مفتاح
2024 . الإثنين 8 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
لن تتردد إسرائيل في شن حرب جديده على غزة أو أي دولة عربية مجاورة أو أقليمية تعمل على تغيير موازين القوى التى تحرص إسرائيل على استمرارها لصالحها، بل إن ميزان القوة السائد لصالحها هو أحد اهم مصادر بقاء إسرائيل، وهذا هو حال أى دولة قوة، فإسرائيل دولة قوة، وبالتالي سلوكها السياسي محكوم بالقوة العسكرية المتفوقة لديها، وهذا التفوق هو الذى يعطيها الإحساس بقدرتها على استخدام القوة العسكرية متى قررت ذلك .

والعامل الثانى الذى يحكم سلوك إسرائيل إحساسها أنها فوق العقاب الدولي، وذلك بفضل الفيتو الأمريكي الذي يقف في وجه أي قرار دولي ملزم لإسرائيل، وهذه الحماية الدولية تمنحها حرية الحركة وهامشا أوسع فى استخدام قوتها العسكرية .

والعامل الثالث الذى يحكم سلوكها عامل البقاء الذى يقوم على جلب اليهود من دول العالم، واستيطانهم في كل الأراضي الفلسطينية لمواجهة الزيادة السكانية الفلسطينية، وفى هذا السياق تأتى خطورة الصواريخ المحدوده التى تطلق من غزة لأنهاء أحتلالها للآراضى الفلسطينية، فقدرة هذه الصواريخ ليس فى قدرتها التدميرية المحدوده جدا والتى لا تذكر، وإنما بخلقها حالة من توازن الرعب الذى قد يدفع لترك كل المناطق الحدودية الملاصقة لغزة . وغزة كنموذج تحكمه قوى المقاومة لا يخرج عن القاعده العامة التى تحكم سلوك إسرائيل في التعامل مع الدول والحركات ألأخرى كحزب الله، وسوريا، إيران، والتي تنامت قدراتها العسكرية مما جعل إسرائيل في متناول أسلحة هذه الحركات، وخصوصا في غزة القريبة والملاصقة لعدد من المدن ألإسرائيلية .

إذن قوة المقاومة تكمن فى قدرتها على الوصول الى أهداف إسرائيلية قد توقع خسائر كبيرة، وبالتالي من شانها أن تسقط الركائز التى تقوم عليها إسرائيل، وأهمها عنصر البقاء والقوة الذاتية .

ومن هذا المنظور ليس مسموحا تغيير معادلة القوة، وإلا ستلجأ إسرائيل إلى القوة سواء فى صورة حرب أو عمليات إسرائيلية محدده لأهداف عسكرية . وألأمثلة كثيرة فى العراق سابقا، وسوريا، والاحتمالات المتزايدة لحرب مع أيران لضرب قدراتها النووية . وعليه لحظة الحرب بالنسبة لإسرائيل هي لحظة شعورها بتهديد وجودى لها، عندها تأخذ قرار الحرب بصرف النظر عن أى تداعيات أقليمية أو دولية .

وأعود الى خصوصية حالة غزه، ونتساءل ما هي أهداف إسرائيل، وما هي خياراتها فى التعامل مع غزة ؟ وبداية ماذا تمثل غزة ؟ أولا غزة جزء ومكون طبيعى من فلسطين، وتمثل اليوم بقوى المقاومة الحاكمة وعلى رأسها حركة حماس خيار المقاومة، وهى منطقة كما أشرنا ملاصقة بل تقع فى قلب دائرة الأمن الإسرائيلي، وهذا ما ينبغي أن ندركه، غزة ليست منطقة نائية، بل تشكل أحد مكونات رؤية إسرائيل لأمنها، ولكن برؤية إسرائيلية، بمعنى أن لا تشكل أى مصدر للتهديد، وأن لا يسمح لها بإمتلاك أى قدرات عسكرية، أو السماح بتطوير قدرات المقاومة فيها، وهذا ما يفسر حالة الحصار المفروضة عليها، ومراقبة كل شئ يدخل اليها .

إذا غزة من وجهة نظر إسرائيل تشكل خطرا وتهديدا مستمرا لها، وبالتالى لا بد من التعامل معها بالخيار العسكرى أولا . ولذلك عندما أنسحبت إسرائيل من غزة، لم تسقطها من حساباتها، بل أن هذا ألأنسحاب جعل الخيار العسكرى هو الذى له أولوية لإسرائيل، وهذا أول درس كان يفترض أن يستوعب فلسطينيا، وقد حددت إسرائيل أهدافها من غزة بعد ألأنسحاب أولا فصل غزة عن بقية فلسطين وهذا الهدف لن يتحقق ألا بتعميق حالة الانقسام، وهذا هو الدرس الثانى الذى ينبغى أن يستوعب فلسطينيا، فإسرائيل لا يعنيها من يحكم غزة، بقدر ما يعنيها أن يكون هذا الجزء ضعيف، وتابع، ومعتمد عيها، وأن تبقى إسرائيل تتحكم في مداخله ومخارجه، وهدف إسرائيل ألآخر هو أحتواء المقاومة بل وأضعافها وفرض حالة من التهدئة الدائمة التى قد تؤدى الى تآكل المقاومة من الداخل، وهدفها ألآخر ممارسة ضغط سياسى على حركة حماس لأبداء مزيد من المرونة السياسية التى قد تنتهى بإعترافها مقابل أستمرارها فى الحكم والسلطة، وعلى مستوى آخر بإستمرار ألأنقسام تتخلص إسرائيل من عبء أكثر من مليون ونصف نسمة، لتتفرغ للضفة الغربية التى تعتبر بالنسبة لها مركز الحركة السياسية والعسكرية، لما تمثله الضفة من قيمة أستراتيجية ودينية عليا ولتنتهى بهذ ألأهداف للتخلص من غزة فى أتجاه مصر.

وإلى أن تتحقق هذه ألأهداف تبقى خيارات إسرائيل على النحو التالى :

الخيار العسكرى، وهو خيار أولوية، وكلما استدعت الحاجة له ستذهب إسرائيل إلى توجيه ضربة عسكرية لغزة، وضرب بنيتها التحتية حتى تبقى بمقاومتها ضعيفة، وعليه ينبغي أخذ التصريحات التى تخرج من إسرائيل بجدية كامله، لأنها تعبر عن نهج ورؤية أستراتيجية.

والخيار الثانى أستمرار الحصار وفرض عقوبات معينه وخصوصا على المواد والسلع ألأساسية التى تستخدم فى تطوير عناصر القوة فى غزة، والخيار الثالث الإقناع المصحوب بالتهديد العسكري، والخيار الرابع ليس بالضرورة حربا عسكرية بالصورة والشكل على غرار حرب إسرائيل ألأخيرة على غزة، مثل القيام بعمليات قصف جوى مركزة لأهداف محدده ماديه أو بشريه، والخيار الأخير إسقاط النظام القائم فى غزة فى حال فشلت الخيارات ألأخرى.

وفى كل هذه الخيارات يبقى الخيار العسكرى قائما وبقوة، وصحيح قد تكون هناك بعض العوامل التى تحد من خيار إسرائيل بشن حرب جديده كالضغط ألأقليمى والدولي، والتخوف من تحول حرب غزة الى حرب أوسع، لكن هذا يتوقف على حجم التصعيد العسكري، وإمكانية التحكم فيه . واخيرا أن أى تصعيد عسكرى سيقود فى النهاية الى مواجهة عسكرية غير متكافئة، وليست في الصالح الفلسطيني، ويبقى أن لا نعطى لإسرائيل أي ذرائع لحرب تقررها هي، لا نقررها نحن .

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required