توقع العجائب في الخليل
بقلم: مفتاح
2004/2/20

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=482


تنتشر المستوطنات الاسرائيلية في أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة. وبصورة عامة، تقع قرب التجمعات الفلسطينية، او حتى في مركزها كما هو حال مدينة الخليل. وعلى وجه التحديد، هناك مستوطنة كريات اربع، سيئة الصيت، التي تأوي اكثر العناصر تطرفا في المستوطنات الاسرائيلية، ممن لا يخجلون من الاعراب عن احتقارهم للفلسطينين او العمل وفق ذلك، كما هو حال باروخ غولدشتاين، الذي ارتكب مجزرة الخليل في الحرم الابراهيمي الشريف عندما اقدم على قتل 29 مصليا فلسطينيا.

ظاهريا، هدفت المجزرة لمنع اعادة الخليل للحكم الفلسطيني آنذاك. والى حد ما، أدت لاقامة مؤسسة دولية، "التواجد الدولي في الخليل،" التي عهد لها، "منح الشعور بالأمن لفلسطينيي الخليل،" و"المساعدة في تعزيز الاستقرار والبيئة الملائمة لتعزيز سلامة الفلسطينيين في الخليل وتساهم في تنميتهم الاقتصادية."

من الصعب وصف تأثير "التواجد الدولي في الخليل،" الذي تواجد فعلا منذ بداية عام 1997، غير ان حضوره ادى الى التقليل من خطورة الوضع الى حد ما. وأثبتت تقاريرهم المتواصلة انها مهمة عندما تعرض للعامة. وليس بنية زعزة الثقة في غرض "التواجد الدولي في الخليل" او جهودها، فمن الواضح ان تواجدا دوليا بدون صلاحية يمكن له فقط توفير الشعور المزيف بالتدخل الدولي.

الرئيس السابق لـ"التواجد الدولي" جان كريستيسن، وفي مقابله له اجراها مؤخرا مع الصحافة الاسرائيلية وصف تجربته في الخليل، وحذر من التطهير العرقي المكثف الذي يقوم به المستوطنون الاسرائيليون بالتعاون مع القوات الاسرائيلية: "أعمال المستوطنين والجيش في منطقة H2 من الخليل تخلق وضعا لا يمكن التراجع عنه. والى حد ما، فما يجري هو عملية تطهير عرقي. وبعبارات اخرى، اذا ما استمر هذا الوضع لعدة سنوات قادمة، فستكون النتيجة عدم بقاء أي فلسطيني هناك. انها لمعجزة بأن تمكنوا من البقاء هناك لغاية الآن."

اضافة الى ذلك، ذكرت "التواجد الدولي" في الخليل ان السياسات الاسرائيلية والظروف الصعبة في المنطقة لمدينة خاضعة للسيطرة الاسرائيلية قد اخرج فعلا الااف الفلسطينيين من اجزاء من الخليل.

هذا الكلام، مع انه بالكاد مجاهرة جديدة وعادة ما يكون دون مستوى التقرير، الا انه يقتضي باسرائيل ان تعيره اهتمامها ويتعين تدخل المجتمع الدولي في هذا الوضع الأكثر دمارا وفسادا من الناحية الاخلاقية. وفي ضوء تجارب الماضي، فان مواصلة الاتحاد الاوروبي لتردده في العمل، والدعم الأمريكي القياسي لجميع القضايا المتعلقة باسرائيل خلال فترة الانتخابات الاسرائيلية، فيتعين على سكان الخليل ان لا يعتمدوا الا على معجزة حتى يتم انقاذهم من هذا الاجتثاث الخطير.

http://www.miftah.org