الحكومة الفلسطينية تنعى الشيخ أحمد ياسين
بقلم: مفتاح
2004/3/22

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=658


رام الله – اصدرت الحكومة الفلسطينية بيانا نعت فيه استشهاد الشيخ احمد ياسين جاء فيه ما يلي:

تنعى الحكومة الفلسطينية إلى شعبنا الفلسطيني الأبي، وأمتنا العربية والإسلامية الشهيد الشيخ أحمد ياسين، القائد السياسي البارز والزعيم الروحي ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وعددا من مساعديه والمواطنين الذين اغتالتهم يد الإرهاب الإسرائيلي بعد تأديتهم صلاة الفجر اليوم في مدينة غزة.

تنظر الحكومة الفلسطينية ببالغ الخطورة إلى هذا الانعطاف الخطير في مسلسل العدوان الإسرائيلي على أبناء شعبنا وقياداته السياسية، والذي يتجاوز كافة الخطوط الحمراء ويفتح الباب على مصراعيه لتصاعد دوامة العنف والعنف المضاد بين الشعبين. وتعكس هذه الجريمة النكراء بحق قائد فلسطيني سياسي بارز ورمز ديني له مكانته في المجتمع الفلسطيني، والتي أشرفت الحكومة الإسرائيلية على تنفيذها، توجها مباشرا من حكومة اليمين في إسرائيل لوأد كل أمل بالسلام، وتوريط المنطقة بأسرها في دوامة العنف والكراهية واستباحة الدم البريء.

تعتبر الحكومة الفلسطينية هذه الهجمة الإسرائيلية الغاشمة دليلا إضافيا على قرار الحكومة الإسرائيلية المبيت بالتصعيد واعتماد منطق القتل والقمع والتدمير. وفي الوقت الذي قامت فيه مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، والحكومة الفلسطينية والمجلس التشريعي الفلسطيني والمجلس الثوري لحركة فتح بالمطالبة بوقف متبادل لإطلاق النار والعودة إلى تطبيق خريطة الطريق، تقوم قوات الاحتلال بتنفيذ مسلسل الاغتيالات اليومي في كافة المناطق، وانتهاك المقدسات والاحتلال المستمر لمناطق السلطة الوطنية الفلسطينية، وتتخذ المرجعيات الدولية وعلى رأسها اللجنة الرباعية والولايات المتحدة الأمريكية، موقفا سلبيا تجاه استمرار هذا المسلسل الدامي، وتجاهل النداءات المتكررة التي أطلقتها الحكومة الفلسطينية لتوفير الحماية المطلوبة لأبناء شعبنا.

وفي الوقت الذي تستعد فيه القيادات العربية للنظر في سبل دفع عملية السلام خلال المؤتمر العتيد، تأتي جريمة الجرائم الإسرائيلية بتوقيتها وخطورتها وانعكاساتها المحتملة كرسالة واضحة لمؤتمر القمة العربية القادم في تونس بشأن موقف الحكومة الإسرائيلية السلبي من السلام، ونواياها الخطيرة تجاه شعبنا وقياداته. وترى الحكومة الفلسطينية في انعقاد القمة العربية مناسبة هامة للعمل على إيجاد الآليات المناسبة لاستنهاض القرار العربي والدولي المنصف بحق قضيتنا، وتوفير الحماية والدعم والمساندة لأبناء شعبنا وقياداته، بما في ذلك رفع الحصار الغاشم عن السيد الرئيس ياسر عرفات.

تطلب الحكومة الفلسطينية من الإدارة الأمريكية، راعية عملية السلام، التدخل الفوري للحد من اندفاع الحكومة الإسرائيلية باتجاه التصفية الجماعية للشعب الفلسطيني وقياداته السياسية، والنظر إيجابا في توفير الحماية الدولية العاجلة لأبناء شعبنا وقياداته الشرعية. وتناشد الحكومة الفلسطينية الأمم المتحدة وأعضاء اللجنة الرباعية والدول المؤثرة من أجل التدخل الفوري لوقف مسلسل التصفيات الدامي ضد شعبنا، والعمل على توفير الحماية الدولية الكاملة. وتتوقع الحكومة اجتماع مجلس الأمن الدولي لاتخاذ القرارات المناسبة بحق إسرائيل وغطرستها.

وبهذه المناسبة الأليمة، تتوجه الحكومة الفلسطينية إلى أبناء شعبنا الفلسطيني الصامد بالعزاء، سائلين الله عز وجل أن يحتسب الشيخ الجليل أحمد ياسين والشهداء مع الصديقين والشهداء ويلهم شعبنا الصبر وحسن العزاء. وانسجاما مع قرار القيادة الفلسطينية تعلن الحكومة الحداد لثلاثة أيام اعتبارا من صباح اليوم، وتعليق العمل والمدارس لهذا اليوم الاثنين 22/3/2004. ومع التعبير عن غضبها وإدانتها للجريمة النكراء، تتوجه الحكومة إلى أبناء شعبنا وقواه الوطنية والإسلامية وفعالياته المختلفة لرص الصفوف والالتفاف حول مبادئ الوحدة الوطنية المقدسة، والعمل معا من أجل صيانة حقوقنا الوطنية، وحماية مكاسبنا الوطنية والذود عن مشروعنا الوطني، الذي ضحى شعبنا من أجله أيما تضحية.

http://www.miftah.org