المستوطنون يردون على خطة حكومتهم "التعويض مقابل الإخلاء" بالاعتداء على الفلسطينيين
بقلم: مفتاح
2008/9/15

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=9728

ما أن بدأت وسائل الإعلام تتناول طرح حاييم رامون نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي القاضي بتقديم تعويضات مالية لعائلات المستوطنين الراغبين بإخلاء المستوطنات بالضفة الغربية، حتى كثف المستوطنون من هجماتهم على القرى والأراضي الفلسطينية وخاصة الزراعية، حيث شهدت قرية عصيرة القبلية جنوب نابلس قبل يومين هجوما من مستوطنو 'يستهار' أسفر عن إصابة ثمانية مواطنين، فيما لحق بالقرية أعمال تخريب طالت عدد من المنازل والمركبات الخاصة.

وتوالت هذه الهجمات يوم أمس على القرية ذاتها وعلى قرية عورتا شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، حيث احرق مستوطنون من مستوطنة 'ايتمار' حقول زيتون في القرية عورتا تقدر بعشرات الدونمات. وقال مواطنون من القرية أن المستوطنين تمكنوا من إحراق 70 دونم زيتون قريبة من مستوطنة 'ايتمار' وأنهم حاولوا إحراق مساحات أخرى.

وأمام هذا الهجوم الشرس من المستوطنين، لم يكن أمام رئيس الحكومة الإسرائيلية إلا انتقاد هجمات المستوطنين على القرى الفلسطينية، إلا أن ذلك لم يحل دون استمرار هذا الاعتداءات، التي لم يحرك جيش الاحتلال ساكنا لمنعها، وهي الاعتداءات التي استهدفت المواطنين وأشجار الزيتون، فهي محاولة فاشلة لإجبار المواطنين على مغادرة أرضهم وقراهم وإفساح المجال أمام أعداد متزايدة من المستوطنين لتنمو وتتضخم على حساب ارض المواطن الفلسطيني.

وربما شكلت هذه الاعتداءات رد المستوطنين العملي على طرح رامون، ورغم أن هذه الخطة، سواء نجحت أم فشلت من حيث تجاوب المستوطنين معها، فهي بالنهاية خطة إسرائيلية، وطرح إسرائيلي وعلى ككل الأحوال سواء وافق المستوطنون على قبول تعوض أم لا، فان ذلك لا يلغي أن كل المستوطنات في الأراضي الفلسطينية غير شرعية ووجود المستوطنين في الأراضي الفلسطينية غير شرعي، وان أولى أبجديات السلام والدائم تكمن في انتهاء الاحتلال وإنهاء هذا الاستيطان ورحيل المستوطنين.

أما فلسطينيا فان إفشال مخططات المستوطنين واعتداءاتهم التي تتم تحت سمع وبصر جنود الاحتلال، يكمن في التصدي لها عبر تفعيل المقاومة الشعبية السلمية على غرار بلعين ونعلين، وتدعيم التضامن الشعبي مع هذه القرى المستهدفة وفيما بينها ودعم صمود المواطنين على أراضيهم وخاصة القرى المحاذية للمستوطنات والتي تتعرض بشكل يومي لاعتداءات المستوطنين.

كما أن القيام بحملات تهدف إلى كشف حقيقة الاعتداءات الإسرائيلية وخاصة هجمات المستوطنين ذات تأثير على الرأي العام العالمي، مع ضرورة التذكير والعمل دبلوماسيا وسياسيا والتأكيد دوما على ع أن الاستيطان هو ابرز عائق أمام تسوية سياسية تحقق الأمن والاستقرار في المنطقة، فلا دولة فلسطينية تكون قابلة للحياة مع وجود المستوطنات الإسرائيلية وجدار الفصل العنصري اللذان يحاصران ويخترقان عاصمتها القدس.

أما استمرار مجموعات المستوطنين المنفلتة من عقالها في مهاجمة المواطنين وقراهم، فهي لا يمكن أن تثني الشعب الفلسطيني على البقاء صامدا في أرضه، وعلى المجتمع الدول أن يعي جيدا خطورة المستوطنات والمستوطنين على امن المنطقة وعلى فرص نجاح أي تسوية سياسية.

http://www.miftah.org