدينة طولكرم، وبإقامة هذه البوابة أصبحت مدينة طولكرم محاطة بالبوابات الحديدية الإسرائيلية من جميع الجهات.

ولمزيد من التفاصيل حول هذه الانتهاكات، أنظر التقرير التالي الذي يغطي الفترة من 2/12/2004- 8/12/2004 http://www.pchrgaza.org/files/w_report/arabic/2004/09-12-2004.htm