صناعة الأفلام الوثائقية...وسيلة أخرى لمناصرة القضايا السياسية والمجتمعية
بقلم: مفتاح
2008/12/6

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=9985

اختتمت المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" وجامعة النجاح الوطنية، بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان قبل أيام مهرجان الأفلام الوثائقية السادس، الذي تخلله عرض لأفلام وثائقية تناقش قضايا مجتمعية وسياسية، قام على اعددها طلبة قسم الصحافة في الجامعة.

ورغم أن الأفلام كانت من حيث الإنتاج والوقت، ليست بتلك الضخامة بالمقارنة مع الأفلام التي تنتجها شركات متخصصة ومخرجون مهنيون وخبراء، إلا أن الأفكار التي تناولتها الأفلام والجهد الذي قام به معدوها من الطلبة، بحد ذاتها، ذات أهمية مجتمعية وسياسية أيضا، إذ تعددت الأفكار في هذه الأفلام، من قصص امرأة مسنة تعيش وحيدة، رأت في تعلم الكتابة والقراءة هدفا لها، وعملت على تحقيقه، إلى أخرى تحاول جاهدة الحصول على حقوقها في ارث زوجها، وفتى صغير مستمر في ممارسة حياته رغم معاناته مع العلاج الطويل من مرض السرطان، وغيرها من القصص التي تكشف عن صور من واقع الحياة الفلسطينية.

والاهم هنا أن الجمهور الذي شاهد هذه الأفلام تفاعل معها ووصلت أفكارها ورسالتها إلى عقله وقلبه.

إن التفاعل مع المجتمع المحلي، لمناصرة قضايا المجتمع، يمكن أن يتم بأكثر من وسيلة، أبرزها الإعلام، سواء كان مكتوبا أو مرئيا أو مسموعا، لان الصورة، هي صاحبة الحظ الأكبر في اجتذاب الجمهور، وتأثيرها مضاعف على العقل والقلب.

وهنا يكمن التقصير في جهد مناصري قضايا النوع الاجتماعي، أو الشباب أو الأطفال، أو حتى القضية الوطنية الكبرى، إذ أن التركيز العام يكون عبر مواد مكتوبة وحملات لا تفرد جانبا كبيرا لصناعة الأفلام الوثائقية التي من الممكن تخدم أهدافها، وذلك لعدم التكفير مليا بأهمية هذه الوسيلة الفعالة.

إن التوجه نحو التركيز على الترويج لفكرة اجتماعية عبر أفلام وثائقية يعدها مخرجون فلسطينيون، يمكن إن يشكل مدخلا هاما لمناصرة قضايا مجتمعية بأسلوب غير تقليدي، ويؤدي إلى الهدف المطلوب من تفاعل المواطنين أو الشرائح المستهدفة ويوصل الرسالة بشكل فعال أكثر.

إن انتهاج الأفلام الوثائقية كأسلوب في الدفاع عن هذه القضايا، يتيح المجال أمام اكتشاف المبدعين من المخرجين الشباب، والذين اثبت مهرجان الأفلام الوثائقية السادس، أنهم قادرون على الإبداع في حال توفرت لهم الإمكانيات، الأمر الذي يدعو المؤسسات الرسمية والأهلية، إلى ايلاء اهتمام اكبر وتوفير موارد لتخصص لتطوير قدرات المخرجين الشباب في إنتاج الأعمال الوثائقية.

وفي ظل الثورة التكنولوجية والمعلوماتية، أصبح الإعلام وسيلة هامة بل من أهم وسائل الاتصال، التي تعتمد عليها الحكومات والمؤسسات والأفراد أيضا في إيصال رسائلهم، لما لهذه الوسيلة من فعالية كبيرة في الوصول إلى الهدف.

وربما يجب على المستويين الرسمي والأهلي الفلسطيني التفكير في التوجه نحو استخدام وسائل اتصال فعالة في إيصال رسالتها للعالم الخارجي، لنقل معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال، وللمجتمع المحلي لحشد المناصرين للقضايا المجتمعية، عبر صناعة الأفلام وتحديدا الوثائقية منها، التي تنقل الوقائع بصورة تجذب المشاهد وتوصل الرسالة وتصل إلى الهدف.

http://www.miftah.org