يأتي اغتيال العقيد راجح أبو لحية قائد قوات حفظ النظام في قطاع غزة أمس بأياد فلسطينية ليؤكد أن المستفيد الوحيد من الاقتتال الداخلي الفلسطيني هو شارون والاحتلال الاسرائيلي الذي يصعد من هجمته الشرسة على الشعب الفلسطيني الذي سقط منه فجر اليوم 14 شهيداً ً وأكثر من 70 جريحاً خلال اقتحام قوات الاحتلال الاسرائيلي لخانيونس.

إن خطورة هذا الحادث تكمن في تكريس نهج التخويف والترهيب وعدم الإستقرار الداخلي الذي يريده شارون ويعمل من أجل تحقيقه على تأجيج الأمور داخلياً في محاولة لإشاعة الفوضى والفلتان السياسي والوصول إلى مرحلة الإنفلاش وعدم القدرة على ضبط الأمور على الصعيد الفلسطيني الداخلي.

إن الاقتتال الفلسطيني الفئوي هو الحل الذي يبحث عنه شارون للقضاء على الحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على الأرض الفلسطينية إضافة لما يعكسه هذا الاقتتال من عجز عن الحوار الحضاري لحل الإختلاف الداخلي الذي يجب أن لا يصل إلى حد الخلاف، والذي يؤدي بدوره إلى المس بسيادة القانون والعودة إلى جاهلية الآخذ بالثأر التي لا تجلب إلا مزيداً من المعاناة والمصائب للشعب الذي لا زال صامداً ومصمماً على تحقيق أهدافه الوطنية المشروعة للوصول إلى الحرية والإستقلال.

إن المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" تدين كل محاولات الزج بالشعب الفلسطيني في غياهب الثأر والفئوية والتهديد والترهيب ، وتطالب بضرورة التزام الجميع بضرورة احترام القانون والاحتكام إليه لفض النزاعات والاختلافات وعدم أخد القانون باليد وعدم الدخول في دوامة تصفية الحسابات على طريقة الفئوية والشللية والقبلية.

كما وتدعو "مفتاح" إلى ضرورة رص الصفوف وتمتين الجبهة الداخلية لموجهة العدوان الاسرائيلي المتواصل والمتصاعد وعدم تمكين الفتن ومحاولات شق الصف من النيل من الوحدة الوطنية الضرورية جداً للصمود والمواجهة. ..