ياسر عرفات نقابي من الطراز الأول
بقلم: محمود البر"أبو القسام"*
2007/11/10

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=8169


في اليوم الحادي عشر من شهر تشرين الثاني نوفمبر من عام 2004 م، فقد الشعب العربي الفلسطيني، وفقدت الأمتين العربية والإسلامية، وفقد أحرار العالم، رجلا من أغلى الرجال، رجلا أمضى حياته فارسا مغوارا، ومناضلا بطلا، سياسيا محنكا، ومع ذلك رفع غصن الزيتون مرتين، مرة عام 1974م عندما ألقى كلمة فلسطين في الأمم المتحدة، والأخرى عام 1993 عندما نادى للعمل من اجل سلام الشجعان عند توقيع اتفاقية إعلان المبادئ في واشنطن، داعيا العمل من اجل إحلال السلام القائم على العدل، لا السلام القائم على الظلم والاضطهاد.

في الذكرى ألثالثه لاستشهاد القائد الوطني والعربي الكبير الأب الشهيد الرمز ياسر عرفات ... ستكثر الكتابات والمقالات حول تاريخه ونضالا ته ... ونحن نقول هنا انه من باب الإنصاف لهذا القائد : من يؤخذ القدس يؤخذ التاريخ .. وياسر عرفات قدم روحه شهيدا من اجل القدس فهو اخذ التاريخ واستشهد وهو يدافع عن القدس أرضا وشعبا وثورة فشكلت القدس في حياة الرئيس ياسر عرفات الاهتمام الأول في حياته فشكلت القدس منذ طفولته ذكرياته التي حلم بها وتشكل منها , فكرس حياته للدفاع عن القدس واستشهد من اجلها ..

إن الشهيد ياسر عرفات كان نقابيا بمعنى الكلمة ... وقد يستغرب البعض من عنوان هذا المقال ... لكن نحن أبناء الطبقة العاملة نتذكر وقوف الشهيد إلى جانب الحركة النقابية والاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين وإصراره على أن يكون دائما إلى جانبنا في مؤتمراتنا وأنشطتنا ... ومن ينسى مكرمات الرئيس المتوالية التي كان يقدمها للطبقة العاملة ... لم يبخل يوما على الطبقة العاملة وقيادتها بأي شيء... بل قدم لهم كل ما يلزم من اجل النهوض بواقع الطبقة العاملة ..

ياسر عرفات صاحب العبارة الشهيرة التي رددها في العالم اجمع بالأمم المتحدة " لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي" حيث كان الأخ أبو عمار الداعي الأول للسلام في المنطقة وكان دوماً يحث كل الدول على التقدم الجاد في عملية السلام، لكنه لم يقابل بذات النوايا الصادقة، وحوصر واستشهد لأنه تمسك بالسلام وحقوق شعبنا مدافعا عن كرامة الأمة وعزتها

ويأتي إحياء شعبنا لذكرى رحيل عرفات في ظل أزمة داخلية خانقة نتجت عن الحصار الدولي الذي فرض على السلطة الوطنية الفلسطينية على خلفية نتائج الانتخابات التشريعية الثانية، والانقلاب الدموي الذي حدث في قطاع غزة، والأزمة الاقتصادية التي تعصف بالمجتمع الفلسطيني في حين واجه الشهيد عرفات الكثير من الأزمات الداخلية، والتي كان آخرها الحصار العسكري الصارم عليه في مكتبه، لم تنقطع رواتب الموظفين الحكوميين منذ انتخابه رئيساً لشعبنا في العام 1996، كما يحدث اليوم .

إننا باسم عمال فلسطين وقادتها النقابيين نقول ومعنا كل أحرار العالم بالروح بالدم نفديك يا أبا عمار ونجدد البيعة للقائد ولمسيرته المظفرة مؤكدين إن مكانته كاب لنا وكزعيم وقائد تاريخي ستبقى كما هي ... وليعلم مغتالوك- بسبب رفضك لإسقاط حق العودة وتقرير المصير- إنهم اغتالوا جسدك لكن روحك باقية فينا بقاء الحياة ونهجك هو دليلنا وموجهنا. * أمين سر الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين - مفتاح 10/11/2007 -

http://www.miftah.org