قد يقلل البعض من قيمة الاعتراف بدولة فلسطين وقد يرى فيه آخرون خطوة ايجابية في الاتجاه الصحيح، وكلاهما محق حينما يتم تحديد الدولة المعترفة وصيغة الاعتراف وفق القانون الدولي من جهة، وبما ينص عليه الاتفاق الدبلوماسي الذي يتم توقيعه بين الدولة المعترفة، ومنظمة التحرير الفلسطينية.
من هنا وجدت لزاما علي أن أتطرق لموضوع رفع مستوى التمثيل الفلسطيني في النرويج من مفوضية عامة الى سفارة، وماذا يترتب على ذلك من اجراءات دبلوماسية يقوم بها الطرفان لتحقيق مثل هذا القرار الذي اتخذته النرويج خلال زيارة السيد سلام فياض بصفته رئيسا للوزراء وطلبه من النرويجيين رفع مستوى التمثيل. وبناء عليه، لابد لنا من الرجوع الى الاتفاقية التي وقعها الراحل ياسر عرفات عشية حصوله على جائزة نوبل ممثلا لمنظمة التحرير الفلسطينية والسيد بيورن تورا جودال وزير خارجية النرويج آنذاك، وبتاريخ 9 كانون أول ديسمبر عام 1994. لقد منحت الاتفاقية منظمة التحرير الفلسطينية كامل الامتيازات والحقوق الدبلوماسية باستثناء الاسم) سفارة( مما دعا الى أن تسمي المنظمة ممثلا جديدا لها نظرا لرفع مستوى التمثيل وضرورة موافقة الدولة المضيفة على السفير الجديد الذي سوف يتم ترشيحه، لكنه لن يحمل لدى الخارجية النرويجية لقب سفير بل لقب رئيس البعثة أو رئيس مفوضية المنظمة. وهكذا كان وتم ترشيحي للمهمة اذ أحدث هذا الترشيح احراجا دبلوماسيا للنرويج لأنني أحمل الجنسية النرويجية مذ كنت سفيرا للمنظمة في الدانمارك عام 1985، فكيف أكون دبلوماسيا بحصانة في بلد أحمل جنسيته. لكن الدائرة القضائية في الخارجية النرويجية وجدت الحل وكان التالي: لا إشكال في تسميتي رئيسا للمفوضية بحصانة دبلوماسية يكتب فيها على بطاقتي الدبلوماسية بأنني مواطن نرويجي دون أن يخضع للرقابة والتفتيش أي شيء أحمله، أو أنقله اذا كان ملكا، كما وتتمتع سيارات المنظمة بالحصانة ذاتها وكذلك مبناها، ويحق لنا رفع العلم الفلسطيني فوق مبنى السفارة ومقر الإقامة، وتتم دعوتنا الى القصر الملكي وكل ما يتمتع به أي دبلوماسي أو سفارة على أرض النرويج من ميزات نصت عليها اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية والتي أقرتها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وتم التوقيع عليها بتاريخ 18 أبريل نيسان عام 1961 ثم جرى العمل بها بعد 30 يوما من توقيعها وفق ما جاء في نصوصها وبنودها الاثنين وخمسين. وعندما توجهنا الى الخارجية النرويجية بالسؤال الهام وهو: لماذا لا تمنحوننا اسم سفارة؟ جاءنا الجواب بأن السبب هو أن السفارة تعني اعترافنا بدولة، ونحن لم نعترف بعد بدولة فلسطين التزاما باتفاقية أوسلو. ماذا يعني اذن عمليا رفع التمثيل الفلسطيني من مفوضية عامة الى سفارة ؟ من خلال التجربة العملية التي عايشتها في النرويج بعد توقيع الاتفاقية الدبلوماسية بيننا والتي أشارت في نصوصها الى اتفاقية فيينا فان الأمر لا يتعدى الأمور التالية: 1 ترشيح سفير جديد استنادا الى القرار النرويجي برفع التمثيل وبنصوص الاتفاقية. 2 يقدم السفير الجديد أوراق اعتماده لحلالة ملك النرويج بدلا من تقديمه الى وزير الخارجية. 3 يرفع اسم المفوضية العامة لمنظمة التحرير عن مكتبها ويوضع بدلا عنه سفارة منظمة التحرير الفلسطينية. ولست متأكدا من أن النرويج سوف توافق على كتابة اسم سفارة دولة فلسطين لأنها لم تعترف بالدولة بعد، ولا تريد الخروج عن الإجماع الأوروبي رغما أن النرويج ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي. هذا هو الوضع الجديد لتمثيلنا الفلسطيني هنا في النرويج وما جرت تسميته برفع مستوى التمثيل ليس الا.
اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
لنفس الكاتب
تاريخ النشر: 2010/2/1
تاريخ النشر: 2009/9/30
تاريخ النشر: 2008/11/1
|