غزة مجددا تتصدر الأخبار
بقلم: بيسان أبو رقطي - خاص بمفتاح
2008/3/1

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=8832

عندما لم يبتلع البحر غزة، وتحدت وصمدت، عندما لم يقتلها الحصار والتجويع والوجع، توعدها الإسرائيليون مؤخرا بالكارثة. فمنذ أيام وحصيلة الشهداء ترتفع بما يصعَب عملية العد والإحصاء، هناك في غزة، هنا في نابلس، وآخر أسير في المعتقل، وللأطفال الشهداء حكاية أخرى.

وفي المحصلة يردد مجددا الفلسطينيون نداء الشاعر (يا وحدنا)، وكأن التاريخ يعيد اسطوانته المشروخة بلا توقف، قتل وحصار ووعيد ودماء وثكالى وأيتام وأسرى، فيما العالم من جديد صامت وأحيانا متواطئ.

مفاوضات بلا جدوى في ظلال الموت، أفق سياسي مسدود، شعوب متضامنة ومجلس أمن عقيم، وغزة مجددا تتصدر لائحة الموت ونشرات الأخبار في مساءات دامية.

فمن لهذه الأم التي فقدت رضيعها في غفلة من الزمن؟ ومن لهؤلاء الأطفال الذين يفقدون الأب والبيت وكتب المدرسة في لحظة غادرة؟

نداءات الوحدة من أفواه هؤلاء وقلوبهم لا تطأ أفئدة القادة، أما نداءات الاستغاثة فلا تصل عتبات آذان العالم، لتكن المحرقة اذن، بل انها المحرقة أو الكارثة أو ما شاء أن يفهمها ويترجمها العالم.

هناك في غزة البحر لا يبتلع مجاوريه، لكنه لا يطفئ أيضا نيران الحريق، فشكرا لهذا العالم الذي لم يتعلم درس التاريخ، ويدوس كل يوم مواثيق حقوق الإنسان ويهاب حتى الكلمات على ورق الأمم المتحدة.

http://www.miftah.org