الدعوة لمسيرات حاشدة ضد الجدار وإحياءا ليوم الأرض
بقلم: مفتاح
2004/3/19

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=647


رام الله - أصدرت القوة الوطنية والاسلامية بيانا دعت فيه قادة القوى والأحزاب والمنظمات الشعبية العربية الى تنظيم مسيرات حاشدة ضد جدار الضم والعنصرية ولمطالبة القمة العربية بتوفير الدعم السياسي والمادي للنضال الفلسطيني، وذلك يوم 28 آذار القادم. كما دعا البيان الى التظاهر احياءا لمناسبة يوم الارض في الثلاين من الشهر الحالي.

وفيما يلي نص البيان: - بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوة الأعزاء قادة القوى والأحزاب والمنظمات الشعبية العربية المحترمون

تحية العروبة وفلسطين الانتفاضة

تتوجه إليكم اليوم القوى الوطنية والإسلامية في فلسطين ونحن نجتاز منعطفاً حرجاً في مسيرة نضال شعبنا من أجل حقه في الحرية والاستقلال والعودة. فالعدوان الوحشي الذي تشنه إسرائيل ضد شعبنا، والذي تصاعد إلى أبشع ذرواته منذ ثلاث سنوات ونيف، لم يؤد فقط إلى تشديد المعاناة القاسية التي يكابدها شعبنا الفلسطيني بصمود أسطوري واستعداد للتضحية لا نظير له، بل قاد أيضاً إلى تعميق مأزق العدو الإسرائيلي وتفاقم الأزمة التي يعانيها مجتمعه على مختلف الصعد الأمنية والاقتصادية والمعنوية والأخلاقية. وفي محاولة لإيجاد مخرج من هذا المأزق، الذي هو نتيجة عجزه عن إخماد جذوة الانتفاضة أو كسر شوكة المقاومة بالقوة العسكرية الغاشمة، يطرح شارون اليوم مشروعه لفك الارتباط من جانب واحد محاولاً تسليط الأضواء على ما يتضمنه بشأن إخلاء بعض مستوطنات غزة، بينما جوهر المشروع هو كسب الوقت لاستكمال بناء جدار الضم والفصل العنصري في الضفة الغربية والذي يريد فرضه بالأمر الواقع حدوداً تسمى مؤقتة لدويلة المعازل الهزيلة المطلوب تكريسها حلاً للصراع لعقود قادمة تحت ستار ما يسمى بالتسويات الانتقالية طويلة الأمد.

ان جدار الضم والفصل العنصري، حجر الأساس لهذا المشروع التصفوي، يهدد بنهب أكثر من نصف مساحة الضفة، وعزل القدس واستكمال تهويدها، ويلحق الضرر والدمار المباشر بمئات الألوف من أبناء شعبنا ليسلبهم أراضيهم ويفصلهم عن مرافق الرزق والعلاج والتعليم ويحول حياتهم إلى جحيم لا يطاق بهدف إجبارهم على الرحيل تنفيذاً لمخططات الترانسفير.

لكل هذه الأسباب رأت القوى الوطنية والإسلامية في معركة التصدي لهذا الجدار، ومقاومته حتى ينهار، محوراً رئيسياً من محاور الانتفاضة يحتل الأولوية القصوى في أجندتها في المرحلة الراهنة. وفي كل يوم تقدم جماهير شعبنا شهداء و جرحى في معارك التصدي بالصدور العارية لجرافات الاحتلال والدبابات التي تحرسها في مواقع بناء الجدار.

وفي خضم هذه المعركة الباسلة من حق شعبنا أن يتطلع نحو أخوته في سائر البلدان العربية لاستنهاض دعمهم لنضاله سياسياً ومادياً. ونحن نرنو، بثقة وأمل، إلى الدور الذي يمكنكم النهوض به لتجديد اطلاق الحركة الشعبية المناصرة لانتفاضة شعبنا الفلسطيني، وبخاصة لمعركته ضد جدار الضم والفصل العنصري، والضغط على الحكومات العربية من أجل الالتزام بما أقرته القمم العربية السابقة من مستلزمات الدعم والمساندة سواء على الصعيد السياسي أو المادي والاقتصادي.

ونحن نأمل أن يكون جهدكم في هذا المجال متناغماً مع وتيرة حملة مقاومة الجدار الجارية على أرض فلسطين وفقاً لخطة مبرمجة أجمعت عليها القوى الوطنية والإسلامية. ووفقاً لهذه الخطة سوف يشهد يوم الأحد الموافق 28 آذار/مارس 2004 سلسلة من المسيرات والمهرجانات الجماهيرية التي سوف تتبنى مذكرة موحدة من جماهير شعبنا الفلسطيني موجهة إلى القمة العربية المنعقدة في تونس تطالبها بالدعم السياسي والمادي للنضال الفلسطيني ضد الجدار وضد الاستيطان والاحتلال. كما ستبلغ هذه الحملة احدى أبرز محطاتها في يوم الأرض الخالد، في الثلاثين من آذار/مارس، حيث ستنطلق الجماهير الفلسطينية في كل مكان إلى الشوارع، وإلى مواقع بناء الجدار، لتطلق صرختها بصوت موحد: مقاومة الجدار حتى ينهار دفاع عن الأرض وانتصار للكرامة.

إننا، أيها الأخوة الأفاضل، نتوجه إليكم من قلب هذه المعركة المصيرية لنعبر لكم عن أملنا بأن يشهد هذا اليومان، بمبادرة من أحزابكم ومؤسساتكم الموقرة، أوسع فعاليات شعبية ممكنة في مختلف العواصم العربية لدعم النضال الفلسطيني ضد الجدار، وضد الاحتلال والاستيطان، ومطالبة الحكومات العربية المجتمعة في قمة تونس بالاستجابة لنداء العروبة والجماهير وبالمساندة الملموسة لشعب فلسطين وانتفاضته.

حياكم الله وبارك في جهودكم ووفق خطاكم لما فيه الخير لأمتنا العربية.

ولكـم الشـكر والتقـدير 18/3/2004 القوى الوطنية والإسلامية في فلسطين

http://www.miftah.org