بوش سيتبنى لاءات شارون: لا لحق العودة، لا لحدود 67
بقلم: مفتاح
2004/4/14

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=782


نقل (عرب48) عن معلومات سربتها مصادر اسرائيلية حول رسالة الضمانات التي سيسلمها الرئيس الاميركي جورج بوش لرئيس الوزراء الاسرائيلي، اريئيل شارون، خلال لقاء القمة الذي سيعقدانه، مساء اليوم (الاربعاء) في البيت الأبيض، ان الطاقم الاسرائيلي المفاوض، الذي سبق شارون الى واشنطن، حقق لرئيس الوزراء الاسرائيلي ما توخاه من انجاز، وصف بالتاريخي، خلال هذه الزيارة، حيث ينتظر ان يتبنى بوش في رسالته وبشكل علني، اللاءات الاسرائيلية، خاصة فيما يتعلق برفض الانسحاب الى حدود الرابع من حزيران 1967، ورفض السماح بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى داخل الخط الأخضر.

ورغم الحديث عن وجود بعض الفجوات والغموض في المواقف بين الجانبين الاميركي والاسرائيلي، الا ان مصادر مطلعة اكدت انه تم التوصل الى صيغة متفق عليها لرسالتي شارون وبوش. وقالت مصادر في واشنطن، ان الادارة الاميركية واسرائيل اتفقتا على الامتناع عن نشر فحوى الرسالتين، لكن واشنطن لن تنفي او تؤكد اية تفاصيل قد تنشرها اسرائيل حول الضمانات التي حصلت عليها.

وأفاد مسؤول كبير يرافق شارون على متن طائرته بان الرسائل التي سيتم تبادلها في البيت الابيض، اليوم، "ستحدد الملامح العامة لاي اتفاق نهائي للسلام وتنص على حق اسرائيل في العيش داخل حدود يمكن الدفاع عنها مع اخذ الحقائق السكانية على الارض في الاعتبار."

ويقول مسؤولون اسرائيليون ان هذه العبارة تعني 120 مستوطنة زرعتها اسرائيل في الضفة الغربية منذ احتلالها هي وقطاع غزة عام 1967

وحسب المصدر ستتضمن رسالة بوش التركيز على اربع قضايا أساسية، هي:

1- تأكيد التمسك بخارطة الطريق، والتزام واشنطن بالامتناع عن دعم اي مبادرة سياسية اخرى. 2- حق اللاجئين بالعودة الى الدولة الفلسطينية. وبكلمات اخرى: رفض السماح بعودتهم الى داخل الخط الأخضر. 3- يقدر الرئيس الأميركي أن اتفاق الحل الدائم سيأخذ في الاعتبار المتغيرات الديموغرافية التي طرأت على الأرض. ما يعني، بكلمات اخرى، مساندة الادارة الاميركية لرفض الانسحاب الى حدود الرابع من حزيران 1967، وبالتالي الاعتراف بضم الكتل الاستيطانية الكبرى التي تريد اسرائيل الاحتفاظ بالسيطرة عليها. 4- اضافة الى ذلك، تتعهد الادارة الاميركية بمساندة اي عدوان اسرائيلي مستقبلي ضد الفلسطينيين تحت ستار "المطاردة الساخنة". ما يعني تمكين اسرائيل من القيام بعمليات عسكرية ضد الفلسطينيين، حتى بعد الانسحاب، بادعاء "الدفاع عن النفس". وكان شارون قد وصل الى واشنطن، امس الثلاثاء، واجتمع الى مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الأمن القومي، كوندوليسا رايس، التي اعلنت في ختام اللقاء دعمها لخطة "فك الارتباط" التي يحملها شارون الى الرئيس بوش.

وتتوقع مصادر اسرائيلية ان يعلن بوش، ايضا، عن دعمه لخطة شارون واعتبارها "ذات اهمية تاريخية" (!). ويحتاج شارون الى تصريح كهذا بشدة، لمساندته في الاستفتاء الذي سيجريه حزبه، في الثاني من أيار المقبل، حول خطة فك الارتباط، حيث سيعرض شارون مثل هذا التصريح على انه "انجاز تاريخي يؤكد موافقة واشنطن على احتفاظ اسرائيل بالاراضي الفلسطينية التي اقيمت عليها التكتلات الاستيطانية الكبرى" والتي تحدث عنها شارون عشية سفره الى واشنطن، امس الاول، عندما اعلن في مستوطنة "معاليه ادوميم" ان اسرائيل ستواصل الاحتفاظ الى الابد بمعاليه ادوميم واريئيل وجيفعات زئيف اضافة الى مستوطنات الخليل. يشار الى ان الناطق بلسان الخارجية الاميركية، ريتشارد باوتشر، رفض، امس، شجب تصريح شارون هذا، واكتفى بالقول ردا على سؤال صحفي بهذا الشأن "ان تصريحات شارون بشأن المستوطنات تأتي في مواجهة رؤية امريكية قديمة ترى ان مثل هذه الامور يجب ان تتقرر بين الاطراف نفسها".

وأضاف باوتشر "ان خطة الانسحاب من غزة يجب ان ينظر اليها على انها "فرصة للتحرك الى الامام" وان بعض عناصر ترتيبات السلام في الشرق الاوسط في نهاية الامر يتعين التفاوض عليها بين الاسرائيليين والفلسطينيين."

وقال مسؤول اميركي، رفض كشف اسمه، في رده على سؤال حول توقعاته من لقاء القمة : "ان (ما سيحدث اليوم) سيتم اعداده بحيث يتمكن كل طرف من ان يعلن انه انتصر ويعود الى بلاده. (سنقول) ان كل طرف مازال ملتزما بخارطة الطريق ورؤية (الدولتين) ... ما يريده شارون هو ان يتمكن من قول ان الامريكيين أقروا خطتي لكنني لا أعتقد اننا سنقر كل شيء (و) الاجزاء التي لا نقرها ستترك غامضة".

وترجح مصادر في الإدارة الأمريكية أن انسحاب إسرائيل من قطاع غزة قد يؤدي إلى استئناف العملية السياسية، غير أنه ما زال هناك من يشكك بنوايا اسرائيل.

وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الرئيس بوش يدفع خطة الانسحاب من غزة قدمًا دون أن يعلن عن دعمه لها علنيًا". كذلك، قال مصدر في الإدارة الأمريكية للصحيفة ذاتها إن صفقة حول مكانة المستوطنات كادت تتبلور، لكن الإدارة تراجعت عن موافقتها خشية أن يؤدي اتفاق كهذا إلى عدم التزام إسرائيل بتنفيذ خطوات أخرى لإحياء خطة "خارطة الطريق" والمفاوضات حول الحل الدائم.

يشار الى ان شارون سيلتقي، غدا، وقبل عودته الى البلاد، وزير الخارجية الاميركي، كولين باول، الذي اجرى، امس، سلسلة من المشاورات الهاتفية مع الامين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان، ومع وزراء خارجية المانيا وروسيا والاردن، بهدف بلورة موقف موحد من خطة "فك الارتباط".

وكان الامين العام للامم المتحدة، عنان، قد حذر اسرائيل، امس، من استغلال خطة "فك الارتباط" لتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية.

وتأتي زيارة شارون الى واشنطن في اطار سلسلة من لقاءات القمة التي يعقدها الرئيس الاميركي، تباعا، لمناقشة تطورات الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني. وقد سبق له الاجتماع بالرئيس المصري، حسني مبارك، يوم الاثنين الماضي، فيما سيجتمع في وقت لاحق، هذا الشهر، بالملك الاردني، عبد الله، المنتظر وصوله الى واشنطن اليوم. كما سيجتمع بوش لاحقا برئيس الوزراء البريطاني، توني بلير، فيما سيجتمع باول بوزير الخارجية الفلسطيني، نبيل شعث، وبوزير المالية، سلام فياض.

http://www.miftah.org