مؤشرات حول الأم الفلسطينية
2005/3/21

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=2738


بمناسبة الحادي والعشرين من آذار الذي يصادف عيد الأم، اصدر الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني تقريرا خاص بعنوان "مؤشرات حول الأم الفلسطينية: المناضلة وأم الشهداء والأسرى والجرحى والمبعدين. وفيما يلي نص التقرير:-

مقدمة:

رغم معاناة الأم الفلسطينية وما تواجه من انتهاكات لحقوقها وعنف ناجم عن ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنها استطاعت أن تشق طريقها في حقل مليء بالألغام لتلعب دوراً بارزاً في مجتمعها سياسياً واجتماعياً وتكون نموذجاً لصمود النساء في غمرة احتفالات العالم بعيد الأم. وتستقبل الأم الفلسطينية يوم الحادي والعشرين من آذار الذي خصصه العالم لتكريم الأم بمرارة وحزن، فهو في حياتها شكل آخر يترجم لحظات الألم التي تعيشها جراء فقدان زوج أو ابن أو أخ.

فبينما أمهات العالم يتفنن في أشكال الاحتفال كل واحدة على طريقتها الخاصة تتوجه الأمهات الفلسطينيات في هذا اليوم إلى المقابر، وكل منهن تقاوم حزنها بتزيين أضرحة شهدائها وتردد الدعاء لله أن يتقبلهم ويدخلهم جناته، ولم تكن أمهات الجرحى والمعتقلين بأقل ألما.

ومن قبيل الوفاء المتواضع وتقديراً للتضحيات والجهود التي تقدمها الأم الفلسطينية، ارتأى الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن يشارك الأمهات في هذه المناسبة، تقديراً وإجلالاً لما تقومه به الأم.

وصل عدد الشهداء الفلسطينيين من جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل إلى3,861 شهيد حتى تاريخ 8/3/2005. مما يعكس معاناة 3,861 أم فقدت أعزاء شكلوا محور حياة هؤلاء الأمهات، كما وصل عدد الجرحى إلى 54,459 جريحاً وجريحة ، حيث يقع على عاتق الأم، خاصة في ظل غياب بنية تحتية ومحدودية الخدمات المؤسساتية المتوفرة لرعاية وإعادة تأهيل هؤلاء الأشخاص، العبء الأكبر في متابعة احتياجات ومتطلبات الأبناء المصابين.

في الوقت الذي تحتفل فيه نساء العالم بعيد الأم، لا تزال الأسيرات الفلسطينيات، وخاصة الأمهات الأسيرات خلف قضبان سجون الاحتلال الإسرائيلي يعشن مرارة السجن. حيث لا يزال في سجون الاحتلال الإسرائيلي 128 أسيرة فلسطينية، منهن 17 أسيرة أم، حيث بلغ مجموع أبنائهن 60 طفلاً، وهذا يعكس مدى حرمان تلك الأمهات السجينات من أبنائهن الصغار الذين هم بأمس الحاجة إليهن.

تقيم ما نسبته 63.3% من الأمهات في الضفة الغربية، مقابل 36.7% منهن في قطاع غزة. ويقيم في الحضر ما نسبته 56.7% من الأمهات، و27.5% في الريف و15.7% في المخيمات. كما أن أقل من خمس الأمهات وبنسبة 19.1% تقع أعمارهن ما بين (25-29) سنة، و12.6% منهن تقع أعمارهن ما بين (40-44) سنة و 9.9% من الأمهات أعمارهن بين (45-49) سنة.

من جهة أخرى فإن 8.6% من الأمهات لديهن طفل واحد، و13.2% من الأمهات لديها 4 أطفال، كما بلغت نسبة الأمهات اللواتي لديها 10 أطفال ما يقارب 7.3%. وفيما يتعلق بالأمهات اللاجئات فنسبتهن بلغت 41.8% من مجموع الأمهات الفلسطينيات، منهن 38.6% لاجئات مسجلات في سجلات وكالة الغوث الدولية، و3.2% غير مسجلات.

بلغت نسبة الأمهات المشاركات في القوى العاملة خلال العام 2004 في الأراضي الفلسطينية 13.4%، بواقع 15.3% في الضفة الغربية و9.9% في قطاع غزة. وقد بلغت نسبة مشاركة الأمهات في القوى العاملة في الريف 18.5% و11.8% في الحضر و9.8% في المخيم. في حين بلغت نسبة الأمهات العاطلات عن العمل 14.7% خلال العام 2004. وقد أجاز قانون العمل الفلسطيني إجازة أمومة مدفوعة الأجر مدتها عشر أسابيع، وتعتبر الإجازة الممنوحة للنساء في الأراضي الفلسطينية مقاربة للإجازات في الدول العربية الأخرى.

يعتبر تعليم الفتيات من أهم الحقوق الإنسانية التي يمكن استثمارها من اجل بناء وتنمية مجتمع تسوده حياة المساواة والعدالة الاجتماعية، فخلال العام 2004، بلغت نسبة الأمهات الملتحقات حالياً بالتعليم 2.5 %. من ناحية أخرى فإن 4.2% من الأمهات الفلسطينيات أميات، و33.6% يحملن الشهادة الإعدادية و5.2% من الأمهات أنهين بكالوريوس فأعلى خلال العام 2004، وفيما يتعلق بعدد سنوات الدراسة هناك 15.5% من الأمهات أتممن 13 سنة دراسية فأكثر و37.1% أتممن 10-12 سنة دراسية، و27.6% أتممن 7-9 سنوات دراسية خلال العام 2004.

أجبرت 66 أماً على الولادة عند الحواجز الإسرائيلية والتي نتج عنها 38 حالة وفاة أجنة على الحواجز بسبب المنع أو التأخر في الوصول إلى المستشفيات . هذا بالإضافة إلى ما تتعرض له بعض النساء الحوامل من استنشاق للغاز، أو الإصابة المباشرة جراء قرب مساكنهن من مناطق المواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، أو من خلال تواجدهن على الطرق الالتفافية، هذا وتعاني 21.1% من الأمهات من فقر الدم أثناء حملهن.

إلا انه طرأ ارتفاع طفيف على نسبة الأمهات اللواتي تلقين رعاية صحية أثناء الحمل، حيث بلغت نسبتهن 96.5% في العام 2004، في حين كانت 95.9% في عام 2000. كما يلاحظ الارتفاع في نسبة تلقي الأمهات لمطعوم التيتانوس، حيث بلغت النسبة 37.4% في العام 2004، مقارنة مع 27.5% في العام 2000.

ما زالت الرعاية الصحية للأم بعد الولادة منخفضة حيث بلغت نسبتهن 34.2%، على الرغم من أن حوالي 53.0% من الأمهات لديهن تأمين صحي حكومي، و 32.0% من الأمهات لديهن تأمين صحي وكالة خلال العام 2004.

لم تحصل المرأة الفلسطينية على كافة حقوقها، ولا تعكس التوازن الحقيقي لمشاركة المرأة في بناء المجتمع، ولا يزال الرجل يشغل معظم المناصب الوزارية وغير الوزارية، حيث تشغل امرأتين فقط منصب وزير في السلطة الوطنية في العام 2005. أما في الانتخابات المحلية، فقد بلغ عدد النساء اللاتي رشحن أنفسهن للانتخابات المحلية التي جرت في27 يناير 2005، في 10 هيئات محلية في قطاع غزة، 68 امرأة من أصل 414 مرشحاً، أي ما نسبته 16.4% من مجموع المرشحين.

في نهاية عام 2003 بلغت نسبة الفقر لدى الأسر التي ترأسها نساء 29.8% على مستوى الأراضي الفلسطينية، وقد شكلت الظروف الصعبة والمتمثلة بالإجراءات الإسرائيلية التعسفية تجاه الشعب الفلسطيني والتي مازالت مستمرة سبباً رئيسياً في تزايد انتشار الفقر بين الأسر، حيث وصلت نسبة الفقر بين الأسر التي ترأسها نساء ولديها 7 أطفال فأكثر إلى 69.3% و58.1% للأسر التي لديها 5-6 أطفال وقد انخفضت نسبة الفقر في الأسر التي لديها عدد أطفال أقل حيث بلغت 20.7% للأسر التي لديها 1-2 طفل خلال كانون أول -2003.

بلغت نسبة الأمهات اللواتي يقضين وقتهن في القراءة والمطالعة 11% ، تتضمن قراءة الصحف أو الكتب أو المجلات، وتقضي الأمهات في ممارسة الأنشطة الثقافية والاجتماعية ثلاث ساعات و8 دقائق يومياً، تشمل زيارة واستقبال الأقارب، والأصدقاء والجيران ويتم ذلك في العادة كواجب في العرف الاجتماعي لأصحاب البيوت وبشكل خاص للأمهات.

تقضي الأم الفلسطينية ساعتان في مشاهدة التلفاز والفيديو، وساعة و42 دقيقة تقضيها في التكلم والحديث و47 دقيقة تقضيها في زيارة واستقبال الأقارب والأصدقاء والجيران و8 دقائق في الاستماع للموسيقى أو الراديو خلال اليوم للعام 1999-2000. ويرى 67.0% من الشباب أن اهتمام الأم يجب أن يتجه إلى الأسرة قبل أي أمر آخر بواقع 71.4% من الشباب في الريف و 64.9% من الشباب في الحضر و66.3% من الشباب في المخيمات، في حين يرى 48.1% من الشباب ذلك الدور بالنسبة للأب.

http://www.miftah.org