التصعيد الإسرائيلي في الضفة يسعى لإجهاض التهدئة في غزة وتدمير جهود السلام
بقلم: مفتاح
2008/6/30

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=9464

شهد الأسبوع الماضي تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا في مختلف مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، راح ضحيته فتيين في الخليل وطوباس، فيما حملات الاعتقال الإسرائيلي للمواطنين مستمرة بشكل واسع، في ظل استمرار التوسع والبناء الاستيطاني الذي لم يتوقف، ومصادرة الأراضي لصالح بناء جدار الفصل العنصري، في وقت تقول إسرائيل أنها معنية بخلق أجواء تساعد على تثبيت التهدئة ودعم المفاوضات وتهيئة الأجواء لإنجاحها.

وكالعادة، ما تقوم به إسرائيل على الأرض لا يتفق بتاتا مع ما تعلنه حكومتها أمام شاشات التلفاز، وادعاءات ساستها المستمرة بأنهم يسعون للتهدئة والوصول إلى اتفاق سلام ينهي الصراع، فمن يريد أن يصل إلى حل، عليه أن يهيئ الأجواء لهذا الحل، بالتوقف عن كل ما من شأنه أن يضع العراقيل أمام المسيرة السياسية ويلتزم بمرجعيات وقرارات الشرعية الدولية.

وما هذا التصعيد إلا في إطار سعي إسرائيل المستمر لفصل ما يجري في قطاع غزة عن الضفة، وخاصة التهدئة، فهي مستمرة في سياستها العدوانية من مصادرة وقتل واعتقال، وكان لا وجود لتهدئة أو هدنة في القطاع، في وقت تعتبر الصمت العالمي غطاء بل ورخصة لها في وضع مزيد من الصعوبات والعراقيل أمام أي تسوية سياسية، تنسحب بموجبها من الأراضي الفلسطينية وتهدم الجدار وتزيل المستوطنات.

أما داخليا، فالحوار بل واستعادة وحدة الضفة والقطاع، هدف يجب عدم المماطلة في الوصول إليه، فكلما بقي الانقسام سائدًا، كلما كان أسهل على إسرائيل الإسهام في تعميقه جغرافيا وسياسيا أيضا، فيما التحرك من جديد وبشكل مستمر مع المجتمع الدولي لوضع حد للتصعيد الإسرائيلي العسكري والاستيطاني في الضفة، ضرورة سياسية لإنقاذ الوضع الفلسطيني.

وما تفعله إسرائيل على الأرض يدل على أنها غير جادة في الوصول إلى حل وفق قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية، فهي لا تكترث لأي قوانين أو قرارات دولية، بل ولا تصغي لأي نداءات ودعوات دولية لوقف التصعيد الذي يهدد المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، فان اللجنة الراعية الدولية والمجتمع الدولي، الذي يعلم أن حل القضية الفلسطينية سيكون عامل استقرار هام في المنطقة وفي العالم، مطالب بان يخلق هذا الاستقرار عبر الضغط على دولة الاحتلال إسرائيل لإنهاء آخر احتلال في العالم.

أما أن تترك المفاوضات دون ضغوط دولية وخاصة أمريكية أوروبية على الحكومة الإسرائيلية، فهذا يعني أن إسرائيل هي التي تقرر سير المفاوضات وتتحكم في مسارها، بل ويعطيها المجال بالا تلتزم بما عليها، ولذا ما دام الهدف النهائي للمفاوضات معروف والمرجعيات واضحة أيضا، فان على الأمم المتحدة ودول العالم أن تعمل بكل ثقلها تجاه إلزام إسرائيل بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.

http://www.miftah.org