التقرير الأسبوعي للمؤسسة العربية لحقوق الإنسان
2005/2/12

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=2552

اصدرت المؤسسة العربية لحقوق الانسان تقريرها رقم 208 حول ما رصدته الجرائد هذا الأسبوع في القترة الواقعة بين 4 إلى 11 شباط, 2005

هدم عشرة بيوت في النقب

أقدمت دائرة أراضي إسرائيل والدوريات الخضراء, يوم الأربعاء 9/2/2005, على هدم عشرة بيوت تعود لعائلة أبو مريحل من عشيرة العزازمة في تجمع وادي سيف الواقع جنوبي قرية بير هداج غير المعترف بها في النقب. وكانت قوات كبيرة من الشرطة والوحدات الخاصة وصلت إلى المكان وطوقته من كل جانب وحمت جرافات دائرة الأراضي التي أقدمت على هدم البيوت العشرة والتي تستخدم لإيواء أبناء العائلة بالإضافة إلى بعض حظائر المواشي[1].

من جانبها, اعتبرت دائرة أراضي إسرائيل والدوريات الخضراء جريمة الهدم إنجازا هاما وقالت في بيان صحفي: "انه ووفق قرار المحكمة العليا وبعد 19 عاماً من النضال القضائي تمكنا من ترحيل البدو الذين غزوا أراضي الدولة في منطقة بير هداج" .وجاء أيضاً في البيان: "إن أبناء عشيرة أبو مريحل قد استولوا وغزوا أراض الدولة سنة 1986 بصورة غير قانونية وهذه الأراضي هي أراض عسكرية"[2]. ولعل من المفارقات العجيبة انه في الوقت الذي تدعي فيه دائرة الأراضي أن الأرض التي هدمت فيها البيوت هي أراض عسكرية، فانه بمحاذاة المباني التي هدمت توجد مبان كبيرة واسعة لتربية الدواجن

وفي جرد سريع فقد تبين أنه خلال العام 2003 تم هدم 132 منزلاُ عربياُ في النقب, أما في العام 2004 فقد تم هدم 150 مبنى, بما في ذلك أماكن للعبادة.

إقرار توصيات لجنة "عبري"

في محاولة لفرض الخدمة الوطنية على الأقلية العربية في إسرائيل, فقد أقر وزير الدفاع توصيات لجنة "عبري"[3], التي تقوم على ربط الحقوق بالواجبات. وتتجاهل توصيات لجنة عبري رفض القيادات العربية للخدمة الوطنية, وأوصت بتطبيق هذا التجاهل للقيادة العربية من خلال التوجه مباشرة إلى الشباب العرب عن طريق الدعاية والنشر[4]. وتربط اللجنة بين تقديم الخدمة المدنية وبين الحصول على الحقوق المتساوية, إلى درجة مساواة حقوقهم بخريجي الجيش. وحسب التوصيات فانه سيتم تشكيل جهاز, عبارة عن سلطة رسمية حكومية للخدمة المدنية تتبع مباشرة لمكتب رئيس الحكومة, والذي سيبدأ باستيعاب وتوجيه ألاف الشبان العرب منذ بداية السنة 2005.

هذا وقد أصدرت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بياناً أكدت فيه رفضها لتوصيات لجنة عبري, جاء فيه: "إننا نعتبر التسميات المختلفة والمتعددة لأشكال الخدمة المدنية أو القومية أو الوطنية التي تحاول المؤسسة الحاكمة فرضها على جماهيرنا ما هي إلا مسميات تدور في فلك الخدمة العسكرية أو مقدمات لتلك الخدمة, كما إن ربط الحقوق بالواجبات مرفوض أيضا لان ذلك يتناقض مع المواثيق والقوانين والمعاهدات الدولية والديموقراطية, إننا نستمد شرعيتنا من كوننا مواطنين وأبناء الوطن الأصليين"[5].

 

 

مجموع المتطوعين للحرس المدني

عدد المتطوعين غير اليهود

عدد المتطوعين غير اليهود في الشمال

2001

57,387

(%6.17)3,545

(19.74%)700

2002

75,884

(%7.17)5,445

(23.87%)1300

2003

74,000

(%8.8) 6,545

(56.69%)3711

2004

73,000

(%9.7)7,092

 (62.04%)4400

 

رخصة عمومية بعد موافقة "الشاباك" فقط

في سياق قوننة العنصرية في إسرائيل, الهادف إلى الضغط على الجماهير العربية أساساً, أقرت لجنة المالية في الكنيست, في سابقة خطيرة تشير إلى انحدار أخلاقي, على قرار يشترط أن يخضع كل شخص يتقدم بطلب الحصول على رخصة سياقة وسيلة نقل عمومية (تاكسي, حافلة أو سيارة إسعاف) على موافقة جهاز الأمن العام (الشاباك) كشرط لمنح الرخصة[6]. وصادق جميع أعضاء اللجنة, ما عدا عضو كنيست واحد على القرار, وسيقوم الشاباك بفحص المتقدمين وما إذا كانوا لا يشكلون خطراً أمنياً قبل منحهم الترخيص[7].

 

سدس الأولاد العرب في النقب يعانون من سوء التغذية

وصلت الأوضاع الصعبة في النقب إلى ذروتها على كل المستويات, وأصبح النقب أشبه بمناطق المجاعة المنكوبة في العالم. ففي بحث عُرض في جامعة بن غوريون في بئر السبع كشف أن كل طفل سادس في النقب في الصف الأول يعاني من سوء التغذية وقلة الوزن[8].

وأوضح البحث أن الأطفال البدو في القرى غير المعترف بها في النقب يعيشون في ظل خطر سوء التغذية بما يعادل 2.4 أضعاف الأولاد البدو الذين يعيشون في المدن والقرى المعترف بها. وأشار الباحثان أن ما دفعهما إلى إجراء البحث ليس سوء التغذية بالأساس, إنما لفحص مدى معاناة طلاب الصف الأول يهوداً وعرباً من السمنة الزائدة, حيث اظهر البحث أن 11% من الأولاد اليهود يعانون من هذه الظاهرة مقابل 2% فقط من الأطفال البدو.

وأشار بحث آخر, قدم في نفس اليوم الدراسي, إلى أن 17% من أولياء الأمور اليهود ابلغوا انهم أحيانا يرسلون أولادهم إلى المدرسة بدون أكل, مقابل 48% من أولياء أمور العرب في النقب[9].

محاكمة طلاب عرب في جامعة حيفا

لا تزال تلعب الأكاديمية الإسرائيلية دوراً كبيراً في التضييق على حرية التعبير للطلاب العرب في الجامعات. ففي جامعة حيفا استدعت إدارة الجامعة ثلاثة طلاب عرب وذلك للمثول أمام لجنة الطاعة في الجامعة, حيث توجه لهم تهم الإخلال بأنظمة الجامعة وإهانة أحد محاضريها[10].

وجاء استدعاء الطلاب بسبب رفضهم لما جاء على لسان محاضر في جامعة حيفا, د. دافيد بوقاعي, والذي تفوه بأقوال عنصرية ضد العرب والفلسطينيين[11].

وقال أحد الطلاب: "هناك أجواء عنصرية بدأت تتصاعد في أروقة الجامعة, خاصة وان نسبة الطلاب العرب تصل اليوم إلى 27% من مجموع الطلاب, وبدل أن تعكس هذه النسبة أجواء إيجابية يبدو أنها بدأت تقلق إدارة الجامعة والمسؤولين عنها".

  

إن "هذا الاسبوع في الجرائد العربية" موجود على موقع انترنت تابع للمؤسسة باللغة إنجليزية: إضغط هنا

The Weekly Press Review is available in English on the website: click here                   

  

[1]    فصل المقال 11/2/2005, ص 12.

[2]    صوت الحق والحرية 11/2/2005, ص 6.

[3]    وهي لجنة "تأسيس خدمة وطنية–مدنية" عينها قبل عام وزير الدفاع, شاؤول موفاز, برئاسة العميد احتياط دافيد عبري, المدير العام السابق لوزارة الدفاع. وأعضاء اللجنة هم قاضي المحكمة العليا المتقاعد يتسحاق اينجلارد, المحامي يعقوب فينروط ود. دجيلا مناحيم.

[4]    فصل المقال 11/2/2005, ص 9؛ كل العرب 11/2/2005, ص 38.

[5]    حديث الناس 11/2/2005, ص 6-7؛ كل العرب 11/2/2005, ص 38-39؛ الصنارة 11/2/2005, ص 16.

[6]    حديث الناس 11/2/2005, ص 4؛ فصل المقال 11/2/2005, ص 8؛ الصنارة 11/2/2005, ص 16.

[7]    في أيلول 2004, قدم مركز "عدالة" التماسا للمحكمة العليا باسم "عدالة" وباسم "الاتحاد القطري لأولياء أمور الطلاب العرب في إسرائيل"، ضد وزارة التعليم، جهاز الأمن العام (الشاباك) ومكتب رئيس الوزراء. وطالب مركز "عدالة" المحكمة العليا إصدار أمر مشروط وأمر احترازي يمنع الشاباك من التدخل في تعيينات المعلمين، المدراء والمفتشين في القسم العربي من وزارة التعليم.

[8]    الصنارة 11/2/2005, ص 30؛ اشرفت على البحث البروفيسورة درورة فريزر, رئيسة مركز الصحة والتغذية في الجامعة, والدكتورة نتاليا بيلنكو.

[9]    الصنارة 11/2/2005, ص 30.

[10]   الصنارة 11/2/2005, ص 47.

[11]   أنظروا نشرة المؤسسة العربية "مراجعة الصحف العربية في إسرائيل" رقم 204, وفيها تفصيل لأقوال المحاضر العنصرية.

 

http://www.miftah.org