مفتاح
2024 . الإثنين 8 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
دولة رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض المحترم،
تحية طيبة وبعد،

قرأت في الصحافة حول خطابكم الإذاعي الذي تم تخصيصه للحديث عن ذوي الاحتياجات الخاصة، او المعاقين، كما يحب البعض بمناداتهم، وعن الخطط الحكومية لدمجهم في المجتمع واعطائهم بعضا من حقوقهم التي اهدرت على مدى السنوات الطويلة بالرغم من وجود القوانين والنظم والتشريعات، وبل الاتفاقيات العربية والدولية التي وقعت عليها السلطة الفلسطينية منذ سنوات طويلة ولم ينفذ منها الا النذر اليسير.

في الحقيقة افرحني ما سمعت على الرغم من ان الكثيرين رددوا أحاديث مشابهة من قبل، سواء كانو افرادا او مؤسسات من المنظمات الاهلية او من القطاع الحكومي من وزراء ومسؤولين، ولكن عندما يأتي يصدر الحديث عنكم فهو شيء مختلف، فلقد تعودنا منكم الصدق والأمانة والمسؤولية والالتزام ولذلك ايقنت انه سيكون هناك عمل حقيقي.. فلقد عرفناك تلتزم بما تقول وتنفذ ما تعد ولكن احببت التنويه الى بعض القضايا والإقتراحات ربما يكون لها بعض الافادة في هذا الموضوع، كوني واحدا من هؤلاء المعاقين بعد اصابتي بشلل ظالم ولم ينصفني لا القانون ولا المجتمع بعد هذه الاصابة.

اولا: الاستعانة بأناس من ذوي الاحتياجات الخاصة بمختلف انواع اعاقاتهم لاعداد هذه الخطط واستشارتهم وربما يكون المسؤول عن هذه الخطط هم من ذوي الاحتياجات الخاصة، فهم ادرى بهذه الاحتياجات اكثر من أي شخص آخر.. فهناك من يدعى انه قام باعداد المسارب الخاصة والتجهيزات الخاصة ولكن بعد معاينتها يتضح انها لا توائم ولا تناسب اصحاب الاعاقة ولا يمكن الاعتماد عليها وربما تشكل خطرا اكبر عليهم.

ثانيا: وقف المشاريع التي تحت التنفيذ كالشوارع والارصفة والمباني التي تقوم التي تنفذ حاليا كشوراع رام الله حيث ان البلديات لا تقوم بتنفيذ القوانين التي تخص ذوي الاحتياجات الخاصة ولا توفر مواقف سيارات ولا مسارب ولا تقوم بمواءمة الارصفة لمرور الكراسي المتحركة، واجبار الجهات المنفذة بتنفيذ القانون لانه اذا لم ينفذ فسيستغرق الامر ربما عشرين سنة أخرى لتنفيذها.

ثالثا: تعيين مستشارين في ديوان رئاسة الوزراء او ربما انشاء وزارة او هيئة للعناية بقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة ومتابعة شؤونهم.

رابعا: منح تسهيلات ضريبية للشركات والمؤسسات الخاصة التي تلتزم بالقانون وتوظف نسبة 5% من ذوي الاحتياجات الخاصة لتشجيعها وحث المؤسسات الاخرى لتحذو خذوها ولكن بشرط ان تكون وظائف عادلة وليس مجرد ارقام، اي إتاحت كل الوظائف بما فيها المناصب العليا لذوي الاحتياجات الخاصة، وبرواتب لا تنتقص من قيمتهم وتهدر انسانيتهم.

خامسا: فرض غرامات سنوية ومخالفات للمحلات والمؤسسات والشركات التي تخالف قانون ذوي الاعاقة وعدم الاكتفاء بالمخالفة لمرة واحدة وينتهي الموضوع وارغام شركات الخدمات كشركات الماء والكهرباء والاتصالات والانترنت بعدم وقف خدماتها لمنازل ومؤسسات ذوي الاحتياجات الخاصة قبل ان توفر لهم المسارب والمواقف وتعمل على أن توائم مكاتبها لتستقبل ذوي الاحتياجات الخاصة، فلا يعقل ان تطالب بحقوقها ولا تعطي الحقوق المطلوبة منها.

سادسا: توفير الدعم القانوني وسن التشريعات التي تتيح رفع قضايا وتغريم المؤسسات المخالفة التي لا تنفذ القوانين والاتفاقيات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة.

سابعا: العمل مع وزارة الشؤون الاجتماعية والوزارات الاخرى كالصحة والحكم المحلي على تطبيق برنامج بطاقة المعاق والتي تضمن لحاملها العيش الكريم دون الاستجداء امام ابواب موظفي الوزارة والعمل على توفير الادوية والمعدات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير اماكن كافية للعلاج الطبيعي والتأهيل الجسدي وبمواصفات حديثة.

ثامنا: تشجيع المؤسسات المصرفية او ايجاد مؤسسة خاصة لدعم مشاريع ذوي الاحتياجات الخاصة بفوائد قليلة او معفية من الفائدة وذلك لخلق فرص عمل لهم وتطوير ذاتهم بمبالغ لائقة لعمل المشاريع، فالقروض التي يقدمها صندوق تأهيل ذوي الاعاقة لا تصلح الا لفتح اكشاك سجائر او بيع الجرائد والعلكة، ولا يصح ان يتحول هؤلاء الشباب والشابات لباعة سجائر او متسولين في الاسواق، فالكثير منهم هم من المناضلين والابطال الذين دفعوا ثمنا من اجل الوطن فلا يجوز اهانتهم بهذا الشكل.

تاسعا: البدء وبسرعة بالتفتيش على الضواحي والمدن الجديدة التي تبنى حاليا للكشف عن تطبيقها للقوانين ومواءمتها للشوراع والأرصفة والمباني حتى لا نهدر عشرين او ثلاثين سنة اخرى لتسوية الاخطاء الناجمة عنها.

عاشرا: مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة لايجاد مساكن لائقة في الطوابق الارضية في مشاريع الاسكان والضواحي الجديدة من خلال مساعدتهم في الدفعة الاولى للبيوت ومنح تسهيلات خاصة بدفع الاقساط وبفوائد اقل حتى يعيشون عيشة كريمة.

وأخيرا أود التقدم لسيادتكم بالشكر الجزيل والتحية الصادقة لاهتمامكم ومتابعتكم لهذه القضية الحساسة، فلا زال عشرات الآلاف من ذوي الاحتياجات الخاصة حبيسي الكراسي والمنازل، وهناك عائلات تخجل من ابنائها لانهم معاقون، وهناك من يقوم بحبسهم سنوات حتى الموت باقبية لا ترى الشمس والقصص والشواهد على ذلك كثيرة.

ابنكم المصور الصحفي
اسامة سلوادي
من على كرسيه المتحرك - رام الله - فلسطين

* مصور صحفي أصيب بالرصاص عام 2006 في رام الله، مما تسبب له في شلل نصفي. - osilwadi@apollo.ps

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required