44 متضامنا كسروا الحصار...ودول تقف عاجزة عن رفع المعاناة عن أطفال غزة
بقلم: مفتاح
2008/8/25

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=9647

رام الله-ثلاث سنوات والحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا يزداد ضراوة واشتدادا، وفيما عجز المجتمع الدولي عن الضغط وإقناع إسرائيل برفع الحصر وفتح معابر القطاع للسماح للمرضى والأطفال والنساء والطلبة من المرور لتلقي العلاج أو لاستكمال دراستهم، فيما الدواء والأغذية وحتى العملة النقدية ممنوعة من دخول القطاع.

وأمام هذا الموقف الإسرائيلي الذي، وكالعادة، يضرب بعرض الحائط جميع المواثيق والأعراف الدولية يتجاوز القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، جاء الاختراق من 44 متضامنا دوليا من سبعة عشر دولة، إذ تمكن برلمانيون أوروبيون ونشطاء سلام وفلسطينيون مغتربون يرافقهم عدد من الصحفيين، من عبور البحر المتوسط من قبرص إلى شواطئ قطاع غزة، مخترقين أمواج البحر، والألغام البحرية الإسرائيلية، والاهم متجاهلين التهديدات الإسرائيلية باستهدافهم، فركبوا سفينتي " غزة الحرية" و"الحرية" وقلوبهم ترنو إلى لقاء الفلسطينيين المحاصرين، فطافوا في البحر المتوسط في رحلة استغرقت عشرات الساعات، رست بهم في النهاية على شواطئ غزة وبين أهلها.

لم يكن الانتماء الحزبي أو الوطني أو الجغرافي من حرك مشاعر وإرادة المتضامين الدوليين، للمجازفة بحياتهم وتعرضهم للتهديد والوعيد الإسرائيلي، بل ما حركهم صور أطفال غزة المرضى، ومعاناة مليون ونصف فلسطيني، تناساهم العالم، وعجز دبلوماسيو المجتمع الدولي عن إجبار دولة الاحتلال، إسرائيل، على رفع الحصار الظالم غير الشرعي وغير المبرر عنهم.

إن رسالة الأمل التي بعث بها المتضامون إلى الشعب الفلسطيني، هي انه لا زال في هذا العالم أحرار يتألمون لألم الفلسطينيين، ومستعدون للمخاطرة بحياتهم لنجدتهم، فهي رسالة أمل إنسانية. كما إن رسالتهم جاءت بثا حيا ومباشرة عبر شاشات التلفاز التي تابعت اختراقهم الحصار وقدومهم من أوروبا إلى غزة، لتقول إلى المجتمع الدولي ودول العالم، إن كسر الحصار الظالم عن قطاع غزة، لا يحتاج إلا إلى شجاعة وإرادة.

فحتى إسرائيل، بقوتها العسكرية وحصارها المشدد، لم تستطع إن تمنع سفينتين اعتلاهما محبو السلام من الوصول إلى القطاع بإمدادات طبية لشعب عاش معاناة وويلات القمع على مدار سنوات الاحتلال، ليؤكدوا على إن الحصار والاحتلال إلى زوال.

وأمام مشهد وصول سفينتي كسر الحصار إلى شواطئ غزة، وما أدخلتاه من بهجة وبعثتا برسالة أمل ورفعتا معنويات المواطنين، فان ما يجب إن نفكر به كأولوية فلسطينية إلى جانب كسر الحصار وتشجيع المبادرات الدولية والمحلية السلمية المماثلة، هي المباشرة في الحوار الوطني واستعادة الوحدة في جناحي الوطن، على أساس وطني يضمن مشاركة الجميع في صنع القرار وينهض بالوضع الفلسطيني ويضع حدا للانقسام الذي أكثر ما أساء إلى قضيتنا الوطنية العادلة وحقوق شعبنا التي امن بها أحرار العالم، الذين جاء العشرات منهم عبر البحار ليقولوا لنا: نحن معكم فكونوا مع أنفسكم.

http://www.miftah.org