خلال الأسبوع الماضي وفيما تتصاعد الأصوات الفلسطينية المنادية بإعلان دولة فلسطينية مستقلة في أيلول القادم كملاذ أخير في مواجهة العنجهية والتعنت الإسرائيلي، أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في 21 من نيسان أن واشنطن لن تدعم أي خطوة فلسطينية أحادية الجانب ترمي لنيل اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطينية، لأن حل الدولتين لن يتحقق إلا بواسطة التفاوض، - حسب ما قالته-.

وحثت كلينتون الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على استئناف المفاوضات بينهما حالاً رغم الأحداث التي تشهدها بعض الدول العربية.

وكانت صحيفة 'لوس أنجلس تايمز' الأميركية قد ذكرت يوم 19 نيسان أن الرباعية الدولية قد تعترف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس إذا لم يطرح رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مبادرة جدية، وقال عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين والأميركيين في إسرائيل للصحيفة، إن الرباعية التي تضم الولايات المتحدة، وروسيا، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، ستعلن اعترافها بالدولة الفلسطينية.

وفي ذات السياق أقام عشرات من الشخصيات العامة والمفكرين اليساريين الإسرائيليين- بينهم 18 من حائزي وحائزات جائزة إسرائيل- بعد ظهر يوم الخميس 21 نيسان مراسم رمزية تأييداً للإعلان عن إقامة دولة فلسطينية في حدود 67.

وذلك في جادة روتشيلد بتل أبيب بالقرب من المكان الذي كان قد أعلن فيه عن "إقامة دولة إسرائيل" عام 1948، ووقع المشاركون في الحدث ضمن هذه المراسم على بيان يرحب بإقامة الدولة الفلسطينية ويناشد الجمهور الانضمام إلى توقيع البيان، ويشار إلى انه تمت صياغة هذا البيان بصورة مماثلة لوثيقة الاستقلال لدولة إسرائيل، وقد أعربت شخصيات ونواب كنيست من اليمين عن سخطهم واستنكارهم الشديد لهذه المبادرة اليسارية ودعوا حائزي جائزة إسرائيل إلى إعادة الجائزة التي نالوها. حسبما أفادت المصادر.

وكان المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، قد أصدر تقريراً حول الاستيطان الأسبوعي للأسبوع الثالث من نيسان من( 15/4/2011-22/4/2، والذي نُشر اليوم 23 نيسان، وبين التقرير أن سياسة الحكومة الإسرائيلية أصبحت واضحة، حيث شهد الشهر الحالي والأشهر الماضية خطوات متسارعة على كافة الأصعدة الديمغرافية والدينية والثقافية، فاستكمالا لخططها الهادفة لتوسيع الأحياء اليهودية في القدس الشرقية، ومخطط "العزل الجغرافي".

ويشير التقرير كما ذكرت وكالات، إلى أن المستوطنين شرعوا في حملة هدفها الاستيلاء على 27 منزلاً يقيم فيها فلسطينيون في حي الشيخ جراح، وستؤدي هذه الحملة، إن نجحت، إلى طرد وتشريد عشرات العائلات الفلسطينية من منازلها، في الحي الذي ولدوا وولد فيه آباؤهم وأجدادهم، فقد صادقت بلدية الاحتلال على إقامة حي استيطاني جديد يتضمن بناء 800 وحدة استيطانية في مستوطنة "غفعات زئيف" القريبة من بلدة بيتونيا شمال غرب مدينة القدس، بهدف خلق تواصل جغرافي بين المستوطنة ومدينة القدس بحيث تصبح المستوطنة جزء لا يتجزأ من مدينة القدس، والذي يأتي بعد أسبوع من الموافقة على مخطط استيطاني لبناء 900 وحدة استيطانية بمستوطنة "غيلو" المقابلة لقرية الولجة جنوب القدس.

وشيعت بالأمس 22 نيسان جماهير غفيرة من أهالي محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، الطفلة الشهيدة عبير سكافي ابنة العشرة أعوام والتي استشهدت الليلة الماضية متأثرة بصدمة عصبية تعرضت لها بعد منعها من قبل الاحتلال من رؤية والدها المحكوم بالمؤبد أربع مرات في سجون الاحتلال".

واستنكر مشاركون في التشييع الإجراءات الصارمة التي تمارسها إسرائيل بحق أهالي الأسرى، مطالبين المجتمع الدولي بالتحرك الفوري والعاجل لوضع حد لهذه الإجراءات، فيما نعى محافظ الخليل كامل حميد الطفلة الشهيدة سكافي التي منعت من إحتضان والدها قبل وفاتها، مندداً بالسياسة الإسرائيلية في التعامل مع ذوي الأسرى".

وبخصوص ملف شاليط الذي ما يزال محتجزاً حتى الآن لدى حماس نفى مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في 21 نيسان وقف الوساطة الألمانية في مفاوضات شاليط، بعد الأنباء التي نشرت مؤخرا عن قادة في حركة حماس باستبدال الوساطة الألمانية بدولة أوروبية أخرى، وذلك حسب ما نُشر في موقع صحيفة "هآرتس" الناطقة بالعبرية، يوم الخميس 21 نيسان، فان الوساطة الألمانية سوف تستمر لإتمام صفقة التبادل بين إسرائيل وحركة حماس، وسيتم استبدال الوسيط الألماني الحالي جراهارد كونرد بوسيط ألماني آخر، وهذا ما ينفي التصريحات التي صدرت عن عضو المكتب السياسي في حركة حماس موسى أبو مرزوق عن استبدال الوساطة الألمانية بدولة أوروبية أخرى.

فيما أكدت مصادر فلسطينية مطلعة، يوم 20 من نيسان أن الحكومة الفلسطينية الجديدة سترى النور فور عودة الرئيس محمود عباس من جولته الخارجية، وسيعقد اجتماع طارئ لأعضاء اللجنتين التنفيذية والمركزية لحركة فتح، وقالت وكالات بأن الحكومة بتشكيلتها الجديدة سيتم الإعلان عنها والتشاور بشأن أسماء الوزراء الجدد بين الرئيس أبو مازن ود. سلام فياض ليتم إعلان الحكومة بعد ذلك، وسيتم عقد اجتماع طارئ وعاجل لأعضاء اللجنتين التنفيذية والمركزية برئاسة الرئيس أبو مازن في مقر الرئاسة برام الله بهدف الإطلاع على جولة أبو مازن الخارجية والتحضيرات الفلسطينية للتوجه إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة لانتزاع اعتراف بعضوية كاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة".

وبخصوص تبعات ما جرى في مستوطنة "إيتمار" شكك قيس عواد رئيس مجلس قروي عورتا بمحافظة نابلس يوم 18 نيسان بالرواية الإسرائيلية التي تتهم فلسطينيين بقتل العائلة الإسرائيلية في المستوطنة قائلاً: "نحن مازلنا نشكك بالرواية الإسرائيلية بأن يكون المتهمين بعملية ايتمار من عورتا، كون إسرائيل هي التي تسيطر على عورتا منذ 35 يوماً ويمكنها وضع الأدلة والذرائع التي تناسبها". وأضاف عواد أن إسرائيل تريد أن تغطي على العقاب الجماعي والانتهاكات التي مارستها على عورتا بالإضافة إلى اعتقالها لأكثر من 100 امرأة، وتدمير كافة ممتلكات المواطنين وأسس منازلهم، وكل هذه الانتهاكات ستغطيها إسرائيل بالسماح لإعلان ذرائع واهية في هذه العملية".

وحول احتمالية أن يكون المتهمين من الفلسطينيين يضيف :"الاحتلال يتهم طفلين من عورتا، ونحن نشكك في هذه الاتهامات لأننا لم نشارك في التحقيق، وهو من سيطر على الأرض لـِ 35 يوما".

وفيما يتعلق بقتلة المتضامن الإيطالي أريغوني قالت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة أن اثنين من المشتبه بهم الرئيسيين في مقتل الناشط الايطالي فيتوريو اريغوني قتلا وأصيب ثالث بجراح خلال محاصرة منزل تحصنوا به في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة يوم 19 نيسان، وقالت وزارة الداخلية المقالة في تصريح صحفي إن "العملية انتهت بقيام عبد الرحمن البريزات بإلقاء قنبلة على رفيقيه أدت لمقتل احدهما وإصابة الأخر ثم أطلق النار على نفسه".

وقالت المصادر وشهود عيان لوكالات إن قوات الأمن قامت بجلب وإحضار هشام السعيدني الملقب " أبو الوليد المقدسي" امير كتائب التوحيد والجهاد ، والذي اعتقل في يناير الماضي ، من اجل الضغط على المتحصنين بتسليم أنفسهم لكن دون جدوى.