ذكرت صحيفة (إينديبيندينت) البريطانية أن الكونغرس الأمريكي أوقف إحالة حوالي 200 مليون دولار إلى السلطة الفلسطينية، وقالت الصحيفة البريطانية في عددها الصادر اليوم السبت 1/10/2011، إن القرار بعدم إحالة هذه الأموال اتخذ من قبل لجنة منبثقة عن "الكونغرس" قبل حوالي شهر ونصف وذلك رداً على نية الفلسطينيين التوجه إلى الأمم المتحدة للمطالبة باعتراف المنظمة الدولية بدولة فلسطينية مستقلة وكذلك في أعقاب اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وزعم الكونغرس أن هذه الأموال كانت ستستخدم لتمويل شق الطرق وتطوير البنى التحتية للمياه في مناطق السلطة الفلسطينية، وفي السياق، اعتبر نمر حماد المستشار السياسي للرئيس محمود عباس ذلك القرار بأنه عقوبة جماعية على الشعب الفلسطيني، بعد مطالبته بدولته المستقلة.

فيما جددت القيادة الفلسطينية التأكيد أمس الجمعة 30/9/2011 على أنه لا يمكن إجراء أي مفاوضات مع إسرائيل تفتقد إلى أدنى حدود المسؤولية والجدية لإنجاحها، مشددة على ضرورة مواصلة العمل في مجلس الأمن من أجل الحصول على عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة.

وعبرت القيادة خلال اجتماع لها بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، مساء الجمعة، برئاسة الرئيس محمود عباس، عن اعتزازها وتقديرها الكبير للخطاب التاريخي الذي ألقاه الرئيس عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي عبر عن آمال وطموحات الشعب الفلسطيني ومعاناته جيلا بعد جيل، وعن تصميمه على نيل حريته واستقلاله في إطار نهوض شامل تشهده المنطقة في سبيل الكرامة والديمقراطية عبر هبات الربيع العربي والفلسطيني. كما درست القيادة بيان اللجنة الرباعية الأخير الداعي لاستئناف المفاوضات، واستمعت إلى كل ما يتعلق بهذا البيان وتم التأكيد على الموقف الفلسطيني بشأنه.

وعقدت لجنة قبول العضوية في مجلس الأمن الدولي، يوم الجمعة 30/9/2011، أول اجتماع لها بشأن الطلب الفلسطيني للانضمام إلى الأمم المتحدة في الوقت الذي سعى فيه الفلسطينيون للحصول على تأييد أعضاء المجلس.

وبعد الاجتماع المغلق للجنة الدائمة التابعة للمجلس والتي تضم كل أعضاء المجلس وعددهم 15، قال السفير اللبناني لدى الأمم المتحدة نواف سلام: "إن اللجنة وافقت بالإجماع على مواصلة الاجتماع على مستوى الخبراء في الأسبوع المقبل لدراسة الجوانب والحيثيات القانونية المتعلقة بالطلب الفلسطيني.

وأكد مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور لإذاعة صوت فلسطين أن المناقشة ستجري وفق الأرضية القانونية التي أرساها سفير لبنان نواف سلام، رئيس مجلس الأمن للدورة السابقة، والتي تؤكد أن فلسطين استوفت كافة الشروط.

على صعيد المصالحة نفت حركة حماس اليوم السبت الأول من تشرين أول/أكتوبر، أي اتفاق قيل أنها أبرمته مع حركة فتح لاستئناف لقاءات المصالحة بينهما كما كان مقررا اليوم الموافق الأول من تشرين أول/ أكتوبر، مشيرة إلى أنه لا نية لديها لعقده في هذا التوقيت.

هذا النفي جاء على لسان القيادي في "حماس" إسماعيل الأشقر الذي قال في تصريح صحفي له أمس، إنه لا يوجد توافق أو تنسيق بين حركتي حماس وفتح على عقد لقاء اليوم السبت، كما أفاد بذلك سابقا القيادي في حركة فتح عزام الأحمد، وأكد الأشقر أنه لا يوجد نية لعقده في الوقت الحالي.

كشفت مصادر مطلعة أمس 30/9/2011 أن اللقاء الذي جمع الرئيس محمود عباس بمقر الرئاسة في مدينة رام الله مساء أمس الجمعة، والدكتور ناصر الدين الشاعر نائب رئيس الوزراء السابق، والدكتور سمير أبو عيشة، والدكتور علي السرطاوي، كان بالأساس لبحث ومناقشة آفاق المصالحة الداخلية والخطوات اللاحقة استكمالا لتحقيق عضوية فلسطين بالأمم المتحدة، وأضافت المصادر ان الرئيس اطلع الشاعر وأبو عيشة والسرطاوي على الخطوات اللاحقة لطلب عضوية فلسطين، والترتيب للقاء قريب خاص بالمصالحة وحصر القضايا التي تتطلب مناقشة للوصول لاتفاق رسمي بشأن ذلك.

وعبر الدكتور الشاعر والمسؤولين الآخرين بحسب المصادر عن تقديرهم ومساندتهم للموقف الشجاع الذي عبر عنه خطاب الرئيس محمود عباس التاريخي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة باسم الشعب الفلسطيني، الذي قدم فيه طلب العضوية لدولة فلسطين في الأمم المتحدة.

في ملف الأسرى واصل الأسرى اليوم السبت الأول من تشرين أول في سجون الاحتلال الإسرائيلي إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الخامس على التوالي، احتجاجا على سياسة العزل والقمع ومنع الزيارة التي تنفذها إدارة السجون بحقهم.

بدوره أعلن وزير شؤون الأسرى عيسى قراقع أن برنامج فعاليات تضامنية مع الأسرى، المضربين عن الطعام لليوم الخامس على التوالي، سينطلق يوم الاثنين المقبل، وذلك بتنظيم مسيرات واعتصامات في كافة مراكز المدن الفلسطينية في سائر محافظات الوطن، فيما ذكرت مصادر حقوقية أن سلطات الاحتلال فرضت عقوبات جديدة على الأسرى.

وأصيب، أمس الجمعة 30/9/2011 ففي قرية بلعين، أصيب، أمس، عشرات المواطنين والمتضامنين الأجانب، بالاختناق الشديد، واحترقت مساحات مزروعة بأشجار الزيتون، جراء الغاز المسيل للدموع، الذي أطلقته قوات الاحتلال لقمع المشاركين في مسيرة بلعين الأسبوعية المناوئة للاستيطان وجدار الفصل العنصري، وتضامناً مع الأسرى تحت عنوان "لن ننساكم أسرانا".

وفي قرية النبي صالح، شمال غربي رام الله، أمس، أصيب عشرات المواطنين والمتضامنين الأجانب بالاختناق الشديد جراء إطلاق قوات الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع على المشاركين في المسيرة الأسبوعية، ضد الجدار والاستيطان، والتي جاءت تحت شعار "جمعة النفير وفاءً للأسرى" دعماً للأسرى في سجون الاحتلال.

فيما تواصلت اعتداءات المستوطنين، حيث أقدم مستوطنو (شيمعا) المقامة على أراضي بلدة الظاهرية، جنوب الخليل، خلال اليومين الماضيين، على "إعدام" 50 شجرة زيتون مثمرة، وذلك في إطار الخطة الانتقامية المسماة "دفع الثمن" التي أعلنها المستوطنون بالتزامن مع توجه القيادة إلى الأمم المتحدة للحصول على اعتراف بدولة فلسطينية ذات سيادة في حدود العام 1967.

وقالت لجنة مقاومة الاستيطان في المنطقة: إن المواطن موسى سلامة سمامرة من الظاهرية اكتشف، صباح أمس، "المجزرة" التي نفذها المستوطنون، وطالت عشرات أشجار الزيتون المثمرة (بعمر 13 عاماً)، مشيرةً إلى أن منفذي الاعتداء رسموا على الصخور "نجمة داود" إلى جانب شعارات تؤكد أن الاعتداء نفذ انتقاماً لوفاة مستوطنين في حادث سير على الشارع الاستيطاني رقم 60 بالقرب من حلحول، حيث سبق وزعم قادة المستوطنين بالخليل أن الحادث نجم عن إلقاء حجارة باتجاه السيارة التي كانا يستقلانها.

من جهة ثانية، هاجم عشرات المستوطنين المسلحين تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، قرية ياسوف بمحافظة سلفيت، وأطلقوا نيران أسلحتهم في الهواء في محاولة لإرهاب الأهالي. وكان موقع القناة السابعة الإسرائيلية قد كشف يوم الأربعاء 28/9/2011، عن مشروع إسرائيلي جديد، يهدف إلى منع المساعدات المالية التي تقدمها الحكومة الإسرائيلية إلى السلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى ضم مناطق في الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية.

وبحسب ما نشرة الموقع، فقد وقع نحو 40 عضواً من الكونغرس الأميركي على أربعة اقتراحات جديدة، تهدف إلى منع المساعدات المالية الإسرائيلية للسلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى ضم مناطق في الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية، كرد أولي على الخطوة الفلسطينية الأحادية في الأمم المتحدة.

وقد صادقت لجنة التخطيط والبناء اللوائية الإسرائيلية في القدس يوم الثلاثاء 27/9/2011 على مخطط لإقامة 1100 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة (غيلو) في القدس وعرضتها لاعتراض الجمهور توطئة لنشر المناقصات لبناء هذا المخطط الذي يشمل إقامة ممر للمشاة ومدرسة ومبانٍ عامة ومنطقة صناعية.

وأعلنت وزارة الداخلية الإسرائيلية في بيان صحافي أن "لجنة تخطيط المناطق أقرت خطة لبناء 1100 وحدة سكنية في غيلو"، مضيفة أن "الخطة ستكون مفتوحة للاعتراضات العامة لمدة 60 يوما".

وكان الرئيس محمود عباس قد عاد إلى أرض الوطن يوم الأحد الماضي 25/9/2011 ليستقبله في ساحات مقر الرئاسة في رام الله موج بشري ضخم ضم عشرات الآلاف من المواطنين الذين تدفقوا منذ ساعات الصباح للمشاركة في استقباله بعد مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكان لافتاً أن الرئيس توجه فور وصوله من عمّان وقبل مخاطبة الجماهير إلى ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات، حيث قرأ الفاتحة على روحه.

وخاطب "أبو مازن" جماهير مزهوةً في أجواء احتفالية ووسط مشاعر متدفقة قائلاً: ارفعوا رؤوسكم، فأنتم فلسطينيون. وإذ تحدث عن تفاعل العالم مع حقوق الشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة، فإنه حرص على التأكيد أن المسيرة ما زالت طويلة وصعبة، وجدد الرئيس تأكيد موقفه المتمسك بتجميد الاستيطان الإسرائيلي، واعتماد مرجعية متوافقة مع الشرعية الدولية للمفاوضات.وقال: أكدنا للجميع أننا نريد أن نصل إلى حقوقنا بالطرق السلمية بالمفاوضات، ولكن ليس أي مفاوضات، لن نقبل إلا أن تكون الشرعية أرضيةً، وأن يوقفوا الاستيطان بشكل كامل.

وقال: "ذهبت إلى الأمم المتحدة أحمل آمالكم وأحلامكم وطموحاتكم وعذاباتكم ورؤيتكم إلى المستقبل، وحاجتكم الملحة لدولة فلسطينية مستقلة، ولا أشك في لحظة واحدة أن العالم كله، العالم الحر من أقصاه إلى أقصاه، استقبل ما نقلناه عنكم وعن تاريخكم وعن عذاباتكم وعن نضالاتكم وعن تطلعاتكم إلا بكل الاحترام والتقدير".

وأضاف: "قلنا للعالم إن هناك الربيع العربي، ولكن الربيع الفلسطيني موجود هنا، ربيع شعبي جماهيري مقاوم سلمياً للوصول إلى غاياتنا، وأمام هذا الإصرار الذي نقلته من عيونكم إلى العالم وقف الجميع احتراماً وتقديراً لتطلعاتكم".