سفارة فلسطين في بيروت: خطوة هامة على طريق إزالة الشوائب في العلاقات الثنائية
بقلم: مفتاح
2008/11/29

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=9965

جاء قرار الحكومة اللبنانية التي اجتمعت برئاسة الرئيس اللبناني ميشال سليمان برفع التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني في لبنان إلى مستوى سفارة، وتعزيز العلاقات الثنائية، خطوة هامة وتتويجا للحوار والتنسيق المشترك، ونقلة نوعية تصب في صالح القضية الفلسطينية والعلاقات الفلسطينية العربية.

إلا إن هذه الخطوة التي لم تترجم إلى ارض الوقع بعد، يجب أن لا تكون خاتمة للتطورات الايجابية بين فلسطين ولبنان، إذ أن هناك عديد من الملفات الواجب الاستمرار في بحثها والتعاون في حلها، ليس اقلها التنسيق المشترك ضمن التنسيق العربي العربي، ولا آخرها الأوضاع المعيشية والإنسانية للاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان.

العلاقات الفلسطينية اللبنانية مرت خلال محطات الثورة الفلسطينية المعاصرة، بعدة مراحل من صعود وهبوط، إلا أن هذه العلاقات تطورت باتجاه ايجابي في الآونة الأخيرة، وتسارعت وتيرتها، إذ تخللها زيارة رسمية للرئيس محمود عباس إلى بيروت ولقائه الرئيس اللبناني والقادة اللبنانيين، وكذلك إيفاد ممثل فلسطيني دائم في بيروت.

إن المصلحة الفلسطينية تقتضي بتوثيق العلاقات مع الأشقاء العرب، والأصدقاء حول العالم، لما له من اثر ايجابي على تواصل دعم الشعب الفلسطيني في كفاحه ونضاله العادل، وتشكل قناة وفرصة دائمة لاطلاع العرب عبر هذه العلاقات على آخر المستجدات، كي لا يبقى الشعب الفلسطيني وحيدا في مواجهة الاحتلال.

وفي هذا الإطار، فهناك خصوصية فلسطينية في لبنان، لجهة وجود آلاف الفلسطينيين في المخيمات، وهم يعيشون أوضاعا معيشية وإنسانية صعبة، في ظل حرمان من مزاولة العديد من المهن والوظائف وهو الأمر الذي انعكس سلبا على أوضاعهم المعيشية، حيث يعيشون في فقر متقع ويتكلون على الإعانات من المؤسسات الدولية، خاصة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

صحيح إن هناك البعض في لبنان يلوح أو يغمز، من آن لآخر، بقضية أو ما تسمى بفزاعة توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وتحذيرهم الدائم من أن ذلك إن تم، ستكون له آثار سلبية على التركيبة اللبنانية، إلا إن هذا الموضوع رسميا وشعبيا في كلا البلدين مرفوض، إذ لا تمر مناسبة إلا ويؤكد الفلسطينيون أنهم ضيوف في لبنان وهم لا يسعون ولا ينون ويرفضون فكرة توطينهم في لبنان، غير أن ذلك لا يعني في حال من الأحوال، أن يحرم الفلسطينيين في لبنان من أن يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي وينخرطوا في وظائف تؤمن لهم ولأسرهم قوتهم، فأوضاعهم التي لا تطاق، تجعل من المخيمات في لبنان منفذا لمجموعات تعمل بعيدا عن الهدف والقضية الفلسطينية.

ولأن الهدف الفلسطيني انتهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وتطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات لصلة بالقضية الفلسطينية، فان أخر ما يحتاجه الفلسطينيون هو الانخراط في المعادلة اللبنانية الداخلية، والاصطفاف وراء أي من الأطراف اللبنانية، فهو بمثابة انتحار وتعريض للفلسطينيين في لبنان إلى مخاطر عدة، ويعيد التوتر إلى هذه العلاقات التي تميزت مؤخرا، وهو موقف تتبناه السلطة الوطنية رسما وكذلك القوى الحزبية الفلسطينية.

إن رفع التمثيل الفلسطيني في لبنان له أهمية خاصة، لجهة التاريخ والعلاقات الفلسطينية اللبنانية، إلا ا ن الأهم هو الانطلاق من هذه النقطة نحو توثيق عرى هذه العلاقات، واعتماد المكاشفة كإحدى الأسس لهذه العلاقة، والدخول في حوار مستمر لمعالجة جميع الملفات المشتركة، فهناك الكثير ما يجب القيام به لإزالة أي شوائب أو عقبات قد تشكل سببا في أن تعتري هذه العلاقات الوهن، وان تحول دون تطويرها استراتيجيا.

http://www.miftah.org