مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

رام الله – هن مجموعة من الناشطات الشابات المنضويات في إطار مبادرة "أصوات من أجل التغيير"، قررن أن يكسرن الصمت في مواجهة ما بات يعرف بظاهرة التحرش الجنسي، والشروع بحملة واسعة للحد من هذه الظاهرة، وهي حملة تطمح القائمات عليها، إلى الحصول على دعم وإسناد المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، ومختلف القطاعات المجتمعية.

ووفقا لعبير الزغاري، منسقة المشروع، والمشرفة على تنفيذه، فقد تمحورت فكرة هذه المبادرة من خلال مشروع "دعم القيادات النسوية الشابة المجتمعية - أصوات من اجل التغيير"، الذي تنفذه المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية – مفتاح مستهدفة مجموعة من الشابات الناشطات مجتمعياً من مناطق الوسط والشمال والجنوب في محافظات الوطن، وبدعم من القسم الثقافي في القنصلية الأمريكية العامة في القدس، بهدف دعم المجموعة المستهدفة وتمكينها في أدوارها القيادية وتحفيزها لاتخاذ المبادرة والتقدم في نشاطها المجتمعي عن طريق التنمية وتطوير مهاراتها المعرفية والعلمية.

تضيف الزغاري" تميز هذا المشروع بإبداع الشباب الفاعل من حيث المبادرات الهادفة التي عملوا عليها في محافظات الوطن والتي تناولت مواضيع مجتمعية حساسة تحاكي الاحتياجات الشبابية، والتي تدور حول أمور اجتماعية وسياسية تنموية ومجتمعية. وقد تركزت مبادرة مجموعة الوسط حول ظاهرة التحرش الجنسي، لما لهذه الظاهرة من انتشار في مجتمعنا ما يتطلب من جميع الأفراد والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية العمل على الحد من هذه الظاهرة من أجل المساهمة في إحداث التغيير، وفي هذا الإطار، فقد نفذت مجموعة الوسط "أصوات من أجل التغيير" لقاء جماهيرياً حول التحرش الجنسي في مدينة رام الله، وعرض فيلم قصير من إنتاج المجموعة يحتوي بمضمونه على مفهوم التحرش الجنسي من خلال الإيحاءات بين المتحرش والضحية، موضحا مفهوم كسر حاجز الصمت من خلال صرخة الفتيات المتحرش بهن قائلات: "خلص بكفي" كأحد التعبيرات التي حاولت المجموعة من خلالها وقف التحرش الجنسي الممارس ضدهن. كما رفعت عدة شعارات من أبرزها: نحو قوانين رادعة للتحرش بالنساء، ونحو دولة قوانين وبيئة تشريعية عادلة تحمي النساء. كما استخدم أسلوب العصف الذهني من قبل أخصائية وناشطة مجتمعية طرحت الموضوع بشفافية، حيث بدأت مجموعة المبادرة اللقاء بتوضيح عام حول المبادرة وأهدافها.

ونادت التوصيات التي أقرتها الناشطات الشابات وسلمت نسخة منها إلى د. ليلى غنام محافظ رام الله والبيرة، بضرورة تفعيل قوانين حماية النساء من العنف بأشكاله، وضرورة تفعيل دور الشرطة المجتمعية التي تحمي وتنشر الوعي المجتمعي حول العديد من الظواهر الاجتماعية السلبية، والعمل على رفع الوعي مجتمعياً لتشمل كافة الشرائح والفئات حول العنف بكافة أشكاله وعلى وجه الخصوص العنف الجنسي بهدف توفير مصادر الدعم الاجتماعي، من خلال الوسائل ألإعلامية بالرغم من التقصير الواضح من قبل الإعلام لتغطية الموضوع، وذلك بهدف إيقاف ثقافة الصمت.

وجاء في مقدمة التوصيات التي سلمت مكتوبة للدكتورة غنام محافظ رام الله ما يلي:

" ايمانا منا بالمساهمة في التغيير المجتمعي نحو مجتمع خال من كافة اشكال العنف بما فيها التحرش الجنسي، فإننا نتوجه لعطوفتكم بتقديم مقترح المبادرة الشبابية في سياق هذا الموضوع لتحظى بدعم عطوفتكم ورعايتكم وفق ما ترونه مناسبا للمضي قدماً من أجل إنجاح وتعميم هذه المبادرة لما لها من أهمية في المساهمة المجتمعية الدؤوبة".

اللقاء بين الناشطات، ود.غنام، تم في مقر محافظة رام الله، حيث لقيت المبادرة دعما وتشجيعا منقطع النظير من قبل المحافظة، وأثنت على القائمين عليها، واصفة إياها بالمبادرة الرائعة، مؤكدة أهمية انخراط الشباب أيضا مع الشابات في مواجهة هذه الظاهرة والتصدي لها.

وتحدثت د. ليلى غنام، عن النقلة الاجتماعية في مفهوم مشاركة المرأة، مؤكدة في هذا السياق على مفهوم العدالة الاجتماعية للمرأة، ومشيرة إلى أن نظام الكوتا بالنسبة إليها مجرد درجة لتغيير ثقافة المجتمع حيال المرأة لتكون منافسا إيجابيا. وأضافت" مسؤوليتنا مضاعفة، ويجب أن نتشارك جميعا، وبالذات لدى صانع القرار. وكمحافظة، فقد أخذنا على عاتقنا أن نكون شركاء للمرأة، وأن نعمل على حمايتها وتمكينها من الدفاع عن حقوقها، وفي هذا الإطار كان لنا مشاركات في العديد من الشبكات والائتلافات العاملة في هذا الاتجاه".

ووصفت د. غنام مبادرة الشابات الناشطات، بأنها مشروع فلسطيني وطني يلبي احتياجات المراة الفلسطينية. وقالت" القانون مهم جدا، لكنه لا يعني أيضا تغيير الثقافة والوعي، ويجب علينا أن نعمل في كل الاتجاهات. والتحرش بحد ذاته موضوع ثقافة ووعي. لكن السؤال كيف نطرح هذا الموضوع، مع ضرورة أن نأخذ الفكرة بشموليتها".

وختمت د. غنام حديثها لعشرات الناشطات أعضاء المبادرة بالقول" أنتن مجموعة رائعة.. يجب أن لا ننظر إلى واقعنا باعتباره واقعا مظلما".

ولم يقتصر الحديث في اللقاء على المقدمة التي استهلت بها منسقة المشروع عبير الزغاري، ولا على كلمة ومداخلة محافظة رام الله، د. ليلى غنام فقط، بل كانت مداخلات أيضا لبعض الناشطات، ومنهن : إيناس علان وهي متدربة وطالبة خدمة اجتماعية ، التي لم تخف قلقها من اتساع ظاهرة التحرش الجنسي في المجتمع المحلي، ما استوجب من المشاركات في المبادرة القيام بسلسلة من النشاطات والفعاليات سعيا وراء الحد من الظاهرة.

أما وفاء غزاونة، وهي من المنسقات الميدانيات في "مفتاح"، وإحدى المشرفات على تدريب الناشطات، فدعت في مداخلة قصيرة إلى ضرورة تفعيل القوانين، وإنشاء إطار رسمي يحاربها من قبيل جهاز الشرطة المجتمعية لمتابعة المتحرشين ومحاسبتهم.

بينما أكدت اعتدال الجريري، مديرة دائرة النوع الاجتماعي في محافظة رام الله، دعمها هي الأخرى للمبادرات الشبابية التي ينخرط فيها الشباب والشابات على حد سواء.

المبادرة في الحد من ظاهرة التحرش، وإسماع نداء "أصوات من أجل التغيير"، لن تقف عند حدود المذكرات، والتوصيات المكتوبة، بل سيتبع ذلك على مدى الفترة القادمة سلسلة من الأنشطة والفعاليات الميدانية والإعلامية والتوعوية، وصولا إلى مجتمع نظيف من المتحرشين – تقول عبير الزغاري.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required