ألتقت الدكتورة حنان عشراوي، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، الأمين العام للمبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية، "مفتاح"، اليوم 16/11/2002 ، في مكتبها بمدينة رام الله، مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط، السيد ديفيد ساترفيلد، ووفداً يضم نائب وزير الخارجية لشؤون حقوق الإنسان، والقنصل الأمريكي العام في القدس.

وتم خلال اللقاء، مناقشة الأوضاع الراهنة على الساحة الفلسطينية، والتصعيد الإسرائيلي الأخير، ومواصلة إسرائيل أعمال الدمار والقتل والاغتيالات، والقصف الذي يطال المدنيين الأبرياء، وبينهم الكثير من الأطفال، تحت ذرائع الأمن.

كما تم التعرض إلى موضوع الجدار الفاصل، الذي التهم حوالي مائة ألف دونم في منطقتي قلقيلية وطولكرم لوحدهما، عدا ما يشكله هذا الجدار من نظام فصل ينطوي على عنصرية وتماد في التطرف من قبل الحكومة الإسرائيلية، الأمر الذي يعدّ تكريساً للإجراءات أحادية الجانب التي نفذتها وتواصل تنفيذها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ اتفاقية أوسلو، والتي تتعارض مع روح ومضمون هذه الإتفاقية.

وحول المطلوب فلسطينياً تجاه خطة خارطة الطريق الأمريكية، طالبت الدكتورة عشراوي بضرورة وجود استقلالية بهذا الخصوص، والعمل على كف يد إسرائيل عن التدخل وفرض رؤيتها بمنطق القوة، كما ركزت على ضرورة وقف الاستيطان فورا، على أن تتضمن الخطة برنامجاً يوضح مراحل عملية تفكيك المستوطنات أو إخلائها.

كما شددت الدكتورة عشراوي على أهمية وضع القدس، التي تتعرض لحملة تهويد منظمة، ووضع المواطنين المقدسيين، الذين يتعرضون لخطة ممنهجة لترحيلهم عن المدينة، التي لن يكون هناك حل بدون عودتها إلى السيادة الفلسطينية، في أي خطة لحل الصراع القائم.

وطالبت الدكتورة عشراوي بضرورة إعطاء صلاحيات كافية للجنة الرباعية، تمكنها من فرض الحل العادل، ومحاسبة الطرف الذي لا يلتزم بتنفيذ بنود الخطة، وتوفير نظام مراقبة على الأرض، من خلال مراقبين دوليين يعملون على تنفيذ الخطة، بما يكفل عدم الاستحواذ عليها، أوتسخيرها لصالح طرف دون الآخر.

وقد تم طرح الأبعاد المستقبلية للمنطقة بأسرها، خلال هذا اللقاء، حيث أوضح ساترفيلد في معرض رده على تساؤل حول التهدئة التي تطلبها أمريكا في المرحلة الحالية، بأن لدى الإدارة الأمريكية إرادة سياسية جادة للتحرك الفعلي نحو التوصل إلى حل سلمي، وأشار إلى أن ذلك يتم بالتنسيق مع الدول العربية وعلى نحو جيد وفعال.