الذكرى 31 ليوم الأرض الخالد
بقلم: مفتاح
2007/3/29

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=6861


تصادف هذه الأيام الذكرى 31 ليوم الأرض الخالد.. الذكرى التي يعيد فيها المواطن الفلسطيني التأكيد على طبيعة علاقته المتميزة مع أرضه.. ذكرى تلك الملحمة البطولية التي تجسد عمق ارتباط الفلسطيني بالأرض.. تلك العلاقة التي تعمدت بالدم الزكي القاني الذي تخضبت به الأرض الفلسطينية العطشى لدماء أبنائها الأبرار.

ففي الثلاثين من آذار 1976، قامت السلطات الإسرائيلية بمصادرة ما يقارب من 21 ألف دونم من قرى الأراضي العربية في عرابة وسخنين ودير حنا لغرض تنفيذ مخطط تهويد الجليل. وخلال تصدي المواطنين العرب لهذا المخطط والدفاع عن أراضيهم التي ورثوها عن أجدادهم، سقط ستة مواطنين برصاص الجيش والشرطة الاسرائيليين، ليحلقوا شهداء في السماء الفلسطينية الطاهرة.

ويشكل يوم الأرض المناسبة التي يجدد فيها الفلسطيني في كافة أماكن تواجده وأي كان انتماؤه على تمسكه وتشبثه بأرضه التي سلب معظمها لصالح إقامة دولة الاحتلال الاستيطاني الكولونيالي. وهي المناسبة التي يؤكد فيها اللاجئون الفلسطينيون العزم والقسم على العودة إلى أراضيهم وقراهم التي هجروا منها طال الزمن أو قصر كون فلسطين لا تمحى بجرة قلم وستبقى خالدة في الأذهان طالما أن هناك قلب فلسطيني ينبض على وجه المعمورة. وتتزامن هذه المناسبة مع تكالب المؤامرات الدولية على الشعب الفلسطيني لشطب حقه في العودة الى موطنه بذريعة الحفاظ على الطابع اليهودي لدولة الاحتلال وللخشية من أن يصبح اليهود أقلية في فلسطين التاريخية. فلا يمكن إيجاد حل للقضية الفلسطينية بدون إيجاد تسوية عادلة لقضية اللاجئين الذين يشكلون ثلثي الشعب الفلسطيني.

فرغم كل محاولات الأسرلة والتهويد التي دأبت دولة الاحتلال على انتهاجها منذ قيامها عام 1948 ولغاية الآن، إلا أن الشعب الفلسطيني يجدد كل عام في هذه المناسبة تمسكه وتشبثه بأرضه.. وتهل المناسبة وسياسات النهب والاستيلاء الإسرائيلي الإحتلالي لا تتوقف بل تتواصل وبشراسة ووصلت إلى الحد الذي بات يهدد حل الدولتين الذي يحظي بالدعم والإسناد الدوليين على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 بعاصمتها القدس الشريف.

تهل الذكرى ومازال الدم الفلسطيني الدافق يروي ظمأ الأم الأرض.. فمعركة الأرض لم تنته وهي متواصلة مع تواصل انتهاكات وممارسات الاحتلال وستتوقف هذه المعركة بانتهاء الاحتلال. فالسنوات الطويلة من عمر الاحتلال لم تفلح في فصل الفلسطيني عن أرضه، وإنما زادته إيمانا وتشبثا بها وتعلقا بها.

http://www.miftah.org