ومتى يحين موعد مناقشة التهدئة الفلسطينية – الفلسطينية؟؟
بقلم: شادي أبو عياش-خاص بمفتاح
2008/12/2

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=9974

عقدت حركة حماس اجتماعا مع عدد من ممثلي أحزاب وفصائل في قطاع غزة، لتقيم التهدئة مع إسرائيل، وهي الهدنة التي وضعت حماس كل ثقلها بل وصارعت شركائها للتوصل إليها، ولا زالت ليل نهار تعلن التزامها بها وتحارب وتمنع أي فصيل يحاول أن يخرقها، بل وتتهمه بالعمالة وتهديد مصالح الشعب الفلسطيني.

صحيح أن ما يطلق من قطاع غزة، وما اصطلح جزافا على تسميته "بالصواريخ" لا جدوى له، بل أن ماسي كثيرة حلت بعائلات فلسطينية حينما سقطت على رؤوسها هذه "الصواريخ" التي توفر لإسرائيل غطائيا إعلاميا ورواية مريحة لها على المستوى الدولي تتمثل في أن الفلسطينيين لديهم صواريخ تدك إسرائيل، وان الأخيرة تقوم فقط بالدفاع عن نفسها.

جهود حماس للحفاظ وصيانة هدنتها مع إسرائيل، ربما تمثل للبعض مؤشرا على تطور سياسية حماس وخروجها من مرحلة المراهقة السياسية، وتطور عقليتها السياسية تجاه البرغماتية، والحفاظ على أرواح الفلسطينيين من مواجهة عسكرية مع إسرائيل يكون الخاسر الأكبر فيها الفلسطيني ميدانيا وبشريا، بعد أن كانت في السابق قبل أن تنفذ انقلابها في القطاع، تتحين الفرص للإجهاز على كل جهود يقوم بها الفلسطينيون لتهدئة الأوضاع ميدانيا، وقد يظن البعض أن الفكر الحمساوي بدأ بالتوجه نحو العمل السياسي الناضج، إلا أن الوقائع تثبت أن رغبة حماس في التهدئة مع إسرائيل بشكل دائم، لم تكن إلا حماية للكيان التي تحاول أن تنشئه في القطاع المحاصر وحمايته لمصالحها وليس المواطنين.

فما تقوم به اذرع حماس، بحق المواطنين في القطاع، لا يمكن أن يكون مؤشرا على اهتمامها بمصلحتهم، بل دليل على أنها اتخذت قرارا بعزل نفسها عن العالم المحيط وقطع كل شعرة مع الشركاء المفترضين، وهم بقية القوى وأبناء الشعب الفلسطيني والعرب أيضا، وهو ما يثبته الهجوم على الجانب المصري لمعبر رفح، وإحراج دور مصر الراعي للحوار الوطني وتعمدها مقاطعته، إلى جانب التشهير بالسعودية مؤخرا على خلفية أزمة الحجاج، والتي أثبتت مجددا أن الغزيين أصبحوا أسرى الحصار الإسرائيلي ورهائن سياسة حماس، المعادية لمحيطها العربي.

كثيرا ما قيل أن في حماس تيارين، احدهما متشدد تجاه شعبه وشركاءه في الوطن والعرب، والآخر ليس كذلك، إلا أن الوقائع تنفي هذه المقولة، وتؤكد أن في حماس إجماعا على محاربة فرص الحوار والاتفاق الوطني، والاستمرار في الهجوم على العرب وتحديدا القوتين الإقليميتين مصر والسعودية، وهو ما يشبه الانتحار السياسي بعينه.

فهذه السياسية الرافضة والعنيفة ضد أبناء شعبها، والتي وصلت إلى حد منع الحجاج من أداء شعائر الحج، وابتزاز تأشيرات سفر لقادة حماس من الرياض، والاستمرار في الحملة الاعلامية ضد مصر، بل وضد كل القوى والفصائل الفلسطينية وقبلها منظمة التحرير الجامع الوطني للشعب الفلسطيني، يعني أن وجود ما يسمى بالمعسكر المعتدل داخل حماس، مجرد تحليل خاطئ، وإلا لماذا لا يتحرك هذا المعسكر نحو الانحياز لمصالح شعبه وقضيته والتفكير جديا في خلق أجواء تهدئة داخليا وتحقيق الحوار والتوافق الوطني، والاحتكام للشعب من جديد، فالانحياز إلى الشعب أهم من الضياع في أوهام إقامة إمارة لا يمكن أن ترى النور.

وأمام هذا التيار المعتدل داخل حماس، إن وجد، فرصة لان ينزل حركته عن الشجرة ، عبر استغلال المبادرات والجهود العربية والمحلية، والشروع في حوار تحت رعاية مصر والعرب من ورائها من جديد للاتفاق على انتخابات، تعيد الكرة الى ملعب الشعب الفلسطيني ليقرر مستقبله بنفسه.

http://www.miftah.org