شارون يستعد لخوض معركة ضد أعضاء حزبه
بقلم: مفتاح
2004/5/4

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=884


القدس (اف ب) يستعد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لخوض معركة بقاء جديدة ضد اعضاء حزبه بعد ان اضعفه رفض خطته للفصل مع الفلسطينيين والتي ما زال يؤكد عزمه على تطبيقها مع بعض التعديلات.

واكد شارون امام الكتلة البرلمانية لحزبه ان "كل من يعتقدون ان قرار الليكود سيوقف الجهود لتسوية النزاع (مع الفلسطينيين) هم مخطئون. انوي عرض خطة تتضمن بعض التعديلات".

واضاف "ساحاول ايجاد صيغة تحظى بموافقة واسعة قدر الامكان".

ولكن شارون نجا من مذكرة لحجب الثقة عنه في الكنيست الاسرائيلي الاثنين قدمها حزب ميريتس اليساري والاحزاب العربية ورفضت باغلبية 62 صوتا مقابل 46 في البرلمان الذي يضم 120 مقعدا.

وقال المحلل دان شويفتان لوكالة فرانس برس "اعتقد ان شارون يدرك ان ليس امامه خيار اخر" غير خطته التي تقوم على الانسحاب من مستوطنات غزة وبعض المستوطنات المعزولة في الضفة الغربية لانه بات من المستحيل الاستمرار في الوضع الحالي.

وتابع ان شارون "يدرك انه مطالب بتطبيق الخطة امام الاميركيين والاوروبيين لانه سيفقد مصداقيته ان لم يف بوعوده وكذلك امام الرأي العام الاسرائيلي" الذي يؤيد باغلبيته الانسحاب من قطاع غزة.

واكد شارون بعد رفض الليكود للخطة انه لن يتخلى عن منصبه و"سيحترم" نتائج الاستفتاء. لكنه قال انه لن يقف مكتوف اليدين مؤكدا انه سيتعين "اتخاذ قرارات مهمة".

وبعد رفض الخطة باغلبية ساحقة من 59,5% مقابل تاييدها باغلبية 39,7% باتت المشكلة بالنسبة لشارون معرفة كيف سيتعين عليه ان يتصرف لتحقيق غاياته.

وفي كواليس الكنيست تم تداول سيناريوهات مختلفة الاثنين بدءا من تنظيم استفتاء عام بدلا من استفتاء الاحد الذي اقتصر على 193 الفا من منتسبي الليكود الى تعديل حكومي لادخال حزب العمل الى الحكومة بدلا من احزاب اليمين المتطرف او حتى تنظيم انتخابات جديدة او تشكيل حزب جديد من الوسط.

وتشتد صعوبة الوضع على شارون كونه يقف في مواجهة حزبه. ويقول سيما كادمون احد كتاب المقالة في صحيفة يديعوت احرونوت الاوسع انتشارا ان "شارون اصبح رئيس وزراء بلا حزب". ويضيف ان "قوته تكمن الان خارج حزبه" طالما ان اغلبية كبيرة من الاسرائيليين يؤيدون خطته للانسحاب من قطاع غزة.

ولا يزال لشارون عدد من الحلفاء لكن معظمهم من خارج حزبه.

وبين هؤلاء وزير العدل يوسف لابيد من حزب "شينوي" (وسط) ثاني احزاب الائتلاف الحكومي الذي قال ان على شارون ان يتجاهل تصويت الليكود ويعرض خطته للتصويت داخل الحكومة والكنيست. ولكن نتيجة لاستفتاء الليكود سيصعب على شارون الحصول على اغلبية.

ومن جانبه اقترح زعيم حزب العمل المعارض شيمون بيريز حل الكنيست وتنظيم انتخابات مبكرة على ان تشكل خطة شارون محور الحملة الانتخابية.

اما تنظيم استفتاء شامل بهدف الالتفاف على الليكود فهذا يتطلب اصدار قانون عن الكنيست. ولا يتوقع ان يقوم شارون بطرح مثل هذا المشروع على البرلمان.

ويقول المحلل الاسرائيلي غيرشون باسكن انه "من المشروع الاعتقاد بان شارون لن يحقق الاغلبية داخل الحكومة او لدى كتلة الليكود في البرلمان حتى يتمكن من اتخاذ اي تدبير لتطبيق خطته".

وهكذا بات شارون حبيس حزبه وائتلافه الحكومي الذي يسيطر عليه اليمين المتطرف.

وهو وضع لا يحسد عليه ولكنه لا يستطيع ان يلوم الا نفسه لانه بادر باعطاء اعضاء حزبه حق فرض فيتو على سياسته.

http://www.miftah.org