يحدث فقط في يوم المرأة العالمي
بقلم: بيسان أبو رقطي خاص بمفتاح
2008/3/10

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=8921

فقط في يوم واحد من أيام العام يحدث أن تصبح "المنارة" مكانا للنساء فقط، يهتفن، يدبكن، يرددن الأغاني الوطنية كما يحلو لهن، فيما بقية أيام العام، يحتل الشبان هذه البقعة من وسط المدينة، حيث يروحون قليلا عن حالة الضجر ويتتبعون الفتيات بنظراتهم وأحيانا بكلمات الغزل والإعجاب.

فقط في يوم المرأة والمسيرات النسوية يرفع العلم الفلسطيني بألوانه الأربعة ويهتف الجميع للوحدة والمقاومة، وان صدف وحملت إحداهن علم فصيل ما تعتذر وتخفي العلم ان لفت احدهم نظرها للأمر.

فقط في يوم واحد من أيام العام، يخصص بعض صناع القرار دقائق من وقتهم للقاء القيادات النسوية، ويلتفتون لقضايا المرأة، وان شعروا بأن عليهم فعل شئ للتخفيف من معاناة المرأة في مجتمعنا فإنهم يبادرون إلى اتخاذ بعض القرارات المنصفة.

فقط في يوم المرأة العالمي من كل عام تحجز النساء مكانا لهن على صفحات الجرائد وشاشات التلفزيون، ويومها فقط تبكي بعض العيون وتتعب بعض القلوب عندما تسمع قصص مؤلمة لمعاناة شعب بصوت نساءه.

ربما لو ترك متحدثينا الرسميين وقياداتنا الأمر للنساء أيام أكثر في العام، ربما لسجلنا نقاطا سياسية وإنسانية أفضل، فالرواية من فم أصحابها أصدق وأكثر إقناعا وتأثيرا، فأم الشهيد هي الأقدر على نقل دموعها الى قلوبنا، وابنة السير هي الأقدر على إيصال شعور الشوق والحنين إلى ضمائرنا، وأمهات وحيدات يبحثن عن رزق عيالهن الأيتام بالتأكيد أكثر حرصا على مقدرات الوطن، وجميعهن بالمحصلة الأكثر حرصا على وحدة الوطن وحريته، أبدا لم يبالغ الشاعر ولم يكذب حين وصف المرأة الفلسطينية "بحارسة نيراننا".

شكرا للسيد الرئيس على لفتة التوسيم، لكن أي أوسمة ستكفي لكل هؤلاء النساء، فكل واحدة منا لها شرف الحفاظ على ديمومة هذا الشعب، وعلى اشتعال جذوة الأمل والحياة لدى الأبناء، كل واحدة تروي كل يوم القصة لأبنائها، وتشرح لهم لماذا كل هذا القتل والتدمير، لماذا حب الوطن، لماذا البقاء فيه، لماذا معاودة بناء ما هدم، لماذا الذهاب للمدرسة في الصباح، لماذا علم فلسطين، والى أخره من أسئلة لا تنتهي وأجوبة دائما تبدأ بحب الوطن والحياة.

http://www.miftah.org