مفتاح
2024 . الإثنين 8 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

من أين أبدأ؟ من معاناتي مع البلديات؟ أم من شركات الانترنت؟ أم من شركة الكهرباء؟ أم من البنوك؟ أم من الوزارات؟ فما أُلاقيه يوميا وكل الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة في فلسطين يفوق الإهانة ويفوق الألم ويفوق الاستهتار في حقوقنا، ففي بلد يملك أعلى نسبة من المعاقين في العالم بسبب الحروب المتواصلة واسباب اخرى لا يجد المعاقون الحد الأدنى من الحقوق لممارسة حياتهم اليومية باحترام.

ففي ظل غياب الرقابة الرسمية وعدم وجود صحافة تحترم المواطن وغياب مؤسسات مجتمع مدني فاعلة تراقب وتحاسب تقوم شركات الخدمات وبعض المؤسسات الخدمية بالتغول على المواطنين والضعفاء بوجه خاص، فقد مررت خلال الأيام الماضية بالكثير من التجارب الشخصية وكنت شاهدا على تجارب اخرى مر بها بعض المعارف والأصدقاء.

بلدية البيرة: قررت الذهاب الى بلدية البيرة لإصدار رخصة الحرف والصناعات لمكتبي في شارع نابلس فتبين لي انه لا يوجد مدخل لذوي الاحتياجات الخاصة وبما انني على كرسي متحرك فلم استطع صعود هذا الكم من الدرج فقررت التأجيل واذا بالبلدية ترسلي بانذار محكمة بلدية اذا لم ارخص المكتب فاستعنت باحد الأقارب وارسلته الى البلدية اتقاء لشرها، فقيل له انه يجب دفع رسوم الترخيص والذهاب الى الدفاع المدني. وبعد فحص الدفاع المدني للمكان كانت متطلبات الترخيص جهاز انذار من الحريق واجهزة اطفاء واسعافات وبطاريات اضاءة، أي ما تكلفته حوالي ستة آلاف شيكل. وبعد تركيب كل هذه المتطلبات ذهبنا لأخذ الرخصة طلب منا الذهاب لوزارة الصحة والشرطة.. ذهبنا للصحة قالوا اذهب للشرطة أولا. عدنا للشرطة فقالوا اذهب واختمها من شرطة المخدرات وشرطة المرور ووزارة الداخلية وقسم التحقيق والشرطة الجنائية والأمن الوقائي والمخابرات، وبعدها لوزارة الصحة..!!

انا أتساءل: كيف لشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة او حتى شخص سليم ان يفعل كل هذه الطالب التعجيزية من اجل رخصة الحرف والصناعات؟ كيف لهم المطالبة بحقهم وهم يسرقون حقوقي وحقوقي حوالي ربع مليون من ذوي الاحتياجات الخاصة؟ أليس بالإمكان وضع موظف لكل هذه المؤسسات في مكان واحد؟ اين ذهبت الأموال والتدريب الذي انفق عليه آلاف الدولارات من اجل انشاء مراكز خدمات الجمهور للبلديات؟ في كل بلاد العالم يطلب فقط تعبئة نموذج وتقوم البلديات والمجالس المحلية بمتابعة الطلبات في باقي المؤسسات، فلماذا يطلب زيارة اكثر من عشر مؤسسات من اجل رخصة؟ أليس من الأفضل لي دفع مخالفة بلدية من هذه "البهدلة"؟!

اما بالنسبة لشركة الكهرباء فحدث ولا حرج..

ذهبت صباح احد أيام السبت لمكتبي فوجدت التيار الكهربائي مقطوعا.. فانتظرت معتقدا أن الكهرباء مقطوعة عن المنطقة، غير أنه اتضح ان الكهرباء مفصولة عن مكتبي فقط، وبعد فحص الأمر مع الشركة فأبلغت أنهم قطعوا التيار الكهربائي بعد الساعة الرابعة من يوم الخميس!! فقلت كيف تقطعون التيار والمكتب مغلق؟ وذهبت لأدفع الفاتورة فلم أجد موقف سيارة لذوي الاحتياجات الخاصة ولا يوجد مدخل وهنا اتساءل مرة أخرى كيف للشركة المطالبة بحقوقها ولا تعطيني حقي؟ من يحاسب الشركة؟ ومن ينصفني وينصف الضعفاء مثلي؟ وكيف يتم قطع التيار الكهربائي في وقت يكون فيه المكتب او المنزل مغلقا؟ ألا يقدرون انه قد تكون هناك اجهزة او حتى مرضى يحتاجون للمصاعد او ما شابه ذلك؟!

البنوك: واجهت مؤخرا الكثير من المتاعب والإهانات في التعامل مع البنوك بسبب عدم وجود مداخل للكراسي المتحركة وعدم استجابة الموظفين للخروج ومساعدتي.. وعندما اشتكيت لسلطة النقد التي ترخص البنوك اتضح ان أغلبية البنوك تخالف القوانين وان سلطة النقد لا تراقب ولا تدقق، وان موظفي الترخيص يهملون شروط الترخيص التي وضعوها هم انفسهم..!! ففي البنك العربي واجهت الكثير من المشاكل الى ان وصل الأمر الى المحاكم. أما في بنك فلسطين، حيث تم بناء بناية جديدة وفخمة فقد تم الترخيص دون الأخذ بعين الاعتبار ضرورة وجود مسارب ومواقف خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة. وفي بنك القدس ذهبت لفتح حساب على اعتبار ان المدخل على مستوى الشارع وبدون أي درج، وكان الجو عاصفا فطلبت منهم الدخول الى موقف السيارات فجاء الجواب "ما في داعي ينزل، خليه يرَوّح"..!!

ان هذه التصرفات وعدم أخذ ذوي الاحتياجات الخاصة بعين الاعتبار سبب لي الكثير من المشاكل.

شركات الانترنت وما ادراك ما شركات الانترنت..

فرحنا كثيرا عندما قامت وزارة الاتصالات بمنح تراخيص لشركات جديدة لتوزيع خدمة الانترنت بسرعة أعلى وبسعر اقل. وكانت الصدمة منذ اليوم الأول ففوجئنا اننا سنقوم بدفع فاتورتين بدل واحدة وان السرعة والخدمة اصبحتا أسوأ من ذي قبل، كما أن الأسعار لم تتغير..!! فمنذ صباح اليوم الأول من تغيير الخدمة انقطعت الانترنت عن منزلي.. حاولت جاهدا الاتصال بشركة الاتصالات و"حضارة" ولكن عبثا، فهم يتركونك على الخط ساعة كاملة وعندما يأتي دورك يقولون لك: "الموظف مشغول".. فقررت الانتقال الى شركة "جلوبال كوم" مما احتاجني لدفع أكثر من ستمائة شيكل لتركيب قطع ومعدات لاقطة لخدمة الانترنت وطلب مني دفع الفواتير مقدما، فقبلت على امل تحسن الخدمة، فاذا بالخدمة أسوأ بكثير، والنت يأتي ساعة ويقطع ساعتين والسرعة ابطأ من السلحفاة..

هذه التجربة مررت بها انا وأكثر من شخص من الجيران. فاخبرني د. ناصر السعافين انه استمر لثلاثة أسابيع يحاول إصلاح خط الانترنت في منزله دون جدوى وبعد عدة زيارات وعدة محاولات وتغييرات بقيت الانترنت على حالها اما مقطوعة أو بطيئة..!!

أما "جوال" فالخدمة تقطع دون ارسال فواتير، واحيانا تقطع الخدمة بعد الدفع..!!

الكثير من شركات الخدمات، للأسف، تعمل فقط من اجل جمع الأموال دون النظر الى مصلحة المواطن..!!

وكنت قد لجأت عدة مرات الى الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان المعروفة باسم "ديوان المظالم" حيث تقدمت بعدة شكاوى ولكن يبدو انهم يضعون شكاوى المواطنين على الرفوف فقط دون أدنى متابعة..!! فلم تحرك الهيئة ساكنا بعد اصابتي برصاص الفلتان الأمني، ولم تحرك ساكنا مع سلطة النقد، ولا مع البلديات..!! فلمن نشكو مآسينا ومن يصغي لشكوانا؟!

* مصور صحفي أصيب بالرصاص عام 2006 في رام الله، مما تسبب له في شلل نصفي

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required