مفتاح
2024 . الإثنين 8 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
أدري ما الذي أصابني في ذلك اليوم عندما سمعت في ساعات الصباح الاولى الزميل محمد عبد ربه يتحدث وبصورة عاجلة عبر اثير صوت فلسطين بأن الجرافات الاسرائيلية بدأت بهدم فندق شبرد في حي الشيخ جراح...!

هنا توقف العالم للحظات... فهذا الفندق ليس كأي مبنى قديم متهالك على الإطلاق؛ فهو المكان الذي كتبت فيه أعظم الكتب العربية، إنه المكان الذي يحمل كل حجر فيه أسرار القدس برمتها، بهمسات العشاق، وأحاديث السياسيين... هو ليس بالفندق الذي تم تسريبه بطريقه او بأخرى الى الجماعات الاستيطانية التي تنتظر بفارغ الصبر التهام كل شبر من هذه الارض المقدسية.

هذا المكان كان يضم أهم صالون في القدس برمتها ألا وهو صالون "كيت انطونيوس"، زوجة الكاتب وصاحب كتاب يقظة العرب الذي ترجم لعدة لغات ويعتبر الكتاب الأهم الذي تحدث في ذلك الحين عن يقظة العرب،( ويا ليته لم يكتب لان العرب حتى الان لم يستيقظوا ).

إن هذا الصالون كان يضم كل أصحاب القرار السياسي والثقافي والاجتماعي في تلك الفترة، والتي يعتقد البعض أنها كانت من فترات القدس الغنية والمفعمة بالنشاط، وكان فخرا لكل شخصية أن تكون مدعوة لهذا الصالون..

عندما سمعت الخبر المفجع، ورأيت على ارض الواقع ما فعلته الجرافات الامريكية الصنع والتي تستخدم أيضا في هدم منازل العرب في القدس !! شعرت بقشعريرة لم أشعر مثلها في الماضي، إذ لم أتخيل ذات يوم أن يختفي هذا المكان، الذي لا يعرف عنه الجيل الحالي أي شئ، وهذا يبرر الحالة التي تمر بها القدس..!

لا أعرف على من القى اللوم لما وصلنا إليه، فمن مكن الجانب الاسرائيلي التصرف بالوقاحة التي لم نعهدها من قبل وكأنه يقول للعالم وللعرب، ها أنا أفعل ما أريد وأغير التاريخ والواقع في القدس، وكما يقول المثل ( أعلى ما بخيلكم اركبوه ) لانه يعرف ان العالم الغربي كذاب ومخادع فهو مع الفلسطينيين فلسطيني اكثر منهم ومع الاسرائيليين صهيوني حتى النخاع، وهو كما تعود منذ زمن ان يدفع ثمن ما يدمره الاحتلال وهكذا كان على مدار السنوات !

لا أعرف على من ألقى اللوم على تدمير الفندق، هل ألقيه على عائلة الحسيني التي لم نسمع عنها شيئاً إلا عندما طحنت الجرافات القسم الأكبر من الفندق الذي تملكه، عندها فقط توجهوا الى المحكمة ! أم ألقى اللوم على القيادة الفلسطينية التي لا يحتوي قاموسها إلا على التنديد والتهديد، والعبارات الرنانة التي لم تطعم القدس ولا سكانها إلا الجوع والحسرة والذل!

هل ألقى اللوم على المقدسيين، الذين أصيبوا بحالة من اللامبالاة لما يجرى لهم ولمدينتهم ولأحيائهم، وكأن لسان حالهم يقول ما قاله جحا ذات يوم: طالما أنى بخير فكل شئ بخير!! فحتى خبر هدم هذا المعلم التاريخي لم يحركهم بل إنهم كانوا يمرون بالقرب من المكان بسرعة ولا ينظرون إليه خشية ان توقفهم سيارة الشرطة الاسرائيلية وتحرر لهم مخالفة !

هناك من قال أن الشعب الفلسطيني وليس المقدسي فقط أصبح مدجنا !!! حسب رأي هذا الصديق.. ولكن هناك شيئاً ما يحدث لهذا الشعب، فلا زلت أذكر أنه عندما أذيع خبر استيلاء اريئيل شارون على منزل في حارة الوادي قامت الدنيا ولم تقعد لاشهر طويلة !! الان يدخل اليهود المتطرفون المسجد الاقصى كل يوم ويؤدون شعائرهم الدينية، دون أي اعتراض من أحد!

على من ألقى اللوم ؟!! ذات يوم قد أجد الجواب

وللحديث بقية

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required