التقرير الأسبوعي للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان
2005/3/25

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=2767


أصدر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان تقريره الأسبوعي حول الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينيــة المحتلــة ويشمل الفترة الواقعة ما بين 17– 23 مارس 2005. وفيما يلي نص التقرير: -

قوات الاحتلال الإسرائيلي تقترف المزيد من جرائم الحرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة

وكانت أبرز جرائم الحرب الإسرائيلية خلال الفترة التي يغطيها التقرير على النحو التالي:

• إصابة عشرة مدنيين فلسطينيين بجراح، من بينهم ستة أطفال، ووصفت جراح البعض بالخطرة

• قوات الاحتلال تواصل أعمال الهدم والتجريف وإصدار الأوامر الجديدة بمصادرة الممتلكات الفلسطينية لصالح جدار الضم الفاصل داخل أراضي الضفة الغربية

- عزل مدينة بيت لحم عن القدس الشرقية وتقسيمها لمناطق منعزلة عن بعضها البعض

• المستوطنون اليهود يواصلون اعتداءاتهم المنظمة على المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية، وسلطات الاحتلال توسع أعمالها الاستيطانية

- مخطط لبناء 3500 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة معاليه أدوميم، شرق مدينة القدس المحتلة

- المستوطنون يعتدون على أربعة مدنيين فلسطينيين في الضفة الغربية ويصيبونهم بجراح بالغة

• قوات الاحتلال تنفذ أعمال توغل واقتحام جديدة في العديد من المدن والبلدات الفلسطينية

- مداهمة المنازل السكنية، واحتجاز أفرادها، اعتقال ستة عشر مدنياً فلسطينياً من الضفة الغربية، وأربعة آخرين من بينهم ثلاثة أطفال من قطاع غزة

- تحويل بعض المنازل السكنية إلى ثكنات عسكرية في الضفة الغربية

• قوات الاحتلال تواصل إجراءات حصارها الشامل على كافة التجمعات السكانية في الأراضي المحتلة

- إغلاق كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة بسبب أحد الأعياد اليهودية

- استمرار إغلاق كافة الطرق والمعابر التي كانت قوات الاحتلال قد أغلقتها منذ بدء الانتفاضة في قطاع غزة

- قوات الاحتلال تواصل استخدام أشعة غير معروفة في فحص المسافرين الفلسطينيين المغادرين للأراضي المصرية

- استمرار اعتقال المدنيين الفلسطينيين على الحواجز العسكرية

- إصابة اثنين من المدنيين الفلسطينيين بجراح خطرة على الحواجز العسكرية في الضفة الغربية

مقدمــة

على الرغم من أجواء التهدئة التي التزمت بها جميع فصائل المقاومة الفلسطينية، والتي أكدت عليها الأسبوع الماضي في العاصمة المصرية" القاهرة"، إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تضرب بعرض الحائط جميع التفاهمات التي توصلت لها مع الجانب الفلسطيني، وتواصل وبشكل يومي اقتراف المزيد من الانتهاكات الجسيمة وجرائم الحرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتقوم تلك القوات بتضليل العالم حول ترويجها للانسحاب الوهمي من بعض المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، والذي لا يعدو عن كونه إعادة انتشار محدودة جداً. فقد استمرت تلك القوات في أعمال التوغل في العديد من المدن والبلدات الفلسطينية، مداهمة المنازل السكنية، حملات الاعتقال العشوائية، فضلاً عن أعمال إطلاق النار العمد والاستخدام المفرط للقوة المسلحة. وفي انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، تواصل قوات الاحتلال ليل نهار أعمال التدمير والتجريف في ممتلكات المدنيين الفلسطينيين لصالح إقامة جدار الضم الفاصل، داخل أراضي الضفة الغربية، ولصالح توسيع المستوطنات المقامة بشكل غير شرعي أو قانوني على أراضي المدنيين الفلسطينيين، وخصوصاً في مدينة القدس المحتلة، لعزلها عن باقي أراضي الضفة الغربية. وذلك لخلق وقائع جديدة على الأرض، يصعب معها التفاوض لاحقاً على قضايا الحل النهائي. إلى ذلك لا تزال حالة الحصار المفروضة على كافة التجمعات السكانية في الأراضي المحتلة على حالها، ولم يطرأ أي تحسن عليها، خلافاً للادعاءات الإسرائيلية في وسائل الإعلام الخاصة بها، حول تخفيف القيود على حرية حركة وتنقل المدنيين الفلسطينيين.

فخلال هذا الأسبوع، نفذت قوات الاحتلال سلسلة جديدة من أعمال التوغل والاقتحام في مختلف محافظات الضفة الغربية، طالت معظم مدنها وقراها. وكان يرافق تلك الأعمال إطلاق النار العشوائي تجاه المنازل والأحياء السكنية، مما أسفر عن إصابة سبعة مدنيين فلسطينيين بجراح، من بينهم ستة أطفال، فضلاً عن احتراق منزل بالكامل في قرية بلعين، غربي مدينة رام الله، وإصابة صحفي أجنبي بجراح في نفس القرية. قوات الاحتلال وكعادتها تبرر أعمال توغلها بالبحث عن مواطنين فلسطينيين تدعي إنهم من المطلوبين لها، حيث اعتقلت خلال مداهمتها للمنازل السكنية، ووفقاً لتوثيق المركز، ستة عشر مدنياً فلسطينياً.

إلى ذلك، نفذت قوات الاحتلال بتاريخي 18 و19/3/2005 ثلاث عمليات توغل محدودة في مدينتي خان يونس وغزة، وقرية وادي السلقا في قطاع غزة، حيث اعتقلت تلك القوات خلال توغلها في مدينة غزة بتاريخ 19/3/2005، ثلاثة أطفال فلسطينيين، أثناء محاولتهم الاقتراب من الشريط الحدودي مع إسرائيل، شرق المدينة، بهدف دخولهم لإسرائيل للعمل هناك. كما نفذت بتاريخ 18/3/2005، عملية اقتحام لمنطقة المواصي، الواقعة على شاطئ بحر خان يونس، و الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، داهمت خلالها منزلاَ سكنياً، واعتقلت أحد سكانه، فضلاً عن مصادرة بعض ممتلكاته الخاصة.

وفي إطار أعمال البناء في جدار الضم (الفاصل) في عمق أراضي الضفة الغربية المحتلة، استأنفت قوات الاحتلال أعمال تجريف الأراضي المحيطة بمسجد بلال بن رباح، على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، فيما واصلت أعمال التجريف واقتلاع الأشجار في منطقة وادي أحمد، شمالي مدينة بيت جالا. ووفق المخططات الإسرائيلية فإن الجدار سيمتد من منطقة المسجد المذكور، شمالي بيت لحم وحتى بيت إسكاريا، في الجنوب الغربي، مما يعني التفافه حول مدينة بيت لحم من الجهات الشمالية والغربية والجنوبية الغربية. أعمال التجريف هذه تأتي في إطار استكمال بناء جدار الضم (الفاصل) الذي من شأنه أن يغلق مدخل المدينة الرئيسي، وعزلها عن مدينة القدس الشرقية. كما أن بناء الجدار في هذه المنطقة سيعمل على عزل الحي الشمالي الذي تقطنه عائلات عدة، ويوجد فيه محال تجارية ومصانع، عن المدينة، فيما سيقيّد حركتهم إلا بواسطة تصاريح خاصة تسمح لهم بالخروج والدخول. وفي وقت متزامن استأنفت تلك القوات أعمال التجريف في أراضي بلدة صوريف، أقصى شمال غربي مدينة الخليل. وفي صباح يوم الثلاثاء الموافق 22/3/2005، استأنفت قوات الاحتلال تثبيت علامات مسار الجدار في ضاحية البريد، شمالي مدينة القدس الشرقية.

تزامنت تلك الجرائم والانتهاكات الجسيمة مع استمرار قوات الاحتلال في أعمالها الاستيطانية داخل الأراضي المحتلة، خلافاً لقواعد القانون الدولي. وكان أخطر تلك الأعمال خلال هذا الأسبوع إقرار خطة تقضي ببناء حوالي (3500) وحدة سكنية في مستوطنة "معاليه أدوميم"، إلى الشرق من مدينة القدس المحتلة. وتعني الخطة عملياً، زحف مستوطنة "معاليه أدوميم" نحو مدينة القدس الشرقية، والتي ستمنع التواصل الجغرافي للدولة الفلسطينية مستقبلاً. كما اعتدى المستوطنون خلال يومي 17 و18/3/2005 على عدد من المدنيين الفلسطينيين في مدينة الخليل، جنوب الضفة، وأصابوا أربعة منهم بجراح مختلفة، من بينهم ثلاثة عمال فلسطينيين.

وعلى صعيد آخر، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءات حصارها الشامل على الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة، بما فيها مدينة القدس المحتلة، ولم تطرأ أي تغييرات حقيقية على الأرض خلافاً للإدعاءات الإسرائيلية، وخصوصاً في المناطق التي ادعت الانسحاب منها مثل محافظة أريحا. ومنذ ساعات فجر يوم الأربعاء الموافق 23/3/2005، أغلقت قوات الاحتلال الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة، بمناسبة عيد المساخر (بوريم) العبري. وسوف يستمر الإغلاق حتى صباح يوم الاثنين الموافق 28/3/2005.

ففي قطاع غزة، استمرت تلك القوات في فرض المزيد من القيود على حرية حركة وتنقل المدنيين الفلسطينيين، الداخلية منها والخارجية على حد سواء. فلا تزال قوات الاحتلال حتى اللحظة تضع قيوداً مشددة على حركة المعابر الحدودية، بما فيها التجارية التي تربط قطاع غزة بالعالم الخارجي وإسرائيل، فضلاً عن تقييد حركة المدنيين وإذلالهم على الحواجز الداخلية، التي تربط مدن وبلدا ت القطاع بعضها ببعض. كما لا تزال تلك القوات تواصل إغلاق الطرق والمعابر التي كانت قد أغلقتها منذ بدء الانتفاضة، فضلاً عن المعاناة اليومية المتواصلة للسكان المدنيين الذين يقطنون بالقرب من المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضيهم، والذين عزلتهم قوات الاحتلال منذ بدء الانتفاضة داخل كانتونات صغيرة. وبتاريخ 19/3/2005، أبلغت قوات الاحتلال 16 عائلة فلسطينية من سكان المنطقة المحاذية للطريق الاستيطاني "كيسوفيم"، شمال شرق مدينة خان يونس، عن نيتها إقامة بوابة إلكترونية تفتح وتغلق في مواعيد محددة من النهار، وتتحكم في دخولهم وخروجهم من المنطقة. وفي خطوة لم تعرف بعد نتائجها الصحية، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في معبر رفح الحدودي مع مصر، جنوب القطاع، ومنذ نحو ثلاثة أسابيع استخدامها لأشعة غريبة في فحص المسافرين المغادرين إلى الأراضي المصرية، حيث حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها بتاريخ 22/3/2005 من المخاطر الناجمة عن استخدام تلك الأشعة، والتي قد تظهر أعراضها بعد عدة سنوات، وخصوصاً إذا تعرض لها الشخص عدة مرات.

وفي الضفة الغربية، أفاد باحثو المركز أن تلك القوات لا تزال تتعمد إعاقة حركة الفلسطينيين، وإخضاعهم لأعمال التفتيش المذلة والمهينة على حواجزها العسكرية. واستمرت تلك القوات في ممارسة سياسة احتجاز الشبان ساعات طويلة على تلك الحواجز بادعاء فحصهم أمنياً، حيث اعتقلت خلال هذا الأسبوع ثلاثة مواطنين فلسطينيين، فيما واصلت سياستها بإطلاق النار على المدنيين الذين يتنقلون عبر تلك الحواجز، حيث أصيب خلال هذا الأسبوع اثنين من المدنيين الفلسطينيين بجراح، وصفت بالبالغة، من بينهما امرأة، أصيبت أثناء توجهها لأداء الصلاة في الحرم القدسي الشريف.

ولمزيد من التفاصيل حول هذه الانتهاكات، أنظر التقرير التالي الذي يغطي الفترة من 17/3/2005- 23/3/2005

http://www.pchrgaza.org/files/w_report/arabic/2005/24-03-2005.htm

http://www.miftah.org