مفتاح
2024 . الإثنين 8 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لن يكون بمقدور أي انسان عاقل في اسرائيل التشدق أو التهديد بالحرب بعد أن تكشفت الحقائق على أثر الحرائق التي اندلعت وما زالت حتى كتابة هذا المقال ويعجز الاسرائيليون وحدهم عن إخمادها، ما اضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بالإعتراف بأنها "كارثة لم يسبق لها مثيل"، والقول "بأن الجهات المختصة في اسرائيل لم تأخذ بالحسبان نشوب حريق في هذا الحجم وسيكون هناك تحقيق". كما أجبر على طلب المعونة والإنقاذ العالميين، هذا الموقف الذي عرى القيادات الإسرائيلية التي غابت عن الأنظار والأسماع في حين أنها أشبعت المنطقة تهديدا ووعيدا تارة بالتدمير الكلي للمدن العربية وتارة بسحق البشر وأخرى الى ارجاع الناس للعصر الحجري وغيرها من اصطلاحات الترهيب.

اكتشف المجتمع الإسرائيلي الآن هذا العجز الكبير في بناء القدرات والجاهزية للجبهة الداخلية، وإن بقيت القيادات الإسرائيلية المتغطرسة في مواقعها وأصرت على عدوانها فسيكتشف الشعب أن الوضع الإسرائيلي برمته ضعيف وليس في مجال اخماد الحرائق فقط وهو ما تحدثنا عنه في العديد من المقالات التي لم تكتب بناء على العواطف أو اسقاط الرغبات الشخصية، بل جاءت تأسيسا على واقع اعترف به كتاب وباحثون اسرائيليون قبل غيرهم، ونتيجة لمتابعة حثيثة للدراسات الإسرائيلية وما يصدر عنها من تقارير يسمونها (استراتيجية)، وما لغة التهديدات التي كنا نسمعها إلا تعبيرا عن تنافس داخلي بين الجنرالات على المواقع التي يعتقدون انه كلما قتلت أو هددت بالقتل أكثر كلما تبوأت مراكز أعلى، إضافة الى ما وقع فيه هؤلاء القادة من الغطرسة والغرور، ولا تعكس بالضرورة قدرات اسرائيلية حقيقية.

ليس هو الأول ولن يكون الأخير موقف العجز الإسرائيلي، وغياب المسؤول الأول "عن معالجة الوضع ومكافحة الحرائق" وزير الداخلية الاسرائيلي ايلي شاي عن وسائل الإعلام الذي يفترض ان يقود غرفة العمليات وعنه تصدر كل المعلومات والتعليمات ومعه غاب شمعون رومح قائد قوات الإطفاء والإنقاذ وهما أكبر دليل على حجم القصور والخلل في قدرات الجبهة الداخلية.

فقد سبقه الى ذلك غادي ايزنكوت قائد المنطقة الشمالية في جيش الإحتلال بالإعلان عن خلل أكبر على الجبهة الخارجية الحربية وفي منظومة القتال وهو عدم فعالية منظومة الدفاع الصاروخية المسماة "القبة الحديدية" حيث اعترف بذلك خلال ندوة في جامعة حيفا حول قضايا الأمن القومي عندما قال القبة الحديدية ليست لحماية المدنيين "فهي تهدف في المقام الأول حماية القواعد العسكرية للجيش الإسرائيلي حفاظا على قدرات الجيش الهجومية وأن الدفاع عن المدنيين يقع في المقام الثاني" ثم قال على السكان ألا يتوهموا بأن هناك من سيضع لهم مظلة على رؤوسهم تحميهم من الصواريخ، وهو ما أثار ضجة وذعرا في الداخل الإسرائيلي وأخذوا يطالبون بتفعيل هذه المنظومة.

على القيادة الإسرائيلية أن تدرك الواقع الجديد جيدا وتخرج من دائرة الوهم بأنها تستطيع الاستمرار باحتلالها وتفرض وجودها بالقوة، وعليها أن تصارح شعبها بأن إطفاء الحرائق الخارجية أصعب من اطفاء الحرائق الداخلية (الكرمل) والتي عجزت عن إطفائها لوحدها.

ولعل في حرائق الكرمل وهبة العالم بهذه السرعة لإنقاذهم "بمن فيهم العرب والمسلمون وفي مقدمتهم الفلسطينيون في هذه المهمة الانسانية" عبرة ودرس لقادة اسرائيل بأن السلام هو الأمان وهو الإستقرار وفيه السبيل لإطفاء كل الحرائق، وإنها فرصة حقيقية للتوجه نحو السلام.

وإن فوتت قيادة اسرائيل الفرصة ولم تفعل فعليها الإجابة على السؤال: إذا لم تقوى اسرائيل في الظروف العادية على مواجهة الطبيعة لوحدها فكيف ستواجه الطبيعة والبشر معا وفي الظروف الحربية والقتالية إذا ما أقدمت على العدوان أو استمرت بالاحتلال؟!

* الكاتب خبير ومحلل عسكري فلسطيني. - waseferiqat@hotmail.com

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required