باراك تسبب بكارثة في العلاقات الفلسطينية - الاسرائيلية واضاع فرصة تحقيق السلام مع سوريا
بقلم: عكيفا الدار
2007/1/23

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=6589


حظي ايهود باراك بشرف أن يُعين في الصف الاول من الخبراء الذين طُلب اليهم أن يوصوا رئيس الحكومة، ايهود اولمرت، بالمرشح الملائم لمنصب رئيس الاركان. يجب أن يكون مرشح باراك الفريق دان حلوتس. واذا لم يكن الآن فبعد سبع سنين. بعد أن ينهي المضي الى بيته ويُملّ التنزه في الهند. بعد كل شيء، لا يوجد رجل أكثر خبرة بنقاط ضعف الجيش الاسرائيلي وبخطط اعادة البناء بعد صدمة حرب لبنان، من حلوتس. والأهم من كل شيء - على رغم أن حلوتس لا يوافق على أنه فشل في عمله، يضمن رئيس الاركان المستقيل أنه لم يستخلص العِبر. هذا هو الخط الموجه، كلمة كلمة تقريبا، لحملة رجوع باراك ووصفة النجاح في السياسة الاسرائيلية. في الدول السوّية فشل الزعيم ضمان للفشل. أما عندنا فالفشل ضمان للنجاح.

الموازنة تظلم حلوتس. إن صندوق اخفاقات باراك في رئاسة الحكومة مليء وأشد بأضعاف من فشل رئيس الاركان الخارج في الحرب الأخيرة. فتحت اسم باراك تم تضييع أكبر فرصة للتوصل الى اتفاق سلام مع سوريا بقيادة حافظ الأسد. إن القدمين الباردتين اللتين تلقاهما في اللحظة الأخيرة مع انتهاء المحادثات التي عُقدت في شبردزتاون في 1999، أفضت به الى انسحاب أحادي من لبنان. وكانت النتيجة تأييدا سوريا - ايرانيا لحزب الله، وتقوّي مكانة المنظمة المتشددة على حساب الجهات المعتدلة في لبنان. دفع حلوتس، واولمرت وعمير بيرتس ايضا، وسكان الشمال قبل الجميع، الثمن.

تتقزم اخفاقات حلوتس في المناطق المحتلة قياسا الى الكارثة التي جاء بها باراك على العلاقات بين اسرائيل والفلسطينيين. فبعد أن أغلق القناة الفلسطينية لمصلحة دفع التفاوض مع سوريا، جرّ ياسر عرفات الى فشل معروف سلفا في محادثات كامب ديفيد. بعد ذلك عندما كانت المحادثات مع الوفد الفلسطيني في واشنطن في ذروتها، أجاز براك لاريئيل شارون أن يخرج في نزهة استفزازية الى الحرم القدسي. بعد اندلاع الانتفاضة، رفض التقاء عرفات، الذي أراد إخماد اللهب.

أجاز باراك لرئيس الاركان، شاؤول موفاز بدء مواجهة مباشرة مع اجهزة الأمن الفلسطينية برئاسة جبريل الرجوب، التي وقفت حاجزا بين جنود الجيش الاسرائيلي وبين التنظيم. وبعد كل ذلك، وقبل أن يستقيل لينشغل بأعماله، أعطى باراك اليمين مع السلطة الهدية الكبيرة: فلكي يغطي على اخفاقه في احراز اتفاق مع الجانب الفلسطيني، سجل في سجله نجاحه في إثبات أنه »لا يوجد طرف فلسطيني«. اليوم ايضا، بعد ما يقرب من سبع سنين سيئة، يصعب على الجمهور الاسرائيلي أن ينظر من ملجأ »انعدام الشريك« الذي أورثه براك لشارون. ولم نقل شيئا عن نماء المستوطنات والمستوطنات الطارئة في فترة سلطة باراك وفي ايام ولايته رئاسة الاركان. إن معارضته الشديدة ردعت رابين عن اخلاء الربع اليهودي في الخليل، في أعقاب المجزرة في الحرم الابراهيمي في عيد المساخر في 1994، وهو الشيء الذي مكّن السيدة التي تفوهت بعبارة بذيئة وجيرانها من الاستمرار بالتشويش على حياة الفلسطينيين.

من اجل محو ماضيه وفتح صفحة جديدة، جند براك لحملة عودته الموازنة بين الولاية الاولى الفاشلة لاسحق رابين، وبين فترة ولايته الثانية، التي تُعد قصة نجاح. ليس ذلك سوى خليط من الوقاحة والاستهانة بالذكاء. يعلم باراك أن الظروف التي مضى فيها رابين الى عالمه تمنحه درجة أعلى من تلك التي توصل اليها في الولاية الثانية ايضا. إن الولاية الاولى (1984 - 1986) لشمعون بيرس رئيسا للحكومة، التي قضى في خلالها على التضخم وابتدأ المسيرة السلمية، كانت أنجح بما لا يُقاس من الولاية الثانية لرابين.

تحمل رابين المسؤولية عن حساب دولارات زوجته وقضى سنين كثيرة في الصحراء السياسية التي تُسمى معارضة. ووجد عمرام متسناع ايضا طريقة مناسبة للتكفير عن فشله ومضى الى صحراء يروحام. ومضى براك لجمع الدولارات وبقي صندوقا أسود. من ذا سيقول لنا الآن إن باراك تغير - هل هو شمعون شيبس؟ من سيشهد بأن باراك تعلم درسا - هل هو مدربه على اليوغا؟.

جريدة الأيام (01/23/2007).

http://www.miftah.org