في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بما يجري في العراق وفي أروقة الأمم المتحدة حول العراق من جهة، والمحاولات الخجولة لإقناع إسرائيل بقبول خطة "خارطة الطريق" من جهة أخرى، تصعّد إسرائيل من عدوانها على الأرض من جانب، ومن جانب آخر تصعد من إجراءتها القمعية والتعسفية بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال.

إن ما يجري بحق الأسرى هو استفراد بهم في ظل هذا الانشغال الدولي، وقد وصل سوء المعاملة وإجراءات وقرارات الإبعاد بحق الكثيرين منهم حدّ الإعلان عن الإضراب ليوم واحد الأثنين القادم 26/5/2003، كخطوة أولى ضد هذه الممارسات وقد يصل حدّ الإضراب عن شرب الماء.

ومن الأمثلة على الإجراءات التعسفية بحقهم: • تردي صحة المعتقلة عطاف عليان، 38 عاماً ونقلها إلى مستشفى الرملة من سجنها في الرملة أثر اضرابها عن الطعام منذ 20 يوماً، احتجاجاً على ظروف اعتقالها السيئة والمتمثلة بسياسة العزل، ووضع الأسيرات السياسيات وعددهن 68 أسيرة مع الجنائيات في قسم واحد وعدم السماح لهن بالتزاور ومنع إدخال الملابس اليهن ومن بينهن الأسيرة أسماء أبو الهيجاء 40 سنة من جنين والمصابة بالسرطان وتحتاج لعناية صحية فائقة.

• قرار إبعاد الاسيرين راغب بدر ونادر صوافطة والموجودين في معتقل "عوفر" إلى قطاع غزة لمدة عامين والذي يأتي بعد إبعاد الأسير محمود السعدي إلى القطاع لمدة عامين قبل أيام والذي سبقه قبل حوالي عام الشقيقين كفاح وانتصار العجوري، وقد تم إبعاد 90 أسيراً منذ اندلاع الإنتفاضة إلى الأردن و 4 أسرى إلى قطاع غزة. وهناك مخطط لدى السلطات الإسرائيلية لإبعاد المزيد من المعتقلين الإداريين إلى قطاع غزة وتحويل القطاع إلى منفى للأسرى.

• تجديد عزل الأسير مروان البرغوثي عضو المجلس التشريعي الفلسطيني لمدة ثلاثة شهور أخرى وقد مضى على عزله ستة شهور في ظروف قاسية للغاية بزنزانته في سجن ايلون في الرملة. ويمنع البرغوثي من زيارات عائلته له ويسمح فقط لمحاميه بمقابلته في ظروف صعبة للغاية لمدة قصيرة جدا ويفصل بينهما لوح زجاجي.

• اسمترار عزل الأسير علي الصفوري في زنزانته الإنفرادية في سجن بئر السبع ولم يتمكن من مشاهدة الشمس خلال الشهور الستة الماضية ويحرم من كافة حقوقه وفي مقدمتها زيارات الصليب الأحمر وعائلته ومحاميه وهو مهدد بالعزل إلى الأبد ويمنع من تأدية الصلاة ويعاني من سوء الطعام المقدم له وقد ابعد شقيقه محمود إلى غزة لمدة عامين.

• عزل إياد خيزران والمحكوم بالمؤبد، و 25 عاماً، واحمد الحاج وهما مكبلين في زنزانتين انفراديتين وسط ظروف قاسية للغاية وحرمانهم من حقوقهم وحتى من بعض وجبات الطعام.

وقد طالب المعتقلون بإنهاء معانهاتهم و نضم صوتنا إلى صوتهم لتلبية مطالبهم:

• مطالبة السلطة الوطنية الفلسطينية بالضغط على إسرائيل من خلال العمل المتواصل لإلغاء قرارات الإبعاد الجائرة، ورفض استقبال المبعدين في قطاع غزة حتى لا يصبح القطاع منفى للأسرى.

• دعوة المواطنين الفلسطينين القيام بفعاليات جماهيرية للتصدي للقرار.

• دعوة المؤسسات والمنظمات والجمعيات الحقوقية والقانونية لإتخاذ الخطوات الضاغطة على إسرائيل للتراجع عن هذا القرار الظالم واعتباره جريمة حرب ورفع الدعاوى ضد مصدري هذا القرار في المحافل الدولية وأمام محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي.

• دعوة المؤسسات الدولية والمحلية ولجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة لتوفير الحماية والمظلة الإنسانية والقانونية والأخلاقية للأسرى داخل السجون وفضح ممارسته وأساليبه في قتل إنسانية الأسير الفلسطيني بشكل مبرمج وممنهج.