قريع يبدي تفاؤله بعد محادثاته في برلين
بقلم: مفتاح
2004/5/18

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=944


برلين (اف ب) اعرب رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع الاثنين عن "تفاؤله" حيال فرص استئناف عملية السلام في الشرق الاوسط بعد سلسلة المباحثات التي اجراها في برلين مع مستشارة الرئيس الاميركي للامن القومي كوندوليزا رايس ومسؤولين المان.

وقال قريع في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر ان اجتماعه صباح الاثنين مع مستشارة الرئيس الاميركي للامن القومي الذي استمر قرابة ساعتين "ربما يمكن ان يشكل الاساس لمخرج من الوضع المعقد الذي نوجد فيه وذلك بالنسبة للطرفين الفلسطينيون خاصة والاسرائيليين ايضا".

واضاف قريع "اشعر بالتفاؤل. كانت محادثات ايجابية وان كان ذلك لا يعني اننا اتفقنا على كل الامور" مع رايس. وقبل ثلاثة ايام كان قريع قد التقى في عمان وزير الخارجية الاميركي كولن باول في اول لقاء له مع مسؤول اميركي كبير منذ توليه مهامه في خريف 2003.

واوضح قريع ان رايس اكدت له خلال مباحثاتهما ان الولايات المتحدة متمسكة بخارطة الطريق التي وضعتها منذ حوالي عام اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الاوسط (الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا).

وقد ايد قريع في برلين الخطة الاسرائيلية بالانسحاب من قطاع غزة مشترطا ان يكون الامر "انسحابا منظما في اطار خارطة الطريق".

من جانبها دعت مستشارة الامن القومي رئيس الوزراء الفلسطيني الى اغتنام "الفرصة التاريخية" للسلام المتمثلة بالخطة الاسرائيلية للانسحاب من قطاع غزة.

وقالت رايس للصحافيين في اعقاب اجتماعها مع قريع "نعتقد في الحقيقة ان لا شيء خطأ في خطوات احادية الجانب تذهب في الاتجاه الصحيح".

واضافت ان الفلسطينيين "قلقوا في بادئ الامر لاحتمال ان يقتصر الامر على غزة كما كنا نحن ايضا قلقين لهذا الاحتمال. وقلنا بوضوح للاسرائيليين ان هذا ينبغي ان يكون جزءا او بداية لعملية وليس النهاية (..) وحافزا للتقدم على الطريق الذي سيؤدي في نهاية المطاف الى حل على اساس دولتين".

ووصفت رايس اللقاء بانه كان "مفيدا" مضيفة ان الولايات المتحدة "تعتقد ان ليس كل شيء بحاجة لان يكون موضع تفاوض في العالم".

وعمدت رايس الى طمأنة قريع اثناء الاجتماع بان النزاع الفلسطيني الاسرائيلي ستتم تسويته في اطار مفاوضات "الوضع النهائي" بين الاطراف المعنية كما افاد مصدر اميركي في برلين.

من جهته قال المستشار الالماني غيرهارد شرودر لدى استقباله قريع "ان اعلان الانسحاب (الاسرائيلي) من قطاع غزة امر ايجابي ندعمه بكل وضوح لكننا نشدد على ان هذه العملية يجب ان تكون منسقة لكي تتكلل بالنجاح واللجنة الرباعية عرضت مساعدتها في هذا العملية". وشدد شرودر على ان "هذا الانسحاب لا يمكن ان يكون حلا بديلا للمفاوضات حول الوضع النهائي".

كما اعرب المستشار الالماني عن "ارتياحه لما حصل على ما يبدو من تقدم في عملية السلام" في الشرق الاوسط. وقال "انها مؤشرات متواضعة لكنها ايجابية وتدل على تقدم لكنها لن تستمر الا اذا تمكنا من وقف تصاعد العنف" في المنطقة موضحا ان ذلك سيتم "فعلا عندما تتوقف عمليات التدمير في قطاع غزة".

وفي الوقت نفسه دعا وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في نهاية اجتماعهم في بروكسل اسرائيل الى التوقف "فورا" عن هدم مئات المنازل الفلسطينية في رفح معتبرين هذه العملية التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي "غير متوازنة".

وقال الوزراء ان عمليات التدمير "على نطاق واسع للمنازل الفلسطينية" "غير متوازنة ومنافية للقانون الدولي" وكذلك واجبات اسرائيل التي ذكرت بها اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط في اخر اجتماع لها في الرابع من ايار/مايو. وتبرر اسرائيل عمليات التدمير هذه بسعيها الى منع تهريب الاسلحة من مصر الى قطاع غزة.

وقد اثيرت هذه المسالة ايضا خلال لقاء رايس وقريع الذي دعاها الى التدخل لوقف عمليات هدم المنازل هذه. وردا على اسئلة الصحافيين اكدت رايس ان واشنطن "تنظر بقلق" الى هذه العمليات.

http://www.miftah.org