التقرير الأسبوعي للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان
2005/6/2

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=3128


أصدر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان التقرير الأسبوعي حول الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينيــة المحتلــة خلال الفترة الواقعة ما بين 26 مايو- 01 يونيو 2005. وفيما يلي نص التقرير:-

*استشهاد اثنين من المواطنين الفلسطينيين في استخدام مفرط للقوة المسلحة في الضفة الغربية

* إصابة العديد من المدنيين الفلسطينيين بجراح، جراء إطلاق النار والاعتداء عليهم، من بينهم طفلة

* قوات الاحتلال تنفذ 17 عملية توغل في الضفة الغربية

- مداهمة المنازل السكنية، واعتقال 15 مدني فلسطيني - استخدام أحد المدنيين الفلسطينيين كدرع بشري أثناء تفتيش منزله ومنازل أشقائه

* قوات الاحتلال تواصل أعمال البناء و التجريف لصالح جدار الضم الفاصل داخل أراضي الضفة الغربية

- الاعتداء بالضرب على عدة مدنيين فلسطينيين ومتضامنين أجانب واعتقال آخرين، أثناء احتجاجهم على بناء الجدار

- قوات الاحتلال تنتهي من بناء مقطع الجدار عن المدخل الشمالي لبيت لحم، فتعزلها عن ضواحيها وعن القدس المحتلة

* المستوطنون اليهود يواصلون اعتداءاتهم المنظمة على المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم في الأراضي المحتلة

- إصابة مواطن مختل عقلياً بجراح جراء إطلاق مستوطن النار عليه في الضفة الغربية

* قوات الاحتلال تواصل إجراءات حصارها الشامل على كافة التجمعات السكانية في الأراضي المحتلة

- وفاة مواطن فلسطيني من قلقيلية جراء إعاقة وصوله للمستشفى

- قوات الاحتلال تواصل إغلاق العديد من الطرق والمعابر في قطاع غزة منذ بدء انتفاضة الأقصى

- اعتقال سبعة مدنيين على الحواجز العسكرية في الضفة

ملخص

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة التي يغطيها التقرير الحالي ( 26/5/2005- 1/6/2005) اقتراف المزيد من جرائم حربها في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ففضلاً عن أعمال القتل العمد وإطلاق النار العشوائي، نفذت تلك القوات المزيد من أعمال التوغل داخل المدن والبلدات الفلسطينية، قامت خلالها باقتحام المنازل السكنية، واعتقال العديد من سكانها. كما واصلت قوات الاحتلال سياستها اليومية في تدمير وتجريف الأعيان المدنية، لصالح جدار الضم الفاصل داخل أراضي الضفة الغربية، ولصالح التوسع الاستيطاني، فيما واصلت إجراءات حصارها المشدد على كافة التجمعات السكنية.

أعمال القتل وإطلاق النار: قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال هذا الأسبوع، اثنين من المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية. قتل الأول بتاريخ 28/5/2005 في بلدة عرابة في جنين، في استخدام مفرط للقوة المسلحة المميتة، فيما أصيب اثنان من رفاقه بجراح، وتم اعتقالهما، بعدما أطلقت عليهم النار، أثناء مرورهم بسيارة مدنية بالقرب من إحدى معسكرات الجيش في المنطقة. ادعت قوات الاحتلال بعد اقترافها للجريمة، بأن الشبان الثلاثة كانوا مسلحين، وأنهم أطلقوا النار باتجاه المعسكر المذكور. وقتل الثاني في بلدة يطا في الخليل بتاريخ 29/5/2005، بعدما أطلقت عليه النار بشكل متعمد من قبل قوات الاحتلال، أثناء مروره بالقرب من مسجد الحرم الإبراهيمي في المدينة، وترك ينزف حتى الموت. قوات الاحتلال بعد اقترافها للجريمة، ادعت أن المواطن المذكور وصل إلى نقطة عسكرية قرب المسجد، و لم ينصع لأمر الجنود بالتوقف وحاول طعن أحدهم، إلا أن تحقيقات المركز دحضت هذه الرواية. إلى ذلك أصيبت طفلة فلسطينية من مدينة رفح، جنوب القطاع، بجراح بالغة بتاريخ 26/5/2005، بعدما قصفت قوات الاحتلال الحي الذي تقطنه، فيما أصيبت بتاريخ 29/5/2005 امرأتان من عائلة واحدة في مخيم جباليا، شمال القطاع بجراح متوسطة، بعدما قصفت طائرة إسرائيلية المخيم.

التوغل: نفذت قوات الاحتلال خلال الأسبوع الحالي 17 عملية توغل في العديد من المدن والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، داهمت خلالها عشرات المنازل السكنية، مستخدمة الكلاب البوليسية في كثير من الأحيان. أسفرت تلك الأعمال عن اعتقال خمسة عشر مواطناً فلسطينياً، وتدمير منزل غير مأهول بالسكان، بواسطة الأسلحة الرشاشة والقذائف المدفعية، فيما استخدمت تلك القوات أحد المدنيين الفلسطينيين من قرية بديا في نابلس كدرع بشري، أثناء تفتيش منزله ومنازل أشقائه.

الجدار: واصلت قوات الاحتلال أعمال التدمير والتجريف لصالح أعمال البناء في جدار الضم الفاصل داخل أراضي الضفة. وبتاريخ 26/5/2005، أنهت قوات الاحتلال إقامة مقطع الجدار الفاصل في حي " قبة راحيل "، شمالي مدينة بيت لحم، الأمر الذي عزل المدينة من الجهات الشمالية والشمالية الشرقية والغربية عن باقي ضواحيها، فيما أنهي تواصلها الجغرافي مع مدينة القدس المحتلة. وخلال الأسبوع، عادت قوات الاحتلال لأعمال البناء في منطقة بيت سوريك، شمال غرب مدينة القدس، بعد توقف العمل فيه بقرار من المحكمة العليا الإسرائيلية. من جانب آخر، استخدم جنود الاحتلال القوة في تفريق المتظاهرين الفلسطينيين والأجانب ضد جدار الضم في بلدتي بلعين في رام الله، وبيت سوريك في القدس، مما أدى إلى إصابة العديد منهم بجروح.

اعتداءات المستوطنين: واصل المستوطنون القاطنون في الأراضي المحتلة خلافاً للقانون الدولي الإنساني، سلسلة من الاعتداءات المنظمة ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، حيث نفذوا العديد من الهجمات بالحجارة والزجاجات الحارقة على منازل المدنيين الفلسطينيين في مدينة الخليل، فيما أضرموا النيران في العديد من الممتلكات المدنية. وبتاريخ 31/5/2005، أطلق مستوطن إسرائيلي النار بشكل متعمد على مواطن مختل عقلياً من بلدة عقربا، جنوب شرقي محافظة نابلس، مما أدى إلى إصابته بعدة أعيرة نارية في الساقين، ونقل إلى إحدى المستشفيات داخل إسرائيل، حيث وصفت حالته بالمتوسطة.

الحصار: استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي في فرض المزيد من القيود على حركة المدنيين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ففي قطاع غزة، واصلت تلك القوات قيودها المشددة على حرية الحركة الداخلية منها والخارجية على حد سواء، حيث أغلقت تلك القوات بتاريخ 29/5/2005، معبر بيت حانون" إيرز"، شمال القطاع لمدة يوم واحد، فيما تعمدت بتاريخي 30و31/5/2005 عرقلة الحركة على حاجزي المطاحن وأبو هولي على طريق صلاح الدين، الفاصل بين جنوب القطاع وشماله.

وفي الضفة الغربية، أفاد باحثو المركز، أن قوات الاحتلال المتمركزة على الحواجز الثابتة والفجائية تعمدت إعاقة حركة المدنيين الفلسطينيين يومياً، ولم تسمح لهم باجتياز تلك الحواجز. وخلال هذا الأسبوع، واستناداً لتحقيقات المركز، اعتقلت قوات الاحتلال المتمركزة على الحواجز العسكرية سبعة مدنيين فلسطينيين، من بينهم فتاة، واقتادتهم إلى جهات غير معلومة. وفي ساعات صباح يوم الجمعة الموافق 27/5/2005، قضى المواطن عزام عطية أسعد صوان،50 عاماً من بلدة أماتين، شمال شرقي محافظة قلقيلية، نحبه، عندما أعاق جنود الاحتلال المتمركزون على أحد الحواجز العسكرية، و بصورة متعمدة وصوله للمستشفى، رغم سوء حالته الصحية، ورغم توسل ذووه لجنود الاحتلال للسماح لهم بالدخول.

وكانت الانتهاكات التي تم توثيقها خلال الفترة التي يغطيها التقرير( 26/5-1/6/2005) على النحو التالي:

أولاً: أعمال التوغل والقصف وإطلاق النار وما رافقها من اعتداءات على المدنيين الفلسطينيين

الخميس 26/5/2005

* في حوالي الساعة 2:00 فجراً، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي معززة بالآليات العسكرية الثقيلة في بلداتي السموع ويطا، جنوب وجنب غرب مدينة الخليل. اقتحمت تلك القوات عدد من منازل المواطنين، وأجروا أعمال تفتيش وعبث بمحتوياتها، وأجبروا عدد من سكانها على مغادرتها، تحت تهديد السلاح، قبل أن يقوموا بتحويل بعضاً منها إلى نقاط مراقبة عسكرية. وفي الساعات الأولى من صباح اليوم نفسه، غادرت تلك القوات المنازل والبلدتين.

وأفاد أفراد من عائلة الرواشدة والتي تم احتلال منزلها، أن قوات الاحتلال أجبروا أفراد العائلة المكونة من 11 فردا ً، على مغادرة المنزل إلى العراء، فيما احتجزت تلك القوات أكثر من 30 مواطناً من سكان البلدة، وقامت بصلبهم على الجدران لأكثر من خمس ساعات، تخللها الاعتداء على بعضهم بالضرب المبرح.

*وفي وقت متزامن، توغلت قوات الاحتلال في بلدة يطا في محافظة الخليل، وداهمت عدداً من المنازل السكنية. تركزت المداهمات في محيط المسجد الكبير، وحي بيت عمرة والمطينة وشارع الفوار، ولم يبلغ عن اعتقالات.

* وفي حوالي الساعة 3:00 فجراً، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي معززة بالآليات العسكرية في بلدة طمون، جنوب شرقي طوباس، وبلدة عقابا ومخيم الفارعة، جنوب شرق جنين. سيرت تلك القوات آلياتها العسكرية في شوارع المدن والبلدات المذكورة، ونصبت الحواجز على مداخلها، فيما شرع أفرادها بإيقاف المركبات الفلسطينية والتدقيق في هوايات السائقين والركاب. وأثناء عملية التوغل، اعتلى بعض أفراد القوة منزل المواطن محمد علي بشارات، وسط بلدة طمون، واستخدموه نقطة مراقبة قبل انسحابهم منه الساعة السابعة صباحاً، ولم يبلغ عن اعتقالات.

* وفي وقت متزامن، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بيت عوا، جنوب غربي الخليل. حاصرت تلك القوات منزل المواطن حربي محمد محمود مسالمة، 28عاماً، وهو غير مأهول بالسكان، ومن ثم قاموا بقصفه بالأسلحة الرشاشة، مما ألحق به أضرار بالغة. وأفاد المواطن مسالمة لباحث المركز، أنه يقيم في منزل قديم في المنطقة نفسها، وأن قوات الاحتلال قصفت المنزل بدون سابق إنذار، وبدون مبرر، وفضلاً عن الأضرار التي لحقت بالمنزل، فإن القصف أدى إلى تدمير خزانات المياه والمزروعات المحيطة به. وأشار مسالمة أنه كان من المقرر أن يقيم وعائلته في المنزل المستهدف، والبالغ مساحته 250م2 بعد أسبوع.

* وفي حوالي الساعة 2:00 بعد الظهر، فتح جنود الاحتلال المتمركزون في مواقعهم العسكرية داخل الشريط الحدودي مع مصر، جنوب مدينة رفح، نيران أسلحتهم الرشاشة باتجاه الأحياء السكنية، الواقعة إلى الشمال من الشريط. أسفر ذلك عن إصابة الطفلة رنين طارق المغير، 12 عاماً، بعيار ناري في الكتف الأيسر، أثناء تواجدها على باب منزلها في مخيم الشابورة، الواقع على بعد 1200 متر عن الشريط المذكور. نقلت الطفلة إلى مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار في المدينة، ووصفت حالتها ما بين متوسطة وخطرة، حيث حولت للمستشفى الأوروبي في خان يونس. وذكر باحث المركز، أن إطلاق النار كان عشوائياً وبدون مبرر.

* وفي حوالي الساعة 3:30 من مساءً، توغلت قوات الاحتلال ترافقها خمس مركبات عسكرية من وحدات "حرس الحدود "، في الحي الشرقي لبلدة أبو ديس، شرقي مدينة القدس المحتلة. شرع أفرادها باقتحام العديد من الشقق السكنية، التي يقيم فيها طلبة من جامعة القدس في البلدة، وأجروا أعمال تفتيش وعبث بمحتوياتها. ومن ثم اعتقلوا اثنين من الطلبة واقتادوهما إلى جهة مجهولة. والمعتقلان هما: - بدوي محمد عمرو، 20عاماً، - وثائر أبو رحمة، 21 عاماً، وكلاهما من بلدة دورا في محافظة الخليل.

الجمعة 27/5/2005

* في حوالي الساعة 12:00 منتصف الليل، أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي المتمركزون داخل إحدى الزوارق البحرية" طراد إسرائيلي" قبالة شواطئ مدينة دير البلح، وسط القطاع، النار باتجاه قاربي صيد فلسطينيين، كانا يمارسان الصيد على بعد نحو 1000متر من الشاطئ. أسفر ذلك عن إصابة القاربين بالعديد من الأعيرة النارية، وتلف أجزاء منهما. ويعود القاربان لكل من: عمر إبراهيم الهبيل، وعلي قباجة، وكلاهما من مدينة غزة. يشار إلى أنه وفقاً لاتفاقات أوسلو بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فإنه يحق للصيادين الإبحار بعمق 12 ميل بحري.

السبت 28/5/2005

* في حوالي الساعة 4:00 فجراً، أطلق جنود الاحتلال المتمركزون داخل زورق بحري" طراد إسرائيلي" قبالة شاطئ مدينة دير البلح، وسط القطاع، النار باتجاه مجموعة من الصيادين الفلسطينيين، كانوا يبحرون بهدف الصيد على بعد نحو 1000 متر من الشاطئ. وأثناء مطاردة الصيادين، أجبر جنود الاحتلال أربعة منهم على الوقوف داخل قاربهم، ورفع أيديهم، وإلقاء شبك الصيد في البحر. استمر إطلاق النار ومطاردة الصيادين نحو ساعة تقريباً، ومن ثم هرب الصيادون من البحر، دون أن يتمكنوا من الصيد، والذي يعتبر مصدر رزقهم الوحيد. يشار إلى أن هذه هي الحادثة الثانية في نفس المنطقة في أقل من 4 ساعات.

*وفي جريمة جديدة من الجرائم الناجمة عن الاستخدام المفرط للقوة المسلحة المميتة، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم مواطناً فلسطينياً، وأصابت اثنين آخرين بجراح واعتقلتهما، بعدما أطلقت عليهم النار، أثناء مرورهم بسيارة مدنية بالقرب من بلدة عرابة، جنوب مدينة جنين، شمال الضفة الغربية. ادعت قوات الاحتلال بعد اقترافها للجريمة، بأن الشبان الثلاثة كانوا مسلحين، وأنهم أطلقوا النار باتجاه إحدى معسكرات الجيش الإسرائيلي في المنطقة.

واستناداً لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 11:30 ليل اليوم المذكور أعلاه، فتح جنود الاحتلال الإسرائيلي المتمركزون في محيط المدخل الشمالي الشرقي لبلدة عرابة، جنوب مدينة جنين، النار تجاه سيارة مدنية من نوع " أوبل صالون "، بيضاء اللون وتحمل لوحة تسجيل فلسطينية، كان يستقلها ثلاثة مواطنين فلسطينيين، وكانت تمر عبر المدخل المذكور، والمحاذي لمعسكر الجيش " مافي دوتان " القريب من المدخل. أسفر ذلك عن إصابتهم بجراح بالغة. نقل جنود الاحتلال المصابين الثلاثة عبر سيارات إسعاف إسرائيلية إلى مستشفى " هليل يافي " في مدينة الخضيرة داخل إسرائيل. وفي حوالي الساعة 12:5 بعد منتصف الليل، أعلنت المصادر العسكرية الإسرائيلية، عن استشهاد أحدهم وهو المواطن أحمد مصطفى أمين الحاج أحمد، 22عاماً من بلدة عرابة، فيما لم تعرف طبيعة إصابة الاثنين الآخرين بسبب اعتقالهما، وهما: فؤاد رفيق شريدة،20عاماً، وحمدان رشدي رأفت حمدان،19عاماً، وكلاهما من بلدة عرابة أيضاً.

الأحد 29/5/2005

* في حوالي الساعة 12:00 منتصف الليل، وفي تصعيد لاستخدام القوة المفرطة، أطلقت طائرات الاحتلال ثلاثة صواريخ، تجاه منطقة تل الزعتر، شمال قطاع غزة. انفجرت الصواريخ بالقرب من مسجد البشير في المنطقة، التي تبعد نحو 3500 متر عن الشريط الحدودي مع إسرائيل، دون أن يبلغ عن وقوع أي إصابات، فيما لحقت أضرار جزئية بنوافذ وجدران المسجد. ادعت قوات الاحتلال أن الصواريخ كانت تستهدف مجموعة من المسلحين التابعين لحركة الجهاد الإسلامي، كانوا يحاولون إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية، غير أنهم تمكنوا من الإفلات دون أن يصاب أي منهم. وبالتزامن مع هذا الحادث أطلقت الطائرات الإسرائيلية، صاروخاً رابعاً تجاه مخيم جباليا. سقط الصاروخ في إحدى غرف منزل المواطن سمير إسماعيل حسن كلاب، وهو مكون من طابق أرضي مسقوف بالأسبستوس، تقطنه عائلة قوامها ثمانية أفراد. لم يصب أي من سكان المنزل بجروح، فيما أصيبت مواطنتان تقطنان في منزل مجاور جراء انهيار جزء من السقف الأسبستسي الناجم عن قوة الانفجار، وتناثر الشظايا. والمنزل المذكور مكون من طابق أرضي مسقوف بالأسبستوس، ويستأجره المواطن خالد الغندور، ويقطنه عائلة قوامها 6 أفراد. والمصابتان هما:

1- ابتسام زهير الغندور، 19 عاماً، وأصيبت بجروح سطحية في الجسم.

2- وفاء أحمد الغندور، 32 عاماً، وأصيبت بجروح سطحية في الجسم.

* وفي حوالي الساعة 1:00 فجراً، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين، داهمت تلك القوات العديد من المنازل السكنية في منطقة السويطات، وقام بتفتيشها والعبث بمحتوياتها. وقبل انسحابها من المنطقة، اعتقلت المواطن عبد الرزاق عادل تركمان، 24 عاماً، واقتادته إلى جهة مجهولة.

* وفي نفس التوقيت، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية بدرس، غرب رام الله، وسط إطلاق كثيف للنيران باتجاه الأحياء السكنية. داهمت تلك القوات عدداً كبيراً من منازل القرية، وشرعت بحملة تفتيش وتخريب واسعة فيها. ومن ثم قامت تلك القوات بتسليم أكثر من عشرة شبان من سكان القرية، بلاغات خطية تقضي بمراجعة سلطات الاحتلال في منطقة بيت إيل العسكرية. انسحبت تلك القوات في ساعات فجر اليوم التالي، دون أن يبلغ عن اعتقالات.

* وفي حوالي الساعة 1:30 فجراً، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ترافقها الآليات العسكرية الثقيلة داخل مدينة نابلس. سيرت تلك القوات دورياتها العسكرية في محيط متنزه جمال عبد الناصر في حي رفيديا، غرب المدينة. ومن ثم انسحبت تلك القوات في حوالي الساعة 3:00 فجراً، دون أن يبلغ عن أحداث.

* وفي جريمة جديدة من جرائم القتل العمد والقتل بدم بارد، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم مدنياً فلسطينياً من بلدة يطا في الخليل، بعدما أطلقت عليه النار بشكل متعمد، أثناء مروره بالقرب من مسجد الحرم الإبراهيمي في المدينة، حيث تركته ينزف حتى الموت. قوات الاحتلال بعد اقترافها للجريمة، ادعت أن المواطن المذكور وصل إلى نقطة عسكرية قرب المسجد، و لم ينصع لأمر الجنود بالتوقف وحاول طعن أحدهم. إلا أن تحقيقات المركز تدحض هذه الرواية.

واستناداً لتحقيقات المركز وإفادات شهود عيان، ففي حوالي الساعة 8:00 من صباح اليوم المذكور أعلاه، وبينما كان المواطن راضي محمود عقيلان حوشية، 28 عاماً من بلدة يطا، جنوب الخليل، ماراً بالقرب من مسجد الحرم الإبراهيمي جنوبي المدينة، متجهاً إلى السوق القديم شمالي المسجد، أطلق أحد جنود الوحدات العسكرية الإسرائيلية المتمركزة في محيط المسجد، النار مباشرة باتجاهه و من مسافة تقدر بنحو 50 متراً. أسفر ذلك عن إصابته بعدة أعيرة نارية في أنحاء مختلفة من الجسم. سقط المذكور على الأرض مضرجاً بدمائه، بينما منع جنود الاحتلال المواطنين من الاقتراب منه أو تقديم الإسعافات له، وتركوه ينزف في مكانه لمدة تزيد عن 30 دقيقة، دون تقديم إي إسعافات له، حيث فارق الحياة. ومن ثم نقل بواسطة إحدى سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني إلى مستشفى الخليل الحكومي. وأفادت المصادر الطبية هناك أن المذكور وصل المستشفى نحو الساعة التاسعة والنصف صباحاً، جثة هامدة، إثر إصابته بسبعة أعيرة نارية في أنحاء مختلفة من الجسم، ثلاثة منها في أعلى البطن وواحدة في الجهة اليمنى من الصدر. وأكد شهود عيان لباحث المركز، انهم لم يشاهدوا في يد المذكور أو في مكان الجريمة أية أداة حادة، بخلاف ما ادعته قوات الاحتلال. كما أكدت عائلة الشهيد أن ابنها يعاني من بعض المشاكل السمعية. و في غضون اقتراف جريمتها، فرضت قوات الاحتلال حظر التجوال المشدد على الأحياء المحيطة بمسجد الحرم الإبراهيمي، وشرعت بإغلاق الطرق المؤدية لها، فيما احتجزت عشرات المواطنين، وأخضعتهم للتفتيش والصلب على الجدران.

* وفي حوالي الساعة 10:00مساءً، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي معززة بعشرة آليات عسكرية في منطقة السدر، شمالي مدينة بيت جالا، ووسط بلدة الدوحة، جنوب غرب مدينة بيت لحم. شرعت تلك القوات بنصب حواجز عسكرية فجائية في المنطقتين، وأوقف الجنود المواطنين وسياراتهم، ودققوا في بطاقاتهم الشخصية لأكثر من ساعتين، ولم يبلغ عن اعتقالات.

الاثنين 30/5/2005

* في حوالي الساعة 1:00 فجراً، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي معززة بسبع آليات عسكرية في حي الكمب، جنوبي مدينة حلحول، شمال محافظة الخليل. حاصر أفراد القوة بعض منازل المواطنين، وأجروا أعمال تفتيش وعبث بمحتويات اثنين منها، واعتقلوا اثنين من سكانهما، واقتادوهما إلى جهة غير معلومة. والمعتقلان هما: - محمد عرابي الجنيدي، 42 عاماً، - ومحمد أحمد السعدة، 32عاماً.

* وفي حوالي الساعة 2:00 فجراً، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي يرافقها سبع جيبات عسكرية في قرية بديا، جنوب غرب مدينة نابلس. حاصرت تلك القوات منزل المواطن رمضان شتات، رئيس بلدية القرية، وبعد مداهمة المنزل وتفتيشه استخدمت المواطن المذكور كدرع بشري، في تفتيش منازل أشقائه. ومن ثم اعتقلت شقيقه زكريا، 30 عاماً، واقتادته إلى جهة مجهولة.

الثلاثاء 31/5/2005

في ساعة متأخرة من الليل، توغلت قوات الاحتلال ترافقها العديد من الآليات العسكرية الثقيلة في المنطقة الصناعية في بلدة بيتونيا، جنوب مدينة رام الله. داهمت تلك القوات مصنعاً للحجر" الشايش"، واعتقلت منه ثلاثة مواطنين فلسطينيين، من بينهم ابن صاحب المصنع وابن شقيقه. والمعتقلون هم: لبيب نجم البرغوثي، 23 عاماً، ربيع سمير البرغوثي، 22 عاماً، محمد رداد، 25 عاماً، واقتادتهم لجهة مجهولة.

الأربعاء 1/6/2005

* في ساعات فجر اليوم، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ترافقها الآليات العسكرية داخل بلدة دير الغصون، شمال مدينة طولكرم. داهمت تلك القوات عدة منازل سكنية، وأجرت فيها أعمال تفتيش دقيقة بعد احتجاز سكانها، وعبثت بمحتوياتها. وقبل انسحابها من البلدة، اعتقلت ثلاثة مواطنين فلسطينيين واقتادتهم لجهة مجهولة. والمعتقلون هم: الشقيقان شادي وفادي فواز بركات، 24، 26 عاماً على التوالي، والمواطن وائل ربايعة، 18 عاماً.

* وفي حوالي الساعة 2:30 فجراً، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي معززة بخمسة عشرة آلية عسكرية، مصطحبة معها كلاباً بوليسية في حي رفيديا، شمال غربي مدينة نابلس، ومخيم بلاطة للاجئين، شرقي المدينة. سيّرت تلك القوات دورياتها في شوارع وسط المدينة والحي والمخيم المذكوران. شرع أفراد القوة مستعينين بالكلاب باقتحام العديد من المنازل السكنية بحثاً عن مواطنين تدعي أنهم من المطلوبين لها. أسفر ذلك عن اعتقال مواطنين من حي رفيديا في نابلس، فيما جرى اعتقال ستة مواطنين آخرين من أفراد أسرة واحدة من مخيم بلاطة، وأفرج عنهم في وقت لاحق.

* وفي حوالي الساعة 9:00 صباحاً، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي معززة بخمس سيارات جيب في حي الصوانة، جنوبي مدينة طولكرم. اقتحم أفراد القوة " منتزه تل الربيع "، وأخضعوا من فيه للتفتيش والتحقيق الميداني، لأكثر من ساعة، ولم يبلغ عن إصابات أو اعتقالات في صفوف المواطنين.

ثانياًً: "جدار الضم " الجدار الفاصل داخل أراضي الضفة الغربية

في إطار أعمال تدمير وتجريف ممتلكات المدنيين الفلسطينيين، لصالح جدار الضم (الفاصل)، في عمق أراضي الضفة الغربية، دمرت قوات الاحتلال في ساعات فجر يوم الخميس الموافق26/5/2005، مزرعة حديثة للأبقار في بلدة إذنا، غربي مدينة الخليل، واستولت على بعض محتوياتها.

وأفاد صاحب المزرعة لباحث المركز، أن قوة عسكرية إسرائيلية، توغلت عند الساعة 4:00 فجر اليوم المذكور أعلاه في المناطق القريبة من جدار الضم (الفاصل)، شمال غربي بلدة إذنا. داهمت تلك القوات المزرعة الواقعة في منطقة "خلة حرب"، وشرع أفرادها بعمليات تفتيش دقيقة داخلها، بعد أن احتجزوا ثلاثة من الحراس العاملين فيها. ومن ثم قام الجنود ودون سابق إنذار أو سبب يذكر، بتخريب وتدمير محتويات المزرعة البالغ مساحتها 1500م2، واستولوا أيضا على بعض تلك المحتويات، ومنها محرك لضخ المياه وحلاّبات للأبقار، قاموا بتحميلها بمركباتهم. وطالت عملية التدمير، وحدات التبريد، خزانات المياه، معالف للأبقار ومخازن للتموين.

* وفي نفس اليوم، أنهت قوات الاحتلال إقامة مقطع الجدار الفاصل في حي " قبة راحيل "، شمالي مدينة بيت لحم. الأمر الذي عزل المدينة من الجهات الشمالية والشمالية الشرقية والغربية عن باقي ضواحيها.

واستناداً لتحقيقات المركز، أنهت قوات الاحتلال ظهر يوم الخميس الموافق 26/5/2005، كافة أعمال بناء مقطع للجدار الفاصل، كانت قد بدأت العمل في بنائه قبل نحو شهرين، وسط حي" قبة راحيل" السكني، بالقرب من المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، وبمحاذاة طريقها العام، الذي كان يربطها مع وسط وشمالي الضفة الغربية. ومع انتهاء أعمال البناء هذه، واستمرار إغلاق المدخل الشمالي للمدينة منذ ثلاث سنوات، تكون سلطات الاحتلال قد أطبقت سيطرتها بصورة كاملة على الحي، وعزلت العديد من المنشآت الصحية والتجارية عنه، وتنهي حالة التواصل الجغرافي للمحافظة مع مدينة القدس المحتلة.

هذا وقد تبين أن المقطع المذكور، والبالغ ارتفاعه عن سطح الأرض 9 أمتار بطول1100 متر، على شكل زاوية لم يكن وارداً في جميع خرائط مخططات الجدار، وهو مقطع أستحدث خصيصاً في تلك المنطقة، وجرى العمل فيه، واستكماله دون سابق إخطار لأي من المواطنين المالكين للأراضي أو السكان. المقطع المذكور وأبراج المراقبة العسكرية المنتشرة على طوله، وفي محيط المدخل الشمالي ومباني " قبر راحيل "، أدت جميعها إلى إلحاق مزيد من الأضرار الجسيمة والمباشرة للمدينة. ففضلاً عن تسببه في عزل سكان الحي المذكور، والبالغ تعدادهم نحو ألف نسمة، عزل مقطع الجدار أيضا أكثر من خمسة وعشرون منشأة ومؤسسة صحية وخدمية وتجارية، مقامة في المنطقة منذ سنوات. ومن أهم هذه المنشآت: مستشفى " كريتاس " وهو من أشهر وأهم مستشفيات الأطفال في فلسطين، حيث يقدم خدماته لعدد كبير من أهالي الأطفال المرضى، القادمين أو المحولين له من أغلب محافظات الضفة الغربية، بما فيها القدس والخليل وبيت لحم وأريحا. وأكدت المصادر الطبية في المستشفى، والذي يبعد عنه مقطع الجدار فقط 40 متراً، أن العديد من الأهالي أصبحوا لا يستطيعون الحضور للمستشفى، بسبب الإجراءات العسكرية في محيط الجدار، وما ترتب من آثار أخرى ناتجة عن إقامته. والحال نفسه بالنسبة لحركة الطواقم الطبية العاملة فيه. كما أغلقت العديد من المحال التجارية والمطاعم بسبب صعوبة وصول الزبائن لها، فيما أفاد مواطنون آخرون، إلى أن الجدار حجب حتى الهواء عن معظم سكان الحي من الجهات الثلاث المذكورة أعلاه.

*وفي ساعات صباح يوم الاثنين الموافق 30/5/2005، جرفت قوات الاحتلال الإسرائيلي حظيرتين لتربية المواشي والأغنام في قرية بتير، غربي محافظة بيت لحم.

وأفاد شهود عيان، أن قوة عسكرية إسرائيلية قوامها حوالي تسع مركبات، ترافقها جرافة كبيرة توغلت عند الساعة 11:00صباح اليوم المذكور أعلاه، في منطقة " الشرفا "، جنوبي بلدة بتير، المحاذية للشارع الالتفافي رقم (60). وبعد أن غلق أفراد القوة المنطقة المذكورة بشكل كامل، ومنعوا دخول المواطنين إليها أو الخروج منها، شرعوا بتجريف حظيرتي مواشي تعودان للمواطن جواد سالم القيسي. قوات الاحتلال ادعت أن هدم الحظيرتين البالغة مساحتيهما 190 م2، جاء بدواعي عدم الترخيص، إلا أن السياسة التي اتبعتها تلك القوات في المنطقة المذكورة، والمشمولة بالمخططات الإسرائيلية المعلنة لبناء الجدار الفاصل، ومنها الواقعة بالقرب من الشارع الالتفافي، تؤكد أن عملية الهدم تأتي لصالح أعمال بناء مقاطع جديدة من الجدار المذكور غربي المحافظة.

وفي إطار استخدام القوة بشكل منهجي ضد مسيرات الاحتجاج السلمية التي ينظمها المدنيون الفلسطينيون والمتضامنون الإسرائيليون والأجانب، ضد استمرار أعمال البناء في جدار الضم (الفاصل)، استخدمت قوات الاحتلال القوة في حالات عديدة لتفريق المتظاهرين. أسفرت هذه الأعمال عن إصابة العديد من المتظاهرين بجراح، واعتقال آخرين.

* ففي ساعات صباح يوم الثلاثاء الموافق 31/5/2005، اعتقل جنود الاحتلال الإسرائيلي، متضامنين أجنبيين ومواطنين من قرية بلعين، غرب مدينة رام الله، عندما حاولوا بأجسادهم منع جرافات الاحتلال من اقتلاع أشجار الزيتون المثمرة، تمهيداً لإقامة الجدار مكانها. وكان الجنود قد اعتدوا عليهم وعلى آخرين بالضرب المبرح، فيما أطلقوا العيارات المعدنية المغلفة بطبقة رقيقة من المطاط باتجاه المتظاهرين.

واستناداً لتحقيقات المركز، فإنه منذ ساعات الصباح الباكر، اعتصم أهالي القرية المذكورة في أراضيهم الزراعية، حيث أخبرتهم قوات الاحتلال أنها تنوي تدميرها، لإقامة مقطع من الجدار. وحاولوا منع الجرافات من اقتلاع أشجار الزيتون الضخمة، التي تشكل مصدر رزقهم الوحيد، ولكن دون جدوى. وأكد عبد الله أبو رحمة، منسق لجنة مقاومة الجدار في بلعين، أن عدداً من المواطنين والمتضامنين الأجانب ونشطاء السلام الإسرائيليين، قاموا بوضع أنفسهم في صناديق محكمة الإغلاق، وقاموا بوضع أسلاك شائكة حول هذه الصناديق في تعبير عن رفضهم للجدار. وفي هذه الأثناء، أقدم جنود الاحتلال على الاعتداء عليهم بالضرب المبرح، مما أدى إلى إصابتهم بجروح قبل أن يقوم باعتقالهم.

وأشار أبو رحمة، إلى أن المعتقلين هم: أحد نشطاء السلام الإسرائيليين ويدعى كوبي، ومتضامنة دولية من جنوب أفريقا تدعى آنا، والمواطنين أشرف أبو رحمة ونبيل أبو رحمة.

وأكد أن جنود الاحتلال قاموا في وقت لاحق بإطلاق سراح المواطنين الفلسطينيين، اللذين نقلا إلى مستشفى الشيخ زايد في رام الله لتلقي العلاج بعد إصابتهم برضوض. وجراء أعمال إطلاق النار، أصيب المواطن عمر هشام، 20 عاماً، بعيار معدني مغلف بالمطاط في ظهره، ونقل إلى المستشفى لتلقي العلاج. وأفاد شهود عيان، أن قوات الاحتلال في أعقاب تفريقها للمتظاهرين، قامت بتجريف العشرات من أشجار الزيتون المثمرة، التي تعود ملكيتها للمواطنين: جلال مصطفى الخطيب، وموسى أبو رحمة، ومحمد علي برناط، وصالح علي صالح.

* وفي ساعات ظهر يوم الأربعاء الموافق 1/6/2005، اعتدى جنود الاحتلال الإسرائيلي على مجموعة من المواطنين الفلسطينيين في بلدة بيت سوريك، شمال غرب مدينة القدس، أثناء تصديهم لجرافات الاحتلال الإسرائيلي، التي شرعت بتجريف أراضيهم الزراعية، لصالح بناء الجدار في المنطقة. أسفر ذلك عن إصابة أربعة منهم بجروح مختلفة وكدمات ونقلوا إلى مركز الكرمل الطبي في البلدة، حيث وصفتهم حالتهم بالمتوسطة.

واستناداً لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 8:00 صباح اليوم المذكور أعلاه، نظم العشرات من أهالي بلدة بيت سوريك، اعتصاماً في أراضيهم الزراعية، لمنع جرافات الاحتلال من تجريفها، حيث تشكل مصدر رزقهم الوحيد. وفي حوالي الساعة 12:30 ظهراً، وصلت للمنطقة أعداد كبيرة من جنود الاحتلال، وانهالوا عليهم بالضرب المبرح، وأجبروهم على ترك أراضيهم، التي تقع جنوب غرب البلدة والمسماة، "أنصاف". يشار إلى أن قوات الاحتلال شرعت في تدمير آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية التابعة للقرية قبل قرابة أربعة أشهر، ولكنها توقفت عن العمل في بناء الجدار بقرار من المحكمة العليا الإسرائيلية، إلا أنها عادت خلال هذا الأسبوع للعمل فيه.

ثالثاً: جرائم الاستيطان واعتداءات المستوطنين على المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم

واصل المستوطنون القاطنون في الأراضي المحتلة خلافاً للقانون الدولي الإنساني، سلسلة من الاعتداءات المنظمة ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم. وتتم تلك الاعتداءات في كثير من الأحيان بمشاركة قوات الاحتلال، أو على مرأى منهم.

** الاعتداءات على المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم

* في ساعات مساء يوم الخميس الموافق 26/5/2005، هاجم المستوطنون المقيمون في البؤر الاستيطانية، وسط وجنوبي مدينة الخليل، ومستوطنو "كريات أربع"، شرقي المدينة منازل المواطنين بالحجارة والزجاجات الفارغة، وذلك بالتزامن مع تنظيمهم احتفالاتهم بمناسبة ما يسمى "عيد الشعلة" اليهودي. واستنادا للتحقيقات الميدانية لباحث المركز، فقد طالت هجمات المستوطنين التي بدأت عند الساعة 9:00 مساءً عدة منازل وأراض زراعية في مناطق مختلفة من المدينة، منها: ممتلكات تعود لمواطنين من عائلتي " اسعيفان" و"دعنا" تقع في حي وادي النصارى، جنوب شرقي المدينة. وشملت تلك الهجمات، التي استخدم فيها المستوطنون رشق الحجارة تجاه المنازل، إضرام النار في حقول زيتون تابعة لمنزلي العائلتين المذكورتين، ما أدى إلى احتراق خمسة من الأشجار المثمرة.

وأفاد شهود عيان، أن مهاجمة المنازل بالحجارة والزجاجات الفارغة،" استمرت حتى الساعات الأولى من فجر اليوم التالي، دون تدخل من قبل قوات الاحتلال، المتمركز والمنتشرة في نفس المنطقة، مشيرين إلى أن الأخيرة، رفضت استدعاء سيارة الإطفاء لإخماد النيران، التي أضرمها المستوطنون في حقول الزيتون، مما اضطر أفراد العائلتين لبذل جهود مضنية لإخمادها بوسائل بدائية، قبل أن تُهلك بقية أشجار الزيتون.

وفي سياق متصل، أفادت عائلة المواطن جميل أبو هيكل، المقيمة بجوار البؤرة الاستيطانية المسماة "رمات يشاي" في حي تل الرميدة، وسط مدينة الخليل، أن احتفالات المستوطنين بـ "عيد الشعلة" تحولت إلى ما يشبه مهرجاناً لرشق الحجارة على منزل العائلة والمنازل لمجاوره ".

وأكدت المواطنة هناء جميل أبو هيكل، أنه وبنفس التوقيت، هاجم المستوطنون منزل عائلتها، وقاموا بتقطيع وتخريب كروم العنب المحيطة به.

* وفي الساعات الأولى من فجر يوم الجمعة الموافق 27/5/2005، أضرم مستوطنو البؤرة الاستيطانية، المسماة "ابراهام أفينو"، وسط مدينة الخليل، النار في " مخزن للبضائع وعربات الباعة المتجولين في شارع السهلة، جنوبي البلدة القديمة.

واستنادا لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 12:30فجراً، أقدمت مجموعة من المستوطنين المقيمين في البؤرة المذكورة، على إلقاء عدة زجاجات حارقة في داخل " حاكورة الكيال " المحاذية للبؤرة الاستيطانية، والتي يستعملها بعض مواطني المدينة من الباعة الصغار والمتجولين، كمخزن لبضاعتهم وموقفاً لعربات البيع الخاصة بهم. الاعتداء أسفر عن اشتعال النيران في إحدى العربات وجزء من عازل خشبي، وكادت النيران تمتد لولا استغاثة بعض المجاورين واستدعاء فرق الإطفاء الفلسطينية.

* وفي حوالي الساعة 11:00صباح نفس اليوم، أقدم مستوطنو مستوطنة " أتمار"، المقامة شرقي بلدة يانون، جنوب شرقي محافظة نابلس، على إحراق عشرات أشجار الزيتون واللوز المثمر في منطقة "خلة زيدان "، المحاذية للمستوطنة المذكورة. وتعود ملكيتها لورثة عادل عقل بني جابر.

* وفي حوالي الساعة 6:30مساءً، وصلت إلى أراضي " خلة جمال الدلة "، الواقعة شمال شرقي البلدة نفسها سيارة من نوع "سوزوكي تندر " بيضاء اللون، تحمل لوحة تسجيل إسرائيلية. ترجل منها اثنان من المستوطنين، وشرعوا بإشعال النار في الأراضي المذكورة، وهي مراعي تابعة للبلدة، حيث التهمت النيران حوالي عشرين دونماً منها.

* وفي ساعات بعد ظهر يوم السبت الموافق 28/5/2005، اعتدت مجموعة من المستوطنين القاطنين في مستوطنة "كريات أربع"، جنوب شرقي مدينة الخليل، بالضرب على الطفلة ختام حسين المحتسب،12عاماً، المقيمة في شارع السهلة قبالة مسجد الحرم الإبراهيمي، جنوبي البلدة القديمة.

واستناداً لتحقيقات المركز وشهود العيان، ففي حوالي الساعة3:30 مساء اليوم المذكور أعلاه، اعترضت مجموعة من المستوطنين، خرجت من مستوطنة كريات أربع، واعترضت الطفلة المحتسب، وهي في طريقها من منزلها إلى متجر مجاور في الحي نفسه، وقاموا بالاعتداء عليها بالضرب المبرح. أسفر ذلك عن إصابتها برضوض وكدمات حادة في أنحاء مختلفة من جسمها.

وأفاد عم الضحية لباحث المركز، أن المستوطنين قاموا بمهاجمة منزل العائلة بالحجارة، بعد أن قدمت العائلة شكوى للشرطة الإسرائيلية حول الاعتداء على الطفلة، وهددوهم بإضرام النار في المنزل، وطالبوا العائلة بالرحيل.

وكان سكان أحياء البلدة القديمة وبعض الأحياء الجنوبية الشرقية من مدينة الخليل، قد استيقظوا صباح اليوم المذكور أعلاه واليوم السابق له، على مجموعة كتابات وشعارات عنصرية، خطها المستوطنون على جدران عدد من المتاجر والمنازل، تهدد وتتوعد بـ"الانتقام من الفلسطينيين وترحيلهم"، وتنادي ب" الموت للعرب".

*وفي حوالي الساعة 4:10 مساءً، هاجم نحو 50 مستوطناً منزل عائلة المواطن حامد تيسير أبو عيشه، الواقع في حي تل الرميدة، بمحاذاة البؤرة الاستيطانية المسماة "رمات يشاي" بالحجارة والزجاجات الحارقة والقضبان الحديدية.

وأفاد المواطن أبو عيشة لباحث المركز، أن مهاجمة منزله ومحاولة اقتحامه، جرت على مرأى من جنود الاحتلال المتمركزين في المنطقة بصورة دائمة، وبالتزامن مع قدوم عدد من المتضامنين الأجانب لزيارة العائلة بغرض الإطلاع على أوضاعها.

* وفي حوالي الساعة 6:45 صباح يوم الثلاثاء الموافق 31/5/2005، اعتدى مجموعة من المستوطنين، انطلقوا من مستوطنة "الرافيد"، المحاذية لقرية الفرديس، جنوب شرق مدينة بيت لحم، بالضرب على ثلاثة مواطنين من خربة جب الذيب، القريبة من القرية.

وأفاد المواطن رياض الوحش، رئيس لجنة مشاريع الحزبة، أنه تعرض مع اثنين من أبناء عمومته للضرب المبرح من قبل أربعة مستوطنين مسلحين، أثناء تواجدهم في أراضيهم، لتفقد عداد الماء الذي يزود الخربة بمياه الشرب، حيث ألقوهم أرضاً بوحشية وانهالوا عليهم بالضرب بأعقاب البنادق والأرجل، مما أدى إلى إصابتهم بكدمات وجروح.

يشار إلى أن المستوطنين في تلك المنطقة يستولون على مساحات شاسعة من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون، ويمنعون أصحابها من الوصول إليها، وقطف ثمارها.

* وفي ساعات مساء يوم الثلاثاء الموافق31/5/2005، أطلق مستوطن إسرائيلي النار بشكل متعمد على مواطن مختل عقلياً من بلدة عقربا، جنوب شرقي محافظة نابلس، مما أدى إلى إصابته بعدة أعيرة نارية الساقين.

واستناداً لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 6:30مساء اليوم المذكور، كان المواطن جابر يوسف بني جابر، 36 عاماً، وهو مختل عقلياً، يسير في طريق ترابي بمحاذاة الطريق العام بمنطقة " الدوا " المجاورة لبلدته، عائداً على ما يبدو لمنزله. وفي هذه الأثناء تصادف مرور ثلاث مركبات من نوع " جيب "، تقل مستوطنين مسلحين، خرجوا من مستوطنة " أتمار" المجاورة. وعلى بعد مائة متر من المستوطنة المذكورة، توقفت مركبات المستوطنين، وترجل أحدهم وشرع بإطلاق النار باتجاه المواطن المذكور مباشرة. أسفر ذلك عن إصابته بعدة أعيرة نارية في أنحاء مختلفة من الجسم. وفي أعقاب الجريمة، حضرت للمكان قوة عسكرية إسرائيلية، ونقلت الضحية إلى إحدى المشافي داخل إسرائيل، حيث وصفت جراحه بالمتوسطة، ولا زال يخضع للعلاج هناك.

رابعاً: جرائم الحصار والقيود على حرية الحركة واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسبوع الحالي إجراءات حصارها الشامل على الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة، بما فيها مدينة القدس المحتلة.

ففي قطاع غزة، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض قيودها على حرية حركة وتنقل المدنيين الفلسطينيين، الداخلية منها والخارجية على حد سواء.

فعلى صعيد الحركة الداخلية، لم يطرأ أي تخفيف أو تحسن على معاناة المواطنين الفلسطينيين، الذين يتنقلون عبر الحواجز التي تفصل شمال القطاع عن جنوبه، أو التي تفصل المدن عن المناطق التابعة لها وخصوصاً المناطق المتاخمة للمستوطنات. 1- حاجزي المطاحن وأبو هولي على طريق صلاح الدين، شمال مدينة خان يونس، واللذان يفصلان جنوب القطاع عن وسطه وشماله. باستثناء فتح الحاجزين على مدار اليوم، بقيت إجراءات الإغلاق المتقطع والفجائي وأعمال الاحتجاز على حالها، مع ما يتخللها من امتهان لكرامة المدنيين الفلسطينيين، وتعطيل لسير حياتهم اليومية، وخصوصاً قطاعي الطلبة والموظفين. و تقوم قوات الاحتلال المتمركزة على الحاجزين المذكورين، بنظام المناوبة في فتح الحاجزين، حيث تفتح حاجز المطاحن وتغلق أبو هولي والعكس صحيح على مدار اليوم، وهذا يخلق ازدحامات شديدة وإعاقة لحركة المدنيين.

2- حاجزي التفاح والسلطان، جنوب القطاع. واصلت قوات الاحتلال حصارها حول منطقة مواصي خان يونس ورفح. ولا تزال تلك القوات تمارس عراقيل شديدة على حاجز التفاح، الواصل بين مدينة خان يونس والمواصي الواقعة على شاطئ البحر، ويتضمن ذلك أعمال تفتيش مهينة وتأخير متعمدة. ويتأخر يومياً فتح الحاجز عدة ساعات الأمر الذي يقلص عدد المواطنين المسموح بدخولهم لعدد محدود جداً. هذا ولا تزال قوات الاحتلال تمنع الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 16-30 من المرور. وتحدد قوات الاحتلال أيام محددة لإدخال الأغراض والمواد بعد إخضاعها لأعمال تفتيش دقيقة، فيومي السبت والأحد من كل أسبوع يسمح بدخول المواد الغذائية، ويومي الثلاثاء والأربعاء يسمح بدخول المواد المعدنية والخشبية، أما باقي أيام الأسبوع فيسمح فيها بخروج المنتوجات الزراعية من داخل المنطقة باتجاه خان يونس. وفي جميع الحالات لا يسمح للشاحنات بالتنقل عبر الحاجز، إنما يتم نقل البضائع من شاحنة لأخرى حيث تصل شاحنة من جهة خان يونس وأخرى من جهة المواصي ويتم التفريغ والنقل وإعادة الشحن، وهي عملية مرهقة تستغرق وقت طويل جداً ما يجعل كمية البضائع المنقولة محدود.

ولا تقتصر معاناة المواطنين على ما يواجهونه على حاجز التفاح، حيث يعيش السكان أوضاعاً معيشية قاسية، نتيجة ممارسات جنود الاحتلال واعتداءات المستوطنين. ويعتبر حاجز التفاح هو المنفذ الوحيد لدخول السكان لمنطقتي المواصي المذكورتين، حيث لا يزال حاجز تل السلطان، الذي يفصل مدينة رفح عن مواصيها، مغلق في وجه العائدين للمنطقة، ويسمح فقط للمغادرين بالعبور منه. ولمزيد من التفاصيل حول معاناة السكان المدنيين في تلك المنطقتين" أنظر التقرير الأسبوعي السابق الصادر عن المركز". 3- منطقة السيفا، المحاصرة بين مستوطنتي دوغيت وايلي سيناي، شمالي القطاع.

4- منطقة حي المعني، المتاخم لمستوطنة كفار داروم، وسط قطاع غزة.

تواصل قوات الاحتلال مضايقاتها لسكان المنطقتين. وتتحكم تلك القوات بالبوابتين المؤديتين لهما، ويواجه السكان صعوبات بالغة عند الدخول أو الخروج.

ففي منطقة السيفا، والبالغ عدد سكانها المحاصرين منذ بداية الانتفاضة حوالي 180 نسمة والعدد في تناقص مستمر بسبب الإجراءات الإسرائيلية، وعدد السكان خارج المنطقة المحاصرة حوالي 200 نسمة، معظمهم من البدو الذين يقيمون في مساكن متواضعة شرق مستوطنة دوغيت، ولا تقل معاناتهم عن معاناة المنطقة المحاصرة كثيراً. ولا يستطيع المزارعون الفلسطينيون حتى اللحظة من إعادة تأهيل أراضيهم أو زراعتها.

لمزيد من المعلومات حول المعاناة اليومية للسكان" انظر التقرير الأسبوعي السابق والصادر عن المركز".

وبالنسبة لسكان حي المعني، فلا يزال السكان البالغ عددهم 28 عائلة قوامها 138 فرداً، يواجهون صعوبات جمة في التنقل من وإلى المنطقة، فيما لا تزال المنطقة تفتقر لشبكتي هاتف ومياه، بعد تدميرهما منذ نحو ثلاث سنوات، حيث يحصل السكان على المياه من بئر داخل المنطقة أو يقومون بجلبها من مدينة دير البلح. وكثيراً ما يتعرض السكان لعمليات تفتيش مهينة أثناء الدخول أو الخروج.

وفي نفس السياق، تواصل قوات الاحتلال حتى لحظة صدور هذا التقرير إغلاق العديد من الطرق، التي كانت قد أغلقتها منذ بداية الانتفاضة بشكل كامل، مثل طريق خان يونس رفح الغربية، جنوب القطاع، طريق أبو العجين، الواصلة بين بلدتي القرارة ووادي السلقا، شمال خان يونس، وطريق صلاح الدين" مفترقي الشهداء وكفار داروم"، وسط القطاع. كما لا تزال قوات الاحتلال تحرم المواطنين الفلسطينيين من التحرك على طرق كيسوفيم، موراج والمنطار، جنوب ووسط القطاع، وهي طرق فرضت قوات الاحتلال سيطرتها الكاملة عليها وخصصتها لمرور المستوطنين منذ بدء الانتفاضة. فضلاً عن ذلك يتواصل إغلاق مطار غزة الدولي للعام الرابع على التوالي.

** الحركة الخارجية، وهي المعابر الحدودية والتجارية التي تربط القطاع بإسرائيل والخارج

1- معبر بيت حانون" إيرز"، شمال القطاع، يعتبر معبر بيت حانون هو المنفذ الوحيد للعمال الفلسطينيين والمرضى والمدنيين لدخول إسرائيل والضفة الغربية. فبتاريخ 29/5/2005، أغلقت قوات الاحتلال المعبر بشكل كامل وفجائي، ولم تسمح لأحد من العمال أو المرضى أو المدنيين الفلسطينيين بالدخول لإسرائيل. وأعادت فتحه بتاريخ 30/5/2005. وكانت قوات الاحتلال قد سمحت منذ نحو ثلاثة شهور بدخول نحو 5000 عامل فلسطيني إلى إسرائيل من أصل نحو 25000 كانوا يعملون داخل إسرائيل قبل الانتفاضة. وأفادت وزارة العمل الفلسطينية لباحث المركز، أن عدد العمال الحاصلين على تصاريح سارية المفعول خلال هذا الأسبوع بلغ حوالي 5907 عامل، إلا أنه نظراً لإجراءات التفتيش المعقدة، لا يتمكن يومياً من الدخول سوى من 3500-4000عامل. يشار إلى أن المعبر تم إغلاقه خلال الشهر الجاري عدة مرات، الأمر الذي حرم العمال من مصدر رزقهم الأساسي، وزاد من معدلات الفقر والبطالة في القطاع، فيما حرم عشرات المرضي من تلقي الخدمات الطبية، وزاد من تدهور وضعهم الصحي.

ومن أهم الانتهاكات والمضايقات التي يتعرض لها العمال على الحاجز:

1. تعمد قوات الاحتلال التباطؤ الشديد في إجراءات التفتيش والفحص.

2. إخضاع العمال لعمليات تفتيش مهينة وإجبارهم علي رفع ملابسهم، والكشف عن بطونهم وسيقانهم، وخلع معاطفهم.

3. ممارسة المخابرات الإسرائيلية على المعبر شتي أنواع الابتزاز، ومساومتهم على التعامل معها.

4. منع عدد كبير من العمال أمنياً من دخول إسرائيل ولأسباب غير محددة، من ضمنها أقارب الشهداء والمطلوبين لقوات الاحتلال.

5. وقف تصريح أي عامل يتغيب عن العمل داخل إسرائيل أكثر من أسبوع.

وتتمثل أهم أشكال المعاناة التي يمر بها المرضى على الحاجز على النحو التالي:

- يسمح فقط يومياً بمرور عشر حالات كحد أقصى من حوالي 40 حالة يتم تقديم طلبات لهم للعلاج داخل إسرائيل.

- يمنع دخول المواطنين الفلسطينيين سواءً مرضى أو مرافقين لهم، بما فيهم النساء من فئة 25 عاماً- 45 عاماً من الحصول على تصاريح للعلاج، حيث منعت 46 امرأة من الدخول لإسرائيل خلال الشهر الحالي.

- يضطر المرضى للسير على الأقدام مسافات طويلة حتى الوصول لممرات التفتيش، الأمر الذي يزيد وضعهم الصحي سوءاً.

- في معظم الأحيان يتم نقل المرضى إلى إسرائيل بواسطة سيارات خاصة على حسابهم الخاص، بدلاً من توفير سيارات إسعاف لهم، حيث تمنع غالياً سيارات الإسعاف الفلسطينية من الدخول لإسرائيل.

- هناك العديد من الحالات الخطرة والتي بحاجة ماسة للعلاج في إسرائيل أو القدس المحتلة، من بينهم طفلة في السادسة من عمرها، وحتى اللحظة لم تعط لهم تصاريح للدخول إسرائيل، والحجة أمنية.

2- معبر كارني التجاري، شرق مدينة غزة، وهو المعبر الوحيد الذي يربط القطاع بإسرائيل والضفة الغربية، فلا تزال قوات الاحتلال تضع المزيد من العراقيل في وجه الحركة التجارية والتجار، الأمر الذي أدى إلى تدهور حاد في حال السوق الفلسطينية. ورغم الإعلانات المتكررة من قبل قوات الاحتلال عن إجراء تسهيلات على المعبر، إلا أن التحقيقات الميدانية للمركز تؤكد وبشكل قاطع أن الإجراءات المعقدة لا تزال على حالها حتى لحظة صدور هذا التقرير. فقوات الاحتلال لا تسمح إلا بدخول من 30- 35 شاحنة فقط من البضائع من قطاع غزة لإسرائيل، فيما تسمح بدخول نحو 270 شاحنة من إسرائيل إلى قطاع غزة. ولا يزال المعبر يعمل بطاقة محدودة جداً وضمت إجراءات تعقيدية، وكثيراً ما تترك الشاحنات الفلسطينية في الشمس أو تحت المطر لساعات طويلة الأمر الذي يؤدي إلى تلف العديد من البضائع، ويكبد التجار خسائر إضافية. ولمزيد من التفاصيل حول حالة المعبر" أنظر التقارير الأسبوعية السابقة الصادرة عن المركز".

3- معبر صوفا، شرق مدينة رفح، ويدخل منه بعض العمال الفلسطينيين العاملين في قطاع الزراعة داخل إسرائيل. لا يزال المعبر مغلق منذ عام تقريباً في وجه العمال الفلسطينيين، فيما يعمل بطاقة محدودة جداً لإدخال مادة الحصمة فقط و الخاصة بأعمال البناء.

4- معبر رفح الحدودي مع مصر، جنوب القطاع، وهو المنفذ الوحيد منذ بدء الانتفاضة لسكان القطاع للسفر للخارج. لا تزال قوات الاحتلال حتى اللحظة، تتعمد في عرقلة حركة المسافرين عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، فهي تعمل بطاقة محدودة جداً، بحيث لا يفتح المعبر إلا في حوالي الساعة 9:00 صباحاً كما في السابق، ويغلق في حوالي الساعة 5:00 مساءً، وضمن إجراءات معقدة وتعمد في تأخير المواطنين الفلسطينيين، وكثيراً ما يتم عرض المسافرين على المخابرات الإسرائيلية، حيث تجري أعمال تحقيق وتفتيش وابتزاز، وخصوصاً للفئة العمرية من 16- 35 عاماً. وعلى صعيد إجراءات تحويل المرضى لجمهورية مصر العربية للعلاج، فتتعمد قوات الاحتلال تأخير التنسيق لهم لعدة أيام، فيما تعيد عدداً منهم عن المعبر بعد حصوله على جميع التصاريح اللازمة، بحجج أمنية. ولا تزال قوات الاحتلال لا تسمح للمرضى الذين يوجد في أجسادهم أجسام معدنية مثل البلاتين، وخصوصاً في حالات الكسر، من الدخول عبر المعبر.

وفي الضفة الغربية، تواصلت أيضاً القيود على حركة المدنيين سواءً عبر الحواجز الثابتة أو الفجائية التي تفصل المدن والبلدات عن بعضها البعض، أو من خلال فرض حظر التجوال على العديد من التجمعات السكنية. وكانت القيود خلال هذا الأسبوع على المحافظات على النحو التالي:

* محافظة الخليل، واصلت قوات الاحتلال اتخاذ كافة التدابير المشددة لتقييد حركة المواطنين والتنكيل بهم داخل المدينة وخارجها.

فخلال ساعات نهار يوم الجمعة الموافق 27/5/2005، حالت إجراءات الحصار والإغلاق التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وسط وجنوبي المدينة، دون وصول المئات من المصلين إلى المسجد الإبراهيمي والأحياء المحيطة به في البلدة القديمة. وأفاد مصلون تمكنوا بمشقة بالغة، من الوصول إلى مسجد الحرم وتأدية الصلاة فيه، أن حواجز التفتيش العسكرية الدائمة، وتلك التي تقام وتنتشر أيام الجمعة والسبت على مختلف الطرق والمنافذ المؤدية إلى أحياء البلدة القديمة ومحيط الحرم، شهدت عمليات احتجاز واسعة للمدنيين، فيما تعمد جنود الاحتلال عرقلة خروجهم من المسجد وتنقلهم عبر الحواجز العسكرية والبوابات الحديدية، بعد الصلاة مباشرة، بحجة"إغلاق المنطقة للتأكد من وجود جسم مشبوه".

وشملت إجراءات التقييد، منع المواطنين من استخدام عربات مجرورة (مدفوعة باليد)، لنقل المواد التموينية وحاجياتهم الإنسانية، فضلاً عن احتجاز وصلب أعداد من المواطنين الشبان في زوايا شوارع السهلة والشهداء والشلالة، قبل أن يتم نقل العديد منهم إلى موقع عسكري إسرائيلي قرب البؤرة الاستيطانية المسماة " بيت هداسا".

كما أن قوات الاحتلال تواصل منذ أُسبوع فرض إجراءات عسكرية مشددة على بلدة بني نعيم، شرق محافظة الخليل، حيث تقوم بعمليات احتجاز للمواطنين وتوقيف سياراتهم, وتدهم بعض المنازل بحجة التفتيش والبحث عن مطلوبين.

وفي بلدة يطا، جنوب الخليل، نفّذت قوات الاحتلال تدابير وإجراءات عسكرية مماثلة, حيث أغلقت الطرق المؤدية إلى البلدة. وأفاد شهود عيان في البلدة, أن جنود الاحتلال المتمركزين على الحواجز العسكرية المقامة على الطريق الواصلة بين يطا ومخيم الفوار, وفي مثلث "المطينة", وعلى مفترق طريق"زيف"، احتجزوا عدداً كبيراً من المواطنين معظمهم من طلبة الجامعات والموظفين, ودققوا في بطاقاتهم الشخصية وقارنوها بلوائح اسمية لديهم, زعموا أنهم مطلوبون لديهم، كما شوهدت طوابير من السيارات تخضع لعمليات تفتيش دقيقة.

* محافظة رام الله، في صباح يوم الاثنين الموافق30/5/2005، أقامت قوات الاحتلال العديد من الحواجز العسكرية الفجائية، جنوب شرقي محافظة رام الله على طول الطريق الواصل بين المدينة ومفترق الخان الأحمر، المؤدي لمدينتي القدس وأريحا وجنوب الضفة الغربية. وأفاد شهود عيان، أن جنود الاحتلال على تلك الحواجز، تعمدوا إجبار أفراد المركبات الفلسطينية على التوقف، واحتجزوا ركابها لساعات طويلة، وأخضعوهم لأعمال التفتيش والتحقيق الميداني، قبل أن يطلقوا سراحهم.

* محافظة بيت لحم، أنهت قوات الاحتلال الإسرائيلي في يوم الثلاثاء الموافق31/5/2005، إقامة بوابة حديدية على المدخل الجنوبي لبلدة الخضر، جنوب محافظة بيت لحم. وأفاد شهود عيان، أن تلك القوات أقامت البوابة، التي بدأت العمل فيها في ساعة مبكرة من صباح اليوم نفسه مباشرة، خلف السواتر الترابية، التي تغلق المدخل المذكور منذ أربعة أعوام. وذلك من خلال وضع مكعبات أسمنتية، على جانبيه، وتثبيت البوابة التي ترتفع مترين وبعرض عشرون متراً على تلك المكعبات. يذكر، أن قوات الاحتلال أغلقت جميع مداخل بلدة الخضر الرئيسة والفرعية والزراعية، وهي نفسها التي تربط المدينة مع الريف الغربي والجنوبي الغربي.

* محافظة طوباس، في ساعة مبكرة من صباح يوم الثلاثاء الموافق31/5/2005، احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي مئات المواطنين الفلسطينيين على طريق محافظات أريحا – طوباس – نابلس، بالقرب من منطقة "عين الحمراء " في الأغوار الشمالية، وسط أجواء شديدة الحرارة. وأفاد شهود عيان، أن تلك القوات أقامت حاجزين عسكريين إضافيين غير الدائم منها، واحتجزت السيارات المدنية الفلسطينية وركابها، بما في ذلك القادمة من المعابر الحدودية مع الأردن لساعات طويلة، أخضعت خلالها السيارات والركاب لأعمال التفتيش والتحقيق الميداني.

* محافظة طولكرم، خلال هذا الأسبوع نصبت قوات الاحتلال العديد من الحواجز العسكرية المتنقلة في محافظتي قلقيليه وطولكرم، واعتقلت خلالها عدداً من المواطنين لعدة ساعات، قبل أن يتم الإفراج عنهم لاحقاً.

ففي ساعات صباح يوم الأحد الموافق 29/5/2005، أقامت تلك القوات حاجزاً عسكرياً على مفترق عزبة شوفه، جنوبي مدينة طولكرم، واحتجزوا خلالها عشرات المواطنين ومركباتهم لعدة ساعات.

وفي حوالي الساعة5:00 صباح يوم الاثنين الموافق 30/5/2005، نصبت قوات الاحتلال حاجزا عسكرياً على مفترق ضاحية ارتاح، المؤدي إلى حاجز الطيبة، غربي مدينة طولكرم. جنود الاحتلال احتجزوا عشرات العمال المتجهين للعمل داخل إسرائيل، وأجبروهم على العودة لأماكن سكناهم، علماً أنهم يحملون تصاريح عمل سارية المفعول.

وفي حوالي الساعة 6:00صباح يوم الأربعاء الموافق 1/6/ 2005، قام جنود الاحتلال المتمركزين على الحاجز العسكري الدائم على طريق الكفريات، بإغلاق الحاجز المذكور في وجه المواطنين المتجهين من والى قرى الكفريات ومدينة طولكرم، مما حرم العشرات منهم من التوجه إلى أماكن عملهم أو جامعاتهم.

انتهاكات أخرى على الحواجز الداخلية والخارجية

1- وفيات على الحواجز العسكرية

* في ساعات صباح يوم الجمعة الموافق27/5/2005، قضى المواطن عزام عطية أسعد صوان، 50 عاماً من بلدة أماتين، شمال شرقي محافظة قلقيلية، نحبه، عندما أعاق جنود الاحتلال المتمركزون على أحد الحواجز العسكرية، و بصورة متعمدة وصوله للمستشفى، رغم سوء حالته الصحية.

واستناداً لتحقيقات المركز وافادت شهود العيان، ففي حوالي الساعة 4:40 من فجر اليوم المذكور أعلاه، أصيب المواطن صوان، بضيق شديد في التنفس، مما استدعى نقله من قبل ذويه في إحدى السيارات المدنية باتجاه مدينة نابلس، لعلاجه في المستشفى. وفي حوالي الساعة 5:30 صباحاً، وصلت المركبة التي أقلت المواطن صوان وبرفقته زوجته سهام فوزي حسي، وبعض أقاربه إلى حاجز " بيت إيبا " العسكري، غربي مدينة نابلس، إلا أن الحاجز كان مغلقاً كالعادة بأسلاك شائكة. اقترب السائق أشرف ميتاني من الحاجز، بعدما ترجل من مركبته، ليخبر الجنود المتمركزون عليه عن الحالة التي برفقته، والحاجة الماسة للوصول بها إلى المستشفى، ولكن جنود الاحتلال اشهروا السلاح في وجه، وشرعوا بدفعه للخلف. واعتدى أحدهم عليه بكعب البندقية، غير مكترثين باستغاثته هو ومن معه في المركبة. وأفاد أحد الركاب لباحث المركز، بأنهم ابلغوا جنود الاحتلال بخطورة المواطن المذكور وأن الموت يتهدده، إذا لم يتلق الإسعافات اللازمة، فأجابه أحد الجنود " خليه يموت بعيد عنا"، وحينها ندخلكم إلى نابلس. وفي هذه الأثناء، وصلت من الطرف الثاني للحاجز سيارة إسعاف فلسطينية من مدينة نابلس، كان قد جرى الاتصال بها مسبقاً، إلا أن الجنود منعوا طاقمها الطبي من الاقتراب. وبعد انتظار وجدل طويل معهم، سمح الجنود فقط عند الساعة 6:50 صباحاً لطاقم الإسعاف بنقل المريض بواسطة حمالة عبر طريق ترابي بجانب الحاجز، إلا أن المواطن صوان فارق الحياة، قبل وصوله للمستشفى، حيث وصلها جثة هامدة.

2- الاعتقالات على الحواجز العسكرية والمعابر الحدودية

* في حوالي الساعة 7:30 من صباح يوم الخميس الموافق 26/5/2005، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي أقامت مجدداً حاجزاً عسكرياً لها على مفترق حي الجلدة – شارع السلام، غربي مدينة الخليل المواطن لؤي عزات رشاد الشويكي، 25 عاماً، وهو أحد أفراد جهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطيني. وأفاد شهود عيان، إن تلك القوات اعتقلت المواطن المذكور أثناء توجهه إلى مكان عمله، واقتادته إلى جهة غير معلومة.

* وفي الساعات الأولى من صباح يوم الأحد الموافق 29/5/2005، اعتقل جنود الاحتلال المتمركزون على أحد الحواجز العسكرية، التي أقاموها بصورة فجائية، جنوب غربي محافظة الخليل، اثنين من المدنيين الفلسطينيين، هما: أحمد يوسف عامر الهريني، 20عاماً، ومحمد منير الهريني، 17عاماً، وكلاهما من بلدة يطا. وتم نقلهما إلى جهة مجهولة.

* وفي ساعات الصباح، اعتقلت قوات الاحتلال المتمركزة على الحاجز المقام على طريق عتيل-دير الغصون، شمال مدينة طولكرم, المواطن بكر إبراهيم رشيد عتيلي "21عاماً" وهو طالب في جامعة النجاح الوطنية، أثناء توجهه للجامعة. وأفاد شهود عيان، ان تلك القوات أوقفت السيارات المارة ودققت في هويات المواطنين, قبل أن تعتقل المواطن المذكور وتقتاده لجهة مجهولة.

*وفي الصباح أيضاً، اعتقل جنود الاحتلال المتمركزون على حاجز حوارة، غرب مدينة نابلس, المواطن هيثم أحمد حمد شولي، 18 عاماً من سكان مخيم طولكرم، واقتادته إلى جهة مجهولة.

* وفي حوالي الساعة3:00 من بعد الظهر، اعتقل جنود الاحتلال المتمركزون على المدخل الشمالي لمخيم الفوار، والمؤدي لبلدتي السموع ويطا، جنوب محافظة الخليل، المواطنة ناريمان محمد أحمد السلامين، 28عاماً، من سكان بلدة السموع، واقتادوها لجهة مجهولة. المذكورة هي إحدى طالبات جامعة القدس المفتوحة، وكانت عائدة من الجامعة إلى منزلها.

* وفي ساعات المساء، اعتقلت قوات الاحتلال المتمركزة على مدخل قرية خرسا، المجاورة لبلدة دورا، جنوب غرب الخليل، المواطن أيمن يونس خليل أبو هاشم، 23 عاماً من بلدة دورا، واقتادته إلى جهة مجهولة. المواطن المذكور طالب في جامعة القدس المفتوحة في دورا، واعتقل أثناء عودته من الجامعة لمنزله.

** مطالب وتوصيات للمجتمع الدولي

1. يتوجب على الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة، منفردة أو مجتمعة، تحمل مسئولياتها القانونية والأخلاقية والوفاء بالتزاماتها، والعمل على ضمان احترام إسرائيل للاتفاقية وتطبيقها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بموجب المادة الأولى من الاتفاقية. ويرى المركز أن مؤامرة الصمت التي يمارسها المجتمع الدولي تشجع إسرائيل على التصرف كدولة فوق القانون وعلى ارتكاب المزيد من الانتهاكات للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.

2. وعلى هذا، يدعو المركز إلى عقد مؤتمر جديد للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وقت الحرب، لبلورة خطوات عملية لضمان احترام إسرائيل للاتفاقية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتوفير الحماية الفورية للمدنيين الفلسطينيين.

3. يدعو المركز الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها القانونية الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المسؤولين عن اقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، أي جرائم حرب الإسرائيليين.

4. ويوصي المركز منظمات المجتمع المدني الدولية بما فيها منظمات حقوق الإنسان، نقابات المحامين، ولجان التضامن الدولية بالانخراط أكثر في ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين وحث حكوماتهم على تقديمهم للمحاكمة.

5. يدعو المركز الاتحاد الأوروبي و/أو الدول الأعضاء في الاتحاد إلى العمل على تفعيل المادة الثانية من اتفاقية الشراكة الإسرائيلية – الأوروبية التي تشترط استمرار التعاون الاقتصادي بين الطرفين وضمان احترام إسرائيل لحقوق الإنسان. ويناشد المركز دول الاتحاد الأوروبي بوقف كل أشكال التعامل مع السلع والبضائع الإسرائيلية، خاصة تلك التي تنتجها المستوطنات الإسرائيلية المقامة فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة.

6. يناشد المركز الحكومات الأوروبية إلى تغيير مواقفها الخاصة بالقضية الفلسطينية في أجسام الأمم المتحدة، خصوصاً في الجمعية العامة ومجلس الأمن ومفوضية حقوق الإنسان.

7. يطالب المركز المجتمع الدولي بالتنفيذ الفوري للرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية، فيما يتعلق بعدم شرعية بناء جدار الضم الفاصل في عمق أراضي الضفة الغربية المحتلة.

8. يدعو المركز المجتمع الدولي إلى وضع الخطة المقترحة للانفصال عن غزة في مكانها الصحيح، وهي أنها ليست إنهاء للاحتلال، بل إنها عامل تعزيز له، وتؤدي إلى تفاقم الأزمة الانسانية في قطاع غزة.

9. يدعو المركز اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى زيادة عدد عامليها وتكثيف نشاطاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك، العمل على تسهيل زيارة الأهالي لأبنائهم المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

10. يقدر المركز الجهود التي يبذلها المجتمع المدني الدولي بما في ذلك منظمات حقوق الإنسان ونقابات المحامين والاتحادات والمنظمات الغير حكومية، ويحثها على مواصلة دورها في الضغط على حكوماتها من أجل احترام إسرائيل لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، ووضع حد للاعتداءات على المدنيين الفلسطينيين.

11. أمام القيود المشددة التي تفرضها حكومة إسرائيل وقوات احتلالها على وصول المنظمات الدولية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، يدعو المركز البلدان الأوروبية على نحو خاص إلى اتباع سياسة التعامل بالمثل مع المواطنين الإسرائيليين.

12. أخيراً، يؤكد المركز مرة أخرى، بأنه لا يمكن التضحية بحقوق الإنسان بذريعة التوصل إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. كما يؤكد أن أية تسوية سياسية مستقبلية لا تأخذ بعين الاعتبار معايير القانون الدولي الإنساني ومبادئ حقوق الإنسان، لن يكتب لها النجاح، ولن تؤدي إلى تحقيق حل عادل للقضية الفلسطينية، بل إنها ستؤدي إلى مزيد من المعاناة وعدم الاستقرار. وبناءً عليه يجب أن تقوم أية اتفاقية سلام على احترام القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.

http://www.miftah.org