شارون: لا امكانية لتطبيق خارطة الطريق
بقلم: مفتاح
2004/4/28

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=862

اعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون امس ان "لا امكانية بتاتا" للتقدم في تطبيق "خارطة الطريق". وقال شارون في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي "كنت افضل التفاوض من اجل التوصل الى اتفاق (مع الفلسطينيين) لكني استنتجت قبل اشهر عدة ان لا امكانية بتاتا للتقدم على صعيد خارطة الطريق لأن الفلسطينيين لا يحترمون تعهداتهم"، حسب زعمه.

واكد انه قرر تطبيق خطة الفصل الاحادية الجانب مع الفلسطينيين بعدما توصل الى هذا الاستنتاج. وفي المقابلة التي اجريت لمناسبة الذكرى السادسة والخمسين لقيام دولة اسرائيل اعرب شارون عن قناعته بان اعضاء حزب الليكود الذي يتزعمه سيقرون خطته خلال الاستفتاء الداخلي المقرر في الثاني من ايار محذرا من انعاكاسات رفض الخطة.

وقال شارون "اظن ان اعضاء الليكود الراغبين بالسلام شأنهم في ذلك شأن كل الاسرائيليين، سيدعمون خطة الفصل". واضاف "لا اريد ان اتصور ولو للحظة ما سيحصل في حال رفض هذه الخطة. سيشكل ذلك انتصارا كبيرا لياسر عرفات ولحماس وسيسيء الى علاقاتنا مع الولايات المتحدة بعد الضمانات التي اعطتها".

وكان مسؤول كبير قال امس ان شارون لا يعتزم الاستقالة بسبب خطته (فك الارتباط) عن غزة. وكان المسؤول يتحدث الى رويترز معلقا على تقرير بثته صحيفة هآرتس في موقعها على الانترنت ورد فيه ان شارون هدد بالاستقالة اذا لم تقر خطته الخاصة "بفك الاشتباك" في قطاع غزة في استفتاء يجرى في الثاني من ايار في حزب الليكود.

ويبدو ان شارون يواجه، قبل اسبوع من الاستفتاء داخل الليكود، صعوبة في الحصول على تأييد واضح في قيادة الليكود لخطته للفصل مع الفلسطينيين.

فقد عبر كبار مسؤولي الحزب عن تأييد متحفظ للخطة. وبشكل عام يبدو انهم يرفضون الدفاع عن خطة تتعارض مع مبادىء اكبر الاحزاب اليمينية الاسرائيلية ببنودها التي تنص على الانسحاب من المستوطنات الالاحدى والعشرين في قطاع غزة واربع مستوطنات في الضفة قبل 2005.

وجاء جمود مؤيدي الخطة بعكس التعبئة التي ينظمها انصار رفض الخطة الذين يقومون بحملتهم مدعومين من المستوطنين ويتحدثون الى كل من الاعضاء الذين يبلغ عددهم مئتي الف في الحزب. لكن وراء الجدل حول خطة شارون، بدأت ترتسم داخل الحزب ملامح معركة على خلافة رئيس الوزراء الذي يبلغ من العمر 76 عاما والمتهم بفضائح فساد.

وبعد جلسة مجلس الوزراء الاحد حاول شارون اقناع خصمه الرئيسي وزير المال بنيامين نتنياهو بترجمة دعمه للخطة الى افعال. لكن نتنياهو رد بانه "سبق وفعل ما في وسعه" باعلان دعمه للخطة في 18 نيسان.

وقد عبر نتنياهو عن تأييده المبدئي للخطة بعد الضمانات الاميركية التي حصل عليها شارون خلال زيارته لواشنطن حيث التقى الرئيس جورج بوش في 41 نيسان. وفي الواقع هناك وزيران فقط يدعمان فعلا الخطة وهما نائب رئيس الحكومة وزير التجارة والصناعة ايهود اولمرت ووزير الجيش شاوول موفاز.

ويبدو ان مؤيديه ليسوا مستعدين لدعم الخطة كما ذكرت يولانا كوهين العضو في اللجنة المركزية لليكود. وقالت كوهين لوكالة فرانس برس "ترددت اولا لكنني مقتنعة بانه لا يمكن الموافقة على خطة ستنتزع ثمانية آلاف اسرائيلي من بيوتهم دون ضمانات جدية من الولايات المتحدة".

http://www.miftah.org