مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

رام الله – لم يجد المناهضون للعنف ضد المرأة، وضد جرائم القتل الأخرى التي تعصف بالمجتمع الفلسطيني وسيلة للتعبير عن رفضهم لهذه الجرائم وإدانتهم لمقترفيها، سوى الاعتصام أمس الثلاثاء في وقفة احتجاجية قرب مقر الرئاسة في رام الله، أملا في أن يسمع المسؤولون صرخة الألم لضحايا القتل الشنيعة، والتي انطلقت من أبواق السيارات التي عبر سائقوها من مختلف الأعمار والفئات عن تضامنهم مع الضحايا، ومطالبة الكثير منهم بإنزال أشد العقوبات بحق مقترفيها.

بدأ النشطاء فعاليتهم الاحتجاجية على مواقع التواصل الاجتماعي، تحث المواطنين على التحرك والانضمام إليهم، فما يحدث من جرائم قتل شبه يوميا لا يمكن السكوت عليه بعد الآن.

وقفة الاحتجاج هذه انطلقت عبر مبادرة من موظفي المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح"، وهي واحدة من سلسلة فعاليات حملة أطلق عليها "حملة طفح الكيل"، وانضم إليها دون تردد وبفعالية نشطاء من الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة "أمان"، ومنتدى المنظمات الأهلية الفلسطينية لمناهضة العنف ضد المرأة، وشبكة الشباب الفلسطيني الفاعل سياسيا ومجتمعيا، والمؤسسة الفلسطينية للتمكين والتنمية المحلية "ريفورم"، وإعلاميين، ومناصرين لقضايا المرأة وحقوق الإنسان، وناشطات سياسيات.

ووفقا لنجوى ياغي منسقة فعالية الاحتجاج " حملة طفح الكيل" من مؤسسة "مفتاح"، فان الرسالة التي كانت لا بد من إيصالها من هذه الفعالية تتمحور حول ضرورة إقرار قانون عقوبات رادع يحد من مستوى جرائم القتل والتي تزايدت خلال هذا العام ، والتأكيد على أن حق الإنسان في الحياة يجب أن يكون على رأس أولويات الرئاسة والحكومة.

وتضيف:" أعتقد بأن تجاوب المارين ونزول البعض منهم إلى مشاركة منظمي الوقفة الاحتجاجية كان رسالة إلى أصحاب القرار بأن مجتمعنا الفلسطيني بحاجة إلى منظومة من القوانين التي تحمي المجتمع في وقت نعاني منه عدم وجود الرادع الأخلاقي لدى من تخول له نفسه لارتكاب جريمة القتل.

كان واضحا حجم الغضب لجريمة قلنديا، ولما سبقها من جرائم مروعة كما حدث في محكمة بير زيت الشرعية، وكان التساؤل منصبا حول دور السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وانتقدوا غياب الحماية المجتمعية للمرأة ولسائر الضحايا .

بالقرب من مقر الرئيس وقف العشرات من النشطاء محتجين، رافعين يافطات كتب على بعضها " تبخرت الرجولة" و" تقاعسكم .. تجاهلكم... تصريح بالقتل" و "عجزكم ... صمتكم يقتلنا".. وأضيف إلى ذلك شعارات من قبيل "إذا مش عاجبك الوضع زمر" و"إذا كنت ضد جرائم القتل زمر"، " اذا كنت مع وجود قانون عقوبات رادع زمر" ومن الشعارين الأخيرين، اعتمد النشطاء شعارا عمليا للوقفة الاحتجاجية، حيث وقفوا أمام المركبات وحثوا سائقيها على إطلاق أبواق سياراتهم دون توقف لإبداء الدعم والتأييد بالمطالبة بوقف جرائم القتل، واستهداف الضحايا خاصة من النساء.

وعلى غير المتوقع، شهدت حملة الاحتجاج هذه تجاوبا كبيرا من قبل المواطنين سائقي المركبات وحتى من قبل بعض رجال الشرطة والأمن الذين أطلقوا أبواق سياراتهم خلال مرورهم بالقرب من المحتجين، بينما أطلقت عبارات من قبل سائقي بعض المركبات والمواطنين تطالب بإنزال أشد العقوبات ضد مقترفي جرائم القتل بما في ذلك إنزال عقوبة الإعدام، ونادى بعضهم بسن تشريع قانوني يشدد من العقوبة ولا يترك مجالا للقاتل ارتكاب جريمته دون عقاب.

وقال شادي زيدات منسق شبكة الشباب الفلسطيني الفاعل سياسيا ومجتمعيا، إن الوقفة الاحتجاجية التي شارك فيها هو وأعضاء من الشبكة تأتي ردا على الازدياد المضطرد في جرائم القتل التي تتعرض لها النساء والرجال على حد سواء، وللمطالبة بإيجاد إطار قانوني حامي للنساء ورادع لكل من تسول له نفسه اقتراف مثل هذه الجرائم، كما انها تشكل دعوة لتكاتف الجهود المجتمعية والمحلية لتحقيق التوعية المطلوبة بشأن ما يجري.

وتشير معطيات منتدى المنظمات الأهلية الفلسطينية لمناهضة العنف ضد المرأة إلى مقتل 13 إمرأة منذ بداية العام الجاري وحتى اليوم، في مقابل 28 إمرأة قتلن على مدى العام 2013 المنصرم.

واستنكر بيان صادر عن المنتدى هذه الجرائم، ودعا إلى التوقف عن قتل النساء، مؤكدا أن النساء اللواتي قتلن لسن مجرد أرقام، بل كل واحدة منهن إنسانة لها حياتها وأحلامها الإنسانية التي تكسرت على أيدي من يمارس العنف ضدهن. وأشار البيان إلى أن عدم وجود قانون عقوبات رادع، وغياب قانون يحمي الأسرة من العنف، ووجود ثقافة مجتمعية قائمة على التمييز، وعدم المساواة والنظر للمرأة بدونية، كل ذلك يساهم في انتهاك حق النساء في الحياة، وعدم الاستقرار والعيش بكرامة.

وخلص البيان، إلى الدعوة لإقرار مشروع قانون عقوبات فلسطيني عصري تنص مواده على حماية الحق في الحياة والأمن وبدون تمييز، وكذلك سن قانون يحمي المرأة والأسرة من العنف، وإقرار قانون الأحوال الشخصية الذي يساهم في حماية النساء من العنف.

كما طالب البيان الجهات المسؤولة بإنزال أقصى وأشد جزاء بالمجرمين، والإسراع في الإجراءات، حتى يشكل ذلك حماية للمجتمع، وليس للنساء فقط، ورادعا لكل من تسول له نفسه بالتعدي على الآخرين أو سلب حياتهم.

وتوجه المشاركون في الوقفة الاحتجاجية، بطلب إلى الرئيس محمود عباس، وإلى مجلس الوزراء بالإسراع بالتوقيع على مسودة قانون العقوبات الفلسطيني، الذي كان رفع إلى الرئيس، ومجلس الوزراء في وقت سابق.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required